الإمارات تبدي رفضها عن المرشح الجزائري لمنصب المبعوث الأممي الجديد في ليبيا

الإمارات تبدي رفضها عن المرشح الجزائري لمنصب المبعوث الأممي الجديد في ليبيا

منذ استقالة الدبلوماسي اللبناني غسان سلامة من منصب رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، خلال الشهر الحالي تثار التساؤلات حول شخصية خليفته الجديد وموقف الأطراف الفاعلة في الملف الليبي.

وعقب استقالته برز اسم وزير الشؤون الخارجية الجزائري السابق رمطان لعمامرة،  من قِبل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الذي تم اقتراحه بشكل رسمي، وهو الاسم الرسمي الوحيد الذي يتم تداوله في أروقة الأمم المتحدة بشكل رسمي، وسط تاكيد عدة مصادر رفض الإمارات ومصر لهذا المرشح وترويجها لمرشح آخر من الأردن.

 

وتسعى أبوظبي للدفع بشخصية تتوافق مع توجهها السياسي، وذلك سيراً على نهج غسان سلامة، الذي تقول مصادر مطلعة إن أبوظبي كانت تدعمه جنباً إلى جنب مع مصر والسعودية، حيث عُرف سلامة بمواقفه المتساهلة مع اللواء خليفة حفتر  على حساب حكومة الوفاق الوطني في طرابلس.

 

وترفض أبوظبي والقاهرة تعيين رمطان لعمامرة باعتبار أنّه جزائري، في ظل حرب باردة بين مصر والجزائر حول الملف الليبي، حيث ترفض الجزائر دخول حفتر إلى طرابلس رفضاً قاطعاً، لأنها تعتبر دخول حفتر إلى طرابلس يعني تزايد التمدد والنفوذ المصري-الإماراتي في ليبيا.

 

ورغم أن أبوظبي تعارض مشاريع الإسلام السياسي بعد الربيع العربي، والجزائر تتخذ نفس الاتجاه، فإنها تختلف في حساباتها عن الإمارات.

كما عارض فريق اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر حلف تعيين لعمامرة.

 

إذ اعتبر الناطق الرسمي باسم قوات حفتر أحمد المسماري، الذي عقد مؤتمراً صحفياً في القاهرة مؤخراً، أنّ اقتراح تعيين لعمامرة غير منطقي، وقال “نحن لا نقبل به وسيطاً للحوار، وطالب بأن يكون المندوب الأممي شخصية إفريقية، أو لا يكون من جيران ليبيا”.

 

مصادر ليبية رسمية خاصة، قالت إن لعمامرة سيواجه صعوبات في مسألة تعيينه بالمنصب الجديد، لأنّ اسمه مجرد اقتراح من قبل الأمين العام للأمم المتحدة.

 

وتشير تلك المصادر إلى أنّ المؤشرات تفيد بأنّ الروس والأمريكيين لن تكون لديهم مشكلة مع رمطان لعمامرة، لكنّ الموقف الروسي يمكن أن يتغير بتحريض مصري-إمارتي.

 

مصادر أمنية ليبية أخرى رفيعة، أشارت إلى أنّ رمطان لعمامرة سيلقى دعماً سياسياً من فرنسا، باعتبار أنّ النفوذ الفرنسي في شمال إفريقيا، وعلى رأسها الجزائر والمغرب، قوي جداً، إضافة إلى أنّ لعمامرة شخصية لها حيثيتها في أروقة الأمم المتحدة ولدى أمينها العام، إضافة إلى أنّ لعمامرة يعتبر من أقوى رجال حقبة بوتفليقة في الجزائر، وتولى مناصب عدة في هذه الحقبة.

 

وتسعى كل من أبوظبي والقاهرة إلى الترويج لشخصية جديدة يجري طرحها والتسويق لها في وسائل إعلام محسوبة على الإمارات، وتتمثل تلك الشخصية في وزير الداخلية الأردني الأسبق سمير حباشنة، الذي تريده أبوظبي بديلاً لرمطان لعمامرة، لا سيما وأن الأردن من الدول الداعمة لحفتر والتي تمده بالتجهيزات العسكرية بتمويل إماراتي.

 

قناة الغد المدعومة إمارتياً حاولت الترويج لشخصية سمير حباشنة، وصورت شخصيته على أنّه يحظى بالدعم الكبير في ليبيا، وبقبول وارتياح ليبيين، وتأييد ودعم من السياسيين والدبلوماسيين والمثقفين العرب، وهذا غير صحيح، فشخصية الحباشنة غير معروفة لدى الليبيين، ولا يعرفونه من قريب ولا من بعيد.

 

ويتم الترويج للحباشنة، المقرب من دوائر السلطة الأردنية، في وسائل الإعلام الممولة إماراتياً، على أنّه سيكون المبعوث الأممي في ليبيا وأنه شخصية لديها القدرة على حل النزاع الليبي ويمتلك رؤية لحل هذا النزاع، وباستطاعته أن يفكّ هذا الاشتباك بين أطراف الأزمة الليبية، وأنّه متخصص في حل النزاعات والصراعات، ويقود مجموعة عربية تعنى بهذا المجال، ويبحث عن التضامن العربي.

الكاتب