صحيفة تركية: محاولات روسية للدخول في الملف الليبي بعد تعقده بتمويل اماراتي

صحيفة تركية: محاولات روسية للدخول في الملف الليبي بعد تعقده بتمويل اماراتي

قالت صحيفة تركية، إن الأزمة الليبية تزداد تعمقا، مع تصاعد القصف العنيف لقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر للعاصمة طرابلس في الآونة الأخيرة.

 

وأشارت صحيفة "صباح" في تقرير للكاتب برهان الدين دورونا، إلى أن "أبوظبي، التي تقف خلف العديد من العمليات السرية القذرة في الشرق الأوسط منذ سنوات عدة، مصممة على بقاء حفتر"، وفي انتهاك لقرارات الأمم المتحدة، تساعده في بيع النفط المستخرج من المناطق الواقعة تحت سيطرته، وتعمل على نقل كافة أنواع السلاح إلى الشرق الليبي، وتلعب دورا انفصاليا مشابها لما حدث في جنوب اليمن.

 

وأكدت الصحيفة أن موسكو، التي تعاني من ازدياد بإصابات كورونا، وهبوط أسعار النفط، لا تزال تقوم بتسليح حفتر متجاهلة الحظر المفروض بشأن ذلك.

 

وأوضحت أنها من ناحية تقوم بزيادة عدد المرتزقة "فاغنر" وغيرها، ومن ناحية أخرى تتنقل الطائرات الروسية بشكل مكثف في الشرق الليبي.

 

ولفتت إلى أنه في الأسبوع الماضي وحده، تم رصد 100 عملية هبوط لطائرات روسية في المطارات التي يسيطر عليها حفتر في الشرق الليبي.

 

ورأت الصحيفة أن الكرملين، الذي يعاني من مشاكل داخلية، يسعى إلى اتخاذ خطوات من شأنها تعزيز سمعته في ليبيا.

 

وأضافت أنه من السهولة لروسيا اتخاذ خطواتها، في الوقت الذي تقوم فيه الإمارات بتمويل جميع أنواع العمليات وإردافها بالأسلحة.

 

وأشارت الصحيفة، إلى القصف العنيف، الذي طال محيط السفارتين التركية والإيطالية، ما أدى لمقتل عنصري أمن ومدني، والهجوم الصاروخي الذي شنته قوات حفتر على مطار معيتيقة، وطائرات مدنية كانت تستعد للإقلاع.

 

وأكدت أن التوازنات في الحرب الأهلية قد تغيرت، منذ أن وقعت تركيا مذكرتي التفاهم مع حكومة الوفاق الوطني في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، وما تلاه من دعم عسكري، منع سقوط العاصمة طرابلس في أيدي حفتر، وأمن للجيش الليبي تنفيذ هجومات مضادة.

 

وأضافت أن حصار طرابلس على وشك الانكسار، بعد فقدان قوات حفتر الساحل بأكمله غربي طرابلس حتى تونس في الأسابيع الماضية، فيما تحول مسار الميدان ضد حفتر.

 

ولفتت إلى أن التطورات الأخيرة، أظهرت أن تحالف حفتر في ليبيا كان أضعف مما كان متوقعا، وفي حالة حدوث هزائم عسكرية جديدة، فهناك احتمال أن يفقد تأييد القبائل وجماعات أخرى في المناطق التي يسيطر عليها.

 

وأشارت إلى أنه لا ينبغي التوقع من روسيا والإمارات ومصر وفرنسا واليونان، التغاضي عن هزائم حفتر وسقوطه، وفي المقابل هناك دول أوروبية وغربية، باستثناء الولايات المتحدة وفرنسا، لا تريد أن تسقط طرابلس، ولكنها غير متحمسة لسيطرة "الوفاق" على كل ليبيا بسبب تقاربها مع تركيا.

 

ونوهت إلى أن قوات حفتر تستعد لشن هجوم شامل جديد، في الوقت الذي يحاول فيه الجيش الليبي التابع لحكومة الوفاق إعادة السيطرة على مدينة سرت ومناطق أخرى.


 

وأشارت إلى أن الولايات المتحدة، التي تنشغل بالانتخابات الرئاسية، بقيت صامتة إزاء التدخل المتزايد من روسيا في ليبيا، وقد نشهد موقفا من الولايات المتحدة في الدولة الأفريقية كما في سوريا، وترك الساحة لموسكو.

 

وختمت الصحيفة، مشددة على ضرورة عدم ترك مستقبل ليبيا للجهات الفاعلة المسببة للانقسام، ولا بد من وضع خطط تعيد إحياء العملية السلمية من جديد.

 

ومنذ عام 2014، نظرت الإمارات إلى حفتر كقوة مفيدة لتكرار جهودها في مصر من أجل إقامة نظام عسكري استبدادي، وبالتالي أخذت أمير الحرب الليبي تحت جناحها.

 

كما لعبت أبو ظبي دورًا محوريًا في بناء ما يسمى بالجيش الوطني الليبي التابع لحفتر وظهرت بصماتها في حملته المستمرة للاستيلاء على طرابلس منذ أبريل/نيسان 2019 - غالبًا بطريقة خفية لدرجة أن دور روسيا يتلقى المزيد من الضوء السلبي، خاصة في الغرب بدلاً من الإمارات.

 

وقال الكاتب: بعد أن انسحب حفتر من المحادثات التي توسطت فيها روسيا وتركيا في موسكو في يناير / كانون الثاني، شعر بوضوح أنه حصل على دعم كافٍ من أماكن أخرى - وتحديداً أبو ظبي - لاستئناف العمليات العسكرية، مما يظهر نفوذ الإمارات الهام على زعيم الحرب وليبيا نفسها.

الكاتب