انترست الأمريكية تناقش تأثيرات فايروس كورونا على اقتصاد الخليج

انترست الأمريكية تناقش تأثيرات فايروس كورونا على اقتصاد الخليج

ناقشت مجلة ناشيونال انترست الأمريكية تأثيرات انتشار فيروس كورونا في دول الخليج على اقتصاد هذه الدول، مشيرة إلى تأثر العديد من القطاعات الإقتصادية والحيوية بالإجراءات الاحترازية لمواجهة انتشار هذا الوباء،  لا سيما قطاع الطيران حيث يوجد في دول الخليج أكثر المطارات ازدحامًا في العالم، ومراكز رئيسية للتجارة الدولية، كما أنها شريان لـ20% من إمدادات النفط في العالم، لكن النجاحات الاقتصادية السريعة لدول الخليج في السنوات الأخيرة أصبحت الآن مهددة بجائحة فيروس "كورونا".

 

لا توجد تقارير كافية عن تحديات دول الخليج بمواجهة الوباء، في خضم المخاوف بشأن عمليات الإغلاق في أوروبا والولايات المتحدة، وكذلك عدد الوفيات في إيران والصين، مع أن عواقب ما يحدث في الخليج سوف تنعكس على العالم.

 

وتلعب دول الخليج دورًا رئيسيًا في ربط الغرب بآسيا، سواء من حيث الحركة الجوية أو في السياسة الخارجية.

 

تعد هذه الدول ضمن الأكثر تضررًا من الوباء، حيث سجلت البحرين وقطر معدلات إصابة مرتفعة، كما أن السعودية قلقة للغاية لدرجة أنها أوقفت رحلات العمرة وأغلقت منطقة القطيف

.

أما بالنسبة لدولة الإمارات، فإن النتائج صادمة.

 

بعد أن شهد مطار دبي الدولي دخول 81 مليون مسافر في عام 2019، ما جعله أكثر المطارات الدولية ازدحامًا، تسن الإمارات الآن أحكام الحجر الصحي لأولئك القادمين من الدول المصابة بفيروس "كورونا" وبدأت في إجراء مسح دقيق.

 

اضطرت شركات الطيران الخليجية الكبرى (طيران الإمارات، والاتحاد للطيران، والخطوط الجوية السعودية) لأن تخفض الأسعار مع عمليات الإغلاق الجوي التي تنفذها الكثير من الدول حاليا.

 

تسببت النصائح بعدم السفر غير الضروري والقيود المفروضة على الدخول، مثل الحجر الصحي الإلزامي، في تقليل رحلات السفر، على سبيل المثال، ألغت شركة "طيران الهند"، التي تدير مسار سفر شائعًا إلى الخليج، رحلاتها.

 

فيما حاولت مطارات دبي أن تقلل من شأن الشائعات بأن جميع الرحلات الجوية سيتم إلغاؤها.

 

وتعد هشاشة الخليج أمام الوباء، أمرا ذي ​​شقين؛ أولاً، يعد اقتصاد دول الخليج مبنيًا على برج عاجي، بعيدا كل البعد عن الصراعات والفقر في المنطقة المحيطة، وكانت هذه الهشاشة واضحة في تصاعد التوتر مؤخرا مع إيران، حيث تسببت الهجمات على سفن النفط في مايو/أيار ويونيو/حزيران 2019، وهجوم طائرات مسيرة على منشآت "أرامكو" السعودية، في توجّه دول الخليج إلى تخفيف التوترات مع إيران.

 

ثانياً، منطقة الخليج هشة لأن غالبية السكان في العديد من الدول الصغيرة تتكون من الوافدين، حتى في البلدان التي لديها عدد أكبر من السكان المحليين، مثل عُمان والسعودية، فإن عدد الأجانب بالملايين، وهذا يشمل العمالة المنزلية من باكستان والهند والفلبين وبنجلاديش ودول أخرى.

 

علاوة على ذلك، فإن القوى العاملة لديها معرضة بشكل خاص للوباء، ومن المحتمل عدم الاهتمام بإجراء اختبار الفيروس للعمال، وتجدر الإشارة إلى أن إحدى حالات الإصابة بـ"كورونا" في الإمارات هي لمواطن هندي وصل حديثًا.

 

جاء مصدر معظم تفشي فيروس "كورونا" في الخليج، والذي بلغ حوالي 1100 حالة في 17 مارس/آذار، بالأساس من المسافرين الذين عادوا من إيران.

 

في الكويت والبحرين، قام مواطنون عادوا من إيران بنشر الفيروس في فبراير/شباط، وفي غضون ذلك، أعلنت قطر عن 238 حالة إضافية في 11 مارس/آذار، أفادت التقارير أنها مرتبطة بإيران، وتعتبر السعودية أن الشيعة في القطيف تهديد بسبب السفر إلى إيران.

 

ويضيف التقرير "يصبح الوباء محسوسًا بشكل أكثر حدة في الحياة اليومية في دول الخليج الصغيرة، كما أنه ينطوي على احتمال حدوث ضرر طويل المدى لجميع العلامات التجارية والشركات التي تستخدم الخليج في الأنشطة الرئيسية، من البطولات الرياضية إلى الفعاليات الثقافية".

 

من الناحية الإيجابية، فإن معظم هذه البلدان لديها تكنولوجيا متقدمة وهي صغيرة بما يكفي لتتبع معظم الحالات وعزل نفسها عن الجيران.

 

عزلت الكويت والبحرين وقطر نفسها بالفعل، وفعلت دول أكبر مثل الإمارات والسعودية وعُمان الشيء نفسه.

ولكن هناك تساؤلات حول التكلفة على المدى الطويل.

 

كان من المفترض أن يجذب معرض "إكسبو 2020" في دبي 3 ملايين زائر في أكتوبر/تشرين الأول، ولكن إذا ظلت البلدان مغلقة، وتوقف السفر حول العالم، فمن الصعب تخيل سير الأمور كما كان مفترضًا.

 

وبالرغم أن الخليج اعتاد على أزمة الحدود البرية بين قطر والسعودية، والتي بدأت في عام 2017، فإن قيود السفر الجديدة تحول كل الدول الخليجية إلى نوع من الجزر، محرومة من الروابط الدولية التي اعتادت عليها.

 

واشار التقرير إلى إن التأثير الذي يلوح في الأفق على الخليج يمكن أن يكشف عن هشاشة اقتصاداتهم ومحاولاتهم في العقد الماضي بأن يكون لديهم سياسات خارجية أكثر قوة.

على سبيل المثال، تتورط العديد من هذه البلدان في الصراعات الإقليمية، بما في ذلك دور السعودية والإمارات في الصراع اليمني والليبي.

 

وتلعب قطر دورًا في دعم غزة التي تديرها "حماس"، في حين دفعت كل من السعودية والإمارات لتحدي "الإخوان المسلمون" في المنطقة والتصدي لوكلاء إيران.

 

قد تقلل جائحة "كورونا" من هذا الدعم للسياسات الخارجية والوكلاء، وتغير الدور الذي لعبه الخليج على مدى العقود الأخيرة الماضية وتجعل هذه الدول تركز نظرها على الداخل أكثر

صحيح أن عدد حالات الإصابة بفيروس "كورونا" في الخليج يزداد يوميًا منذ أواخر فبراير/شباط، بعد أن كان هناك 50 حالة في 6 دول، لكن هذه الدول أغلقت حدودها بسرعة في محاولة لعزل نفسها عن الوباء.

 

ومع ذلك، فقد أثر ذلك أيضًا على العمال الأجانب الضعفاء.

في المحصلة، ستستمر التوترات الأمريكية الإيرانية المتزايدة والإلغاء المتواصل للسفر الدولي بسبب الوباء في تغيير طريقة الحياة التي اعتادت عليها دول الخليج

 

ناقشت مجلة ناشيونال انترست الأمريكية تأثيرات انتشار فيروس كورونا في دول الخليج على اقتصاد هذه الدول، مشيرة إلى تأثر العديد من القطاعات الإقتصادية والحيوية بالإجراءات الاحترازية لمواجهة انتشار هذا الوباء،  لا سيما قطاع الطيران حيث يوجد في دول الخليج أكثر المطارات ازدحامًا في العالم، ومراكز رئيسية للتجارة الدولية، كما أنها شريان لـ20% من إمدادات النفط في العالم، لكن النجاحات الاقتصادية السريعة لدول الخليج في السنوات الأخيرة أصبحت الآن مهددة بجائحة فيروس "كورونا".

 

لا توجد تقارير كافية عن تحديات دول الخليج بمواجهة الوباء، في خضم المخاوف بشأن عمليات الإغلاق في أوروبا والولايات المتحدة، وكذلك عدد الوفيات في إيران والصين، مع أن عواقب ما يحدث في الخليج سوف تنعكس على العالم.

 

وتلعب دول الخليج دورًا رئيسيًا في ربط الغرب بآسيا، سواء من حيث الحركة الجوية أو في السياسة الخارجية.

 

تعد هذه الدول ضمن الأكثر تضررًا من الوباء، حيث سجلت البحرين وقطر معدلات إصابة مرتفعة، كما أن السعودية قلقة للغاية لدرجة أنها أوقفت رحلات العمرة وأغلقت منطقة القطيف

.

أما بالنسبة لدولة الإمارات، فإن النتائج صادمة.

 

بعد أن شهد مطار دبي الدولي دخول 81 مليون مسافر في عام 2019، ما جعله أكثر المطارات الدولية ازدحامًا، تسن الإمارات الآن أحكام الحجر الصحي لأولئك القادمين من الدول المصابة بفيروس "كورونا" وبدأت في إجراء مسح دقيق.

 

اضطرت شركات الطيران الخليجية الكبرى (طيران الإمارات، والاتحاد للطيران، والخطوط الجوية السعودية) لأن تخفض الأسعار مع عمليات الإغلاق الجوي التي تنفذها الكثير من الدول حاليا.

 

تسببت النصائح بعدم السفر غير الضروري والقيود المفروضة على الدخول، مثل الحجر الصحي الإلزامي، في تقليل رحلات السفر، على سبيل المثال، ألغت شركة "طيران الهند"، التي تدير مسار سفر شائعًا إلى الخليج، رحلاتها.

 

فيما حاولت مطارات دبي أن تقلل من شأن الشائعات بأن جميع الرحلات الجوية سيتم إلغاؤها.

 

وتعد هشاشة الخليج أمام الوباء، أمرا ذي ​​شقين؛ أولاً، يعد اقتصاد دول الخليج مبنيًا على برج عاجي، بعيدا كل البعد عن الصراعات والفقر في المنطقة المحيطة، وكانت هذه الهشاشة واضحة في تصاعد التوتر مؤخرا مع إيران، حيث تسببت الهجمات على سفن النفط في مايو/أيار ويونيو/حزيران 2019، وهجوم طائرات مسيرة على منشآت "أرامكو" السعودية، في توجّه دول الخليج إلى تخفيف التوترات مع إيران.

 

ثانياً، منطقة الخليج هشة لأن غالبية السكان في العديد من الدول الصغيرة تتكون من الوافدين، حتى في البلدان التي لديها عدد أكبر من السكان المحليين، مثل عُمان والسعودية، فإن عدد الأجانب بالملايين، وهذا يشمل العمالة المنزلية من باكستان والهند والفلبين وبنجلاديش ودول أخرى.

 

علاوة على ذلك، فإن القوى العاملة لديها معرضة بشكل خاص للوباء، ومن المحتمل عدم الاهتمام بإجراء اختبار الفيروس للعمال، وتجدر الإشارة إلى أن إحدى حالات الإصابة بـ"كورونا" في الإمارات هي لمواطن هندي وصل حديثًا.

 

جاء مصدر معظم تفشي فيروس "كورونا" في الخليج، والذي بلغ حوالي 1100 حالة في 17 مارس/آذار، بالأساس من المسافرين الذين عادوا من إيران.

 

في الكويت والبحرين، قام مواطنون عادوا من إيران بنشر الفيروس في فبراير/شباط، وفي غضون ذلك، أعلنت قطر عن 238 حالة إضافية في 11 مارس/آذار، أفادت التقارير أنها مرتبطة بإيران، وتعتبر السعودية أن الشيعة في القطيف تهديد بسبب السفر إلى إيران.

 

ويضيف التقرير "يصبح الوباء محسوسًا بشكل أكثر حدة في الحياة اليومية في دول الخليج الصغيرة، كما أنه ينطوي على احتمال حدوث ضرر طويل المدى لجميع العلامات التجارية والشركات التي تستخدم الخليج في الأنشطة الرئيسية، من البطولات الرياضية إلى الفعاليات الثقافية".

 

من الناحية الإيجابية، فإن معظم هذه البلدان لديها تكنولوجيا متقدمة وهي صغيرة بما يكفي لتتبع معظم الحالات وعزل نفسها عن الجيران.

 

عزلت الكويت والبحرين وقطر نفسها بالفعل، وفعلت دول أكبر مثل الإمارات والسعودية وعُمان الشيء نفسه.

ولكن هناك تساؤلات حول التكلفة على المدى الطويل.

 

كان من المفترض أن يجذب معرض "إكسبو 2020" في دبي 3 ملايين زائر في أكتوبر/تشرين الأول، ولكن إذا ظلت البلدان مغلقة، وتوقف السفر حول العالم، فمن الصعب تخيل سير الأمور كما كان مفترضًا.

 

وبالرغم أن الخليج اعتاد على أزمة الحدود البرية بين قطر والسعودية، والتي بدأت في عام 2017، فإن قيود السفر الجديدة تحول كل الدول الخليجية إلى نوع من الجزر، محرومة من الروابط الدولية التي اعتادت عليها.

 

واشار التقرير إلى إن التأثير الذي يلوح في الأفق على الخليج يمكن أن يكشف عن هشاشة اقتصاداتهم ومحاولاتهم في العقد الماضي بأن يكون لديهم سياسات خارجية أكثر قوة.

على سبيل المثال، تتورط العديد من هذه البلدان في الصراعات الإقليمية، بما في ذلك دور السعودية والإمارات في الصراع اليمني والليبي.

 

وتلعب قطر دورًا في دعم غزة التي تديرها "حماس"، في حين دفعت كل من السعودية والإمارات لتحدي "الإخوان المسلمون" في المنطقة والتصدي لوكلاء إيران.

 

قد تقلل جائحة "كورونا" من هذا الدعم للسياسات الخارجية والوكلاء، وتغير الدور الذي لعبه الخليج على مدى العقود الأخيرة الماضية وتجعل هذه الدول تركز نظرها على الداخل أكثر

صحيح أن عدد حالات الإصابة بفيروس "كورونا" في الخليج يزداد يوميًا منذ أواخر فبراير/شباط، بعد أن كان هناك 50 حالة في 6 دول، لكن هذه الدول أغلقت حدودها بسرعة في محاولة لعزل نفسها عن الوباء.

 

ومع ذلك، فقد أثر ذلك أيضًا على العمال الأجانب الضعفاء.

في المحصلة، ستستمر التوترات الأمريكية الإيرانية المتزايدة والإلغاء المتواصل للسفر الدولي بسبب الوباء في تغيير طريقة الحياة التي اعتادت عليها دول الخليج

الكاتب