هروب المدير المالي لشركة "أن أم سي" المملوكة للهندي الهارب "آر بي شيتي"
كشفت صحيفة إماراتية، أن المدير المالي لشركة، "أن أم سي"، التي يملكها الملياردير الهندي الهارب، "آر بي شيتي"، صاحب أكبر فضيحة احتيال في الإمارات، فر هو الآخر، على متن طائرة إخلاء للرعايا الهنود.
وقالت صحيفة "الخليج تايمز" في تقرير لها إن "سوريش كريشنامورثي"، المدير المالي لـ"أن أم سي"، غادر الإمارات في الـ7 من الشهر الجاري، برفقة زوجته و3 من أبنائه وخادمته، إلى مدينة كوتشي بولاية كيرالا الهندية.
ووصفت الصحيفة ما حدث بـ"الهروب الكبير"، مع 360 هنديا مغتربا، ضمن الرحلات التي وفرتها نيودلهي لرعاياها، لإعادتهم إلى بلادهم، في ظل تفشي فيروس كورونا. وخضوع الشركة لعملية تحقيق في أكبر عملية احتيال في تاريخ الإمارات بمليارات الدولارات.
ونقلت عن مصدر في الشركة قوله: إن كريشنامورثي، "أبلغه عبر رسالة يوم الجمعة الماضي، من ولاية كيرالا، بأنه غادر الإمارات لبعض الأمور الملحة، وإنه سيعود إليها في حزيران/يونيو المقبل".
وأشار المصدر إلى أنه "كان سيهرب بسبب الخوف الشديد من حجم الفساد العميق، وأن يد القانون الطويلة ستصل إليه عاجلا أم آجلا".
وأشارت الصحيفة إلى أن السفير الهندي لدى الإمارات، بافان كابور، ولدى سؤاله عن طريقة مغادرة كريشنامورثي، قال إن قائمة الركاب تعدها السفارة على أساس الأولوية، وتسلم إلى الطيران الهندي.
ولفتت إلى أن القائمة، يظهر فيها كريشنامورثي، وأفراد عائلته وحددت لهم مقاعد متجاورة مع بعضها في الطائرة، والسفر في رحلات الإخلاء حسب الأولوية لفئات وسجل فيها 200 ألف شخص بالإمارات، والفئات هي المرضى، والعاطلون عن العمل، والحوامل، ومن لديهم حالات طارئة بسبب وفاة أحد أفراد الأسرة، للمشاركة بصورة عاجلة في وداعه.
وقالت الصحيفة إن الطريقة التي هرب فيها كريشنامورثي، لا تزال لغزا، ونقلت عن مصادر قولها إنه قدم "إفادة خطية زائفة، تدعي وفاة أحد أفراد العائلة للحصول على مقعد في الطائرة".
وقال مقربون من المدير المالي الهندي، إن والده مريض بالسرطان، في مراحله النهائية، ووالدته توفيت في العام 2018.
ونفوا "وجود وفيات جديدة معروفة في عائلته"، لكنهم قالوا: "ربما يكون السبب الوضع الصحي المتدهور لوالده".
وكان كريشنامورثي، تنحى عن منصب المدير المالي في عام 2017، بعد تولي براسانث مانغات، منصب الرئيس التنفيذي لشركة "أن أم سي".
ونقلت عن مصدر قوله، إنه أعطي وظيفة أقل احتياجا للسفر المتكرر بسبب الظروف الصحية لوالده.
لكنه قال إنه أعيد لمركزه السابق في الشركة، في شباط/فبراير الماضي، بعد هروب الإدارة العليا من الإمارات، بسبب فضيحة الديون البالغة 6.6 مليارات دولار، والتي هزت أبوظبي باعتبارها أكبر قضية احتيال.
وأفاد مصدر كبير بالشركة وفقا للصحيفة، بأنه وعقب مغادرة 25 من كبار مدراء "أن أم سي" الإمارات، وترك الشركة بدون إدارة، طلب من كريشنامورثي، العودة إلى العمل لتسييره.
وقال إنه: "ليس قيد التحقيق في الإمارات، ولم توجه له اتهامات جنائية، لكنه ربما كان قلقا من أن سلطات التحقيق ستبحث بشكل أعمق في ملفات عامي 2016 و2017، حينما كان المسؤول".
ولفتت الصحيفة إلى أن كريشنامورثي، قال إنه ذهب إلى الهند، بسبب "الحالة الصحية لوالده، ولترتيب دخول أطفاله إلى المدرسة".
ونفى الادعاءات بشأنه، وقال: "سأعود إلى الإمارات في غضون 3-4 أيام، عندما تستأنف الرحلات، وليس هناك تحقيق جنائي يواجهني، وما ذكرته وسائل الإعلام زائف".
وتابع: "أنا لم أهرب من الإمارات، استقلت من منصب المدير المالي لأن والدي مريض، ولأشهر كنت أدير الأمور، وأنا أعمل في المنزل وهذا كل شيء".
ونهاية الشهر الماضي قالت ثلاثة مصادر مطلعة إن مصرف الإمارات العربية المتحدة المركزي أصدر تعليمات إلى البنوك في البلاد بتجميد حسابات ب.ر شيتي المساهم في إن.إم.سي هيلث وعائلته بعد اتهامات له بالاحتيال بنحو 6.6 مليار دولار.
كانت إن.إم.سي، التي أسسها شيتي في منتصف سبعينيات القرن الماضي وأصبحت أضخم مقدم لخدمات الرعاية الصحية بالقطاع الخاص في الإمارات، قد وُضعت قيد الوصاية الإدارية هذا الشهر.
وجرى وقف تداول أسهمها، التي تعتزم إن.إم.سي إلغاء إدراجها في لندن، بعد انخفاض قيمتها بأكثر من النصف منذ ديسمبر كانون الأول عندما شككت شركة مادي ووترز للاستشارات في تقاريرها المالية.
وقالت المصادر، التي اطلعت على التعليمات، لرويترز إن توجيه الإمارات بالتجميد، والذي أصدره المصرف المركزي الأسبوع الماضي يمتد إلى مساهمين آخرين في إن.إم.سي هما خليفة المهيري وسعيد بن محمد بن بطي القبيسي.
وقال اثنان من المصادر إن التوجيه يدعو أيضا إلى تجميد الحسابات المصرفية لعدد من المسؤولين التنفيذيين السابقين، بمن فيهم الرئيس التنفيذي السابق براسانث مانجهات وعائلته.
وتكبد أكثر من 12 بنكًا إماراتيًا هذه الخسارة على هيئة ديون تحصّل عليها رجل الأعمال الهندي بي آر شيتي لصالح شركة (إن أم سي)، قبل أن يهرب ويختفي عن الأنظار، وتفيق بنوك الإمارات على واحدة من أكبر عمليات الاحتيال.