عيدروس الزُبيدي: من قلب أبوظبي يؤكد تمسكه بقرار فرض الإدارة الذاتية
لوّح رئيس المجلس االنتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً عيدروس الزُبيدي، في كلمة ألقاها من أبوظبي بمناسبة الذكرى الثالثة لتشكيل الانتقالي، بخطوات جديدة في سبيل انفصال جنوب اليمن عن شماله، لافتا إلى أن ذلك "ليس بالصعب لو تجاهلنا كل الحسابات".
وأعاد رئيس الانتقالي التذكير بالمبررات التي دفعتهم إلى إعلان الطوارئ والإدارة الذاتية، وقال إن "عرقلة تنفيذ اتفاق الرياض، وغيابها (الحكومة) المتعمّد عن القيام بأي دور يلامس هموم الناس واحتياجاتهم وينتشل المدينة من وضعها المأساوي، دفعهم إلى المبادرة لتولي دفة المسؤولية مباشرة، بما يسهم في تخفيف حدة المعاناة عن أبناء المدن الجنوبية".
وأشار إلى أن الإعلان جاء "بعد متابعة دقيقة وتزايد حجم معاناة الشعب في عدد من الملفات، وعلى رأسها عدم صرف رواتب وأجور منتسبي المؤسسة العسكرية والأمنية والمتقاعدين والمدنيين، والتوقف عن دعم الجبهات المشتعلة بالسلاح والذخائر والغذاء ومتطلبات المعيشة، والتوقف عن رعاية أسر الشهداء وعلاج الجرحى".
كما اتهم رئيس الانتقالي، الشرعية، بـ"تأجيج التناحر الوطني والسعي إلى زعزعة وتمزيق اللحمة الوطنية، ودعم الإرهاب وقوى التطرف، وتردي الخدمات العامة وفي مقدمتها البنية التحتية للكهرباء والمياه والطرق والذي أظهرته بشكلٍ جليٍ كارثة السيول الأخيرة".
ودافع رئيس الانتقالي عن خطوتهم التي تصفها الشرعية بـ"الانقلابية"، وأشار إلى أن الإدارة الذاتية "تمثّل معركة الشعب على الفساد والفاسدين، وتجار الحروب، وعلى قوى الاستقلال للمشاركة الفاعلة في معركة تحرير مؤسسات الشعب وموارده وحقوقه، باعتبار استعادة مؤسسات الدولة هي اللبنة الأولى لاستعادة الوطن"، في إشارة إلى الانفصال الكامل.
ودعا الزُبيدي، كافة الجنوبيين، إلى الالتفاف حول قيادة المجلس لتنفيذ إجراءات الإدارة الذاتية للجنوب، من خلال مساعدة اللجان ذات الاختصاص، والتي تشرف مباشرة وتراقب أداء المؤسسات والمرافق العامة وتكافح الفساد بالهيئات المركزية والمحلية، بما يحقق إدارة ذاتية رشيدة، حسب تعبيره.
وتقمّص الزُبيدي شخصية قائد دولة مستقلة، عندما دعا "الأشقاء والأصدقاء في المجتمع الإقليمي والدولي والمنظمات الدولية، وعلى رأسهم الأشقاء في التحالف بقيادة السعودية والامارات، ومنظمة الصحة العالمية، إلى تقديم الدعم العاجل لإسناد الجهود من أجل التغلب على كورونا".
وتجنب الزُبيدي الإشارة إلى الدعوة السعودية إلى عودة الأوضاع إلى ما قبل الطوارئ في عدن، لكنه أكد على ما وصفها بـ"الشراكة الاستراتيجية المتينة مع دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة"، وقال إنهم جميعا "في خندق واحد".
أعلن المجلس الانتقالي الجنوبي، السبت قبل الماضي، الإدارة الذاتية لعدن ومدن الجنوب، وهو ما قوبل برفض دولي واسع، باعتباره انقلابا على اتفاق الرياض والمؤسسات الدستورية.
ولا يزال "الانتقالي" يرفض التراجع عن خطواته الانقلابية، رغم ترحيبه بتنفيذ الشق السياسي من اتفاق الرياض فقط، والذي يضمن له المشاركة في حكومة مرتقبة بالمناصفة بين المحافظات الشمالية والجنوبية.