ميدل ايست: اسرائيل بمساعدة الإ‘مارات دعمت بشكل كبير قوات حفتر
نشر موقع “ميدل إيست آي” في لندن تقريرا ليوسي مليمان عن الدعم الإسرائيلي لحرب حفتر في ليبي، وقال فيه إن "إسرائيل" بمساعدة من الإمارات تقوم بتوفير الاسلحة لما يعرف بالجيش الوطني الليبي التابع له.
وقال، إن الحرب الأهلية الليبية مستمرة رغم المناشدات من الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الإنسانية لوقفها والتفرغ لمواجهة فيروس كورونا، مشددا على أن النزاع في ليبيا تؤججه التدخلات الدولية والشحنات المتواصلة من الأسلحة، في خرق واضح للحظر الدولي على تصدير الأسلحة إلى أطراف الحرب فيها.
وشدد على أن تركيا أصبحت تزود حكومة الوفاق الليبية التي يترأسها فائز السراج وتسيطر على طرابلس والمناطق المحيطة بها غرب ليبيا، بالسلاح والمقاتلين، وقدمت أيضا الطائرات بدون طيار، لدعمها ضد حفتر. (الوفاق وقعت اتفاقا أمنيا وعسكريا مع تركيا في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي).
وتابع ميلمان: "حفتر يسيطر على شرق ليبيا ومينائها الرئيسي بنغازي، ويحمل الجنسية الأمريكية وعلى علاقة قوية مع المخابرات الأمريكية- سي آي إيه- ولهذا السبب يحظى بدعم من الرئيس دونالد ترامب، الذي تدعم إدارته جهود السلام الدولية، ولكنها تقوم سرا بتشجيع حملات حفتر العسكرية، وتبعها في ذلك حلفاء واشنطن مصر والإمارات العربية وبدرجة أقل إسرائيل".
ويؤكد أن الدور الإسرائيلي في ليبيا مرتبط بالمحور الذي نشأ في السنوات الأخيرة ويضم السعودية والإمارات ومصر وإسرائيل، مشيرا إلى ما ورد في تقرير للتلفزيون العربي حول تمويل وتوفير الإمارات أنظمة دفاع جوية متقدمة صنعت في إسرائيل ونقلت إلى ليبيا عبر مصر، وتهدف هذه الأنظمة لمواجهة الطائرات التركية المسيرة.
ويعلق ميلمان أن الملف الليبي هو تحت إشراف الموساد وينسق عملياته وسياساته المتعلقة بحفتر مع حكومة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ومدير مخابراته عباس كامل، حيث التقى مبعوثو الموساد في الفترة ما بين 2017- 2019 مع حفتر بالقاهرة وفي أكثر من مناسبة، وتم ترتيب عدد من الدورات التدريبية لقادة جيش حفتر الرئيسيين على يد ضباط إسرائيليين في أساليب الحرب وجمع المعلومات وتحليلها وكذا إجراءات القيادة والتحكم، كما أسهم الموساد في تسهيل شراء مناظير ليلية وبنادق قنص".
ويرى ميلمان أن العلاقات بين حفتر وإسرائيل هي مفارقة تاريخية، فقد عمل في الجيش الليبي تحت قيادة معمر القذافي وأسهم في الإنقلاب الذي أطاح بالملكية في عام 1969. وفي عام 1973 كان ضابطا شابا في فرقة ليبية أرسلت لمساعدة مصر في حرب أكتوبر. ولكن الكتيبة الليبية وطياريها لم يشاركوا في العمليات القتالية.
وشدد ميلمان على أن "ليبيا كانت في ظل القذافي مهمة بشكل خاص لإسرائيل، فقد دعم القذافي الجماعات الفلسطينية ومنح المتشددين الفلسطينيين مثل أبو نضال ملجأ في ليبيا، وردت المخابرات الإسرائيلية وقوات العمليات الخاصة بمتابعة المسؤولين الليبيين وراقبت حركة الطيران الليبي وقامت بعمليات إنزال على الشواطئ الليبية لزرع أجهزة تنصت".
وتابع: "وفي عام 1995 جرت عملية إنزال لنصب كمين وقتل زعيم حركة الجهاد الإسلامي فتحي الشقاقي لكن تم إلغاء العملية نظرا لوجود سياح أوروبيين كانوا قريبا من مكان العملية، وبعد أشهر اغتيل الشقاقي في مالطا".
وأكد الصحفي الإسرائيلي، أن إسرائيل اهتمت بمتابعة جهود القذافي في تصنيع والحصول على الأسلحة الكيماوية والنووية، وجمع العملاء الإسرائيليون معلومات حول التطورات لكنها لم تكن دقيقة، فقد طورت ليبيا قدرات نووية بمساعدة باكستان أكثر مما توقع الإسرائيليون، إلى أن قررت ليبيا بتعاون مع "سي آي إيه" والمخابرات البريطانية "أم أي6 " التخلي عن مشروعها النووي عام 2004.
وقال ميلمان إنه "في هذه الفترة حتى الإطاحة به، ذاب الجليد في العلاقات مع أوروبا وغازل القذافي إسرائيل واقترح عددا من المبادرات السياسية، فقد اقترح فكرة تسوية بين الفلسطينيين والإسرائيليين تقوم على دولة واحدة اسمها إسراطين، وأرسل زوارا بمساعدة من يهود إيطاليين- ليبيين بارزين إلى القدس، وأطلق سراح إسرائيليين اتهموا بالتجسس".
وأشار إلى أنه بعد الإطاحة بالقذافي حاولت عائلته طلب المساعدة من إسرائيل. وأرسلت ابنته عائشة رسالة عبر وسطاء تطلب الانتقال إلى إسرائيل بزعم أن جدتها يهودية.
وختم بالقول: "اليوم وجدت إسرائيل اهتماما بليبيا نظرا للدور التركي فيها، حيث تسعى أنقرة لزيادة تأثيرها في منطقة البحر المتوسط وإرباك الخطط الإسرائيلية- القبرصية لإنشاء خطوط غاز إلى اليونان وإيطاليا، لكن الدور الإسرائيلي في دعم حفتر هامشي مقارنة بما تلعبه روسيا هناك".
وكان تقرير لصحيفة نيويورك تايمز أشار إلى أن الموقف الأمريكي المتناقض من ليبيا أدى إلى إطالة أمد الحرب، فهي من جهة تدعم العملية السلمية، ومن جهة أخرى يفضل دونالد ترامب، حفتر، وأدى غياب الوجود الأمريكي القوي إلى فتح الباب أمام تدخل شركاء أمريكا المتنافسين بما فيهم تركيا ومصر والإمارات العربية المتحدة".
وكشف الكاتب أن "الحملة وراء دفع البيت الأبيض لدعم حفتر، بدأ مع انتخاب ترامب للرئاسة وقف وراءها الحاكم الفعلي للإمارات محمد بن زايد عبر قيامه بالترويج لحفتر بين فريق السياسة الخارجية التابع لترامب، في لقاء سري عقد بنيويورك في كانون الأول/ ديسمبر 2016. كما حمل عبد الفتاح السيسي، الرئيس المصري الذي وصفه ترامب بديكتاتوري المفضل قضية دعم حفتر معه إلى البيت الأبيض عندما التقى مع ترامب".
ورأى أندرو ميللر، عضو مجلس الأمن القومي في مستهل إدارة ترامب، والباحث في مشروع الديمقراطية بالشرق الأوسط في واشنطن أن حفتر "كان نقطة النقاش الجوهرية في اللقاءات مع المصريين والإماراتيين"