الكاتبة أهداف سويف: صحيفة الإتحاد الإماراتية زيفت حواري بشأن الحديث عن معتقلي الإمارات
أعلنت الكاتبة والأديبة المصرية، أهداف سويف، عن تزييف تصريحات لها في حوار أجرته مع صحيفة "الاتحاد" الإماراتية، نُشر بعد أيام من مشاركتها في "مهرجان هاي أبوظبي"، فضحت فيه انتهاكات حقوق الإنسان في مصر والإمارات العربية المتحدة.
وقالت سويف خلال مشاركتها في "مهرجان هاي أبوظبي"، في 26 فبراير/شباط الماضي، إن "اثنين من ناشطي حقوق الإنسان الإماراتيين كانا سيحضران لولا أنهما مسجونان ظلماً"، وطالبت بالحرية لابن شقيقتها، الناشط المصري البارز علاء عبد الفتاح، المعتقل حالياً في السجون المصرية بتهم مرتبطة بنشاطه في مجال حقوق الإنسان، ولجميع المعتقلين في الإمارات العربية المتحدة بسبب ممارستهم لحقهم في حرية التعبير، وخاصة الشاعر والناشط أحمد منصور والقاضي محمد الركن.
وعلّقت سويف على تزييف حوارها عبر تدوينة مطولة على موقع "فيسبوك"، قالت فيها "على أي فاعلية ثقافية أن تحرص على ألا تُتَّخذ ستاراً أو تجميلاً لقُبح ممارسات القمع وانتهاك الحقوق".
وأوضحت "نشرت صحيفة (الاتحاد) الإماراتية يوم الخميس حواراً معي، أجراه الكاتب العراقي الأستاذ شاكر نوري. علمت به حين كتب لي قارئ كريم يعاتبني على أني أقول فيه ما يتناقض بوضوح مع ما قلت أثناء ندوة مهرجان هاي في أبوظبي منذ أيام، ونُشر في منابر متعددة بعدها، بما في ذلك صفحتي هنا".
وأضافت "وجدت الحوار، وقرأته، وبدأت بكتابة خطاب للأستاذ شاكر نوري جاء فيه: (التقيت حضرتك على هامش ندوتي في مهرجان هاي أبوظبي، وكانت الندوة قد انتهت، وقلتُ فيها ما قلت. وطلبتَ مني عقد لقاء قصير فوافقت، وقمتم بالتسجيل وعاونتكم آنسة لطيفة. وطلبتُ منكما أن تتيحا لي الحوار بعد تفريغه لأقوم بضبطه، ووافقتما، ولم تأتني منكما بعد ذلك أي مراسلات، إلى أن فوجئت أنه نُشِر أمس، ثم توقفت".
وتابعت "كان ما نويته هو أني أقوم بتصويب المعلومات الخاطئة العديدة الموجودة بالمقال -مثلاً وليس حصراً- في أسماء مجموعاتي القصصية، واسم زوجي (الله يرحمه)، وأن "خارطة الحب" المنشور عام 1999 كتبت (بعد الثورة)، وغيرها كثير. لكني توقفت لأن الأكثر إزعاجاً فعلاً كان أسلَبَتي وتقويلي ما لم أقل؛ أي أن ما يظهر في الحوار ليس صوتي بالمرة، بل هو صوت مكرر، ممل، آلي، يفاخر فعلت وفعلت بدون ترتيب منطقي، وبالقفز من فكرة إلى فكرة، وبخلط الأمور مع بعضها. انزعجت انزعجت انزعجت من تقويلي كلاما سخيفا مثل: ولكنني حاولت ألا أزجّ السياسة بشكل مباشر في رواياتي، رغم كتابتي الواقعية لأنها تنظر إلى الأدب بعين وإلى التاريخ بعين أخرى، من خلال ابتكار شخصيات متحركة ضد الجمود والتقليد".
وقالت إنها لم تكن تنوي الرد لولا الجملة الأخيرة التي رأى الكاتب أن يضيفها على لسانها: "مهرجان هاي أبوظبي انفتاح كبير على ثقافات العالم في أرض الإمارات التي حققت طفرة كبيرة في مجال التطور والانفتاح على الثقافات واحترام حقوق الإنسان"، وردت "أظن مش معقول يا أستاذ شاكر إني أقول ما قلت علناً في ندوة من داخل الإمارات حول القمع وانتهاك حقوق الإنسان، وأسَمِّي أسماء: أحمد منصور، ومحمد الركن، ثم أخرج على هامش الندوة لأُسِرُّ لمحاور بأن البلاد حققت طفرة كبيرة في حقوق الإنسان. عيب والله عيب".
وتابعت "كان الأستاذ شاكر قد سألني بصوت خفيض إن كنت أتصور أن التواجد في المجال الثقافي الغربي يعطيني نوعاً من الحماية، وقلت إني لا أعتقد هذا، وعموماً أن الأمور لا تُحسب هكذا. لكنه، أو المحرر في الصحيفة -ربما أو غيرهما - هناك شخص ما خاف على مصلحتي وأراد أن يحميني من نفسي ومن مواقفي.
أشكركم. وأكرر الحرية والاحترام لأحمد منصور، ومحمد الركن، وناصر بن غيث، ومحمد المنصوري في الإمارات، ونبيل رجب في البحرين، ولجين الهذلول في المملكة السعودية، وزياد العليمي، ورامي شعث، وشادي الغزالي حرب، وعلاء عبد الفتاح، وأيمن موسى، وماهينور المصري وهيثم محمدين وشادي أبو زيد وسيد مشاغب عندنا، وغيرهم وغيرهم وغيرهم".
وانتقدت أيضاً ما جاء في الحوار منسوباً لها بأنها "كتبتُ عن الشهداء الذين ضحوا بأنفسهم من أجل الثورة لأنني أكنُّ لهم الاحترام والتبجيل، وهو جزء من رسالة الأدب"، وردت على هذا الجزء بـ"أعتقد أني مُتّ فترة بعدما قرأت هذا الكلام منسوباً لي، أنا التي لم أستطع كتابة كلمة روائية منذ 9 سنين لأني لا أجد ما يليق أن أتعامل به مع شهدائنا ولا أقوى للحظة على تحويل بصري وقلبي عنهم.. الاحترام والتبجيل؟ رسالة الأدب؟ طيب وبالمرة بقى هيبة الدولة وشعب مصر العظيم وما إلى ذلك".