حميديتي: السودان لم تتلقى مبلغ 2.5 مليار من الإمارات والسعودية حتى الآن
كشف نائب رئيس مجلس السيادة السوداني، "محمد حمدان دقلو" الشهير بـ"حميدتي"، الأحد، أن السودان لم يتلق، حتى الآن، مبلغ 2.5 مليار دولار تعهدت بها السعودية والإمارات لدعم البلاد في المرحلة الانتقالية، مؤكدا عدم وجود خلافات مع قطر.
وقال "حميدتي"، في مقابلة مع قناة سودانية أن السعوديين والإماراتيين أعلنوا مساهمتهم عقب الإطاحة بالبشير بـ3 مليارات دولار لدعم المرحلة الانتقالية بالسودان، "عبارة عن منحة بـ2.5 مليار دولار، ووديعة بمبلغ 500 مليون دولار".
واستدرك: "لكن حدثت بعض المشاكل ذات الطابع السياسي (دون توضيحها) أدت إلى عدم استلام المبلغ المذكور، واستلمنا فقط الوديعة البالغة 500 مليون دولار"، فيما لم يصدر تعقيب فوري من السعودية والإمارات بشأن تلك التصريحات.
وقال حميدتي إنه حاول قيادة مبادرة صلح في ليبيا، وافقت عليها الحكومة الليبية الشرعية بينما رفضها "حفتر".
ونفى نائب رئيس مجلس السيادة السوداني وجود قوات من بلاده للمشاركة في الحرب الدائرة بليبيا، معتبرا أن "الاتهامات بوجود قوات الدعم السريع في ليبيا للقتال إلى جانب حفتر هدفها الشيطنة".
وتطرق "حميدتي" للعلاقات مع قطر، مؤكدا أنه لا يوجد خلافات بين الخرطوم والدوحة، مشيرا إلى أن وزير الخارجية القطري وصل إلى الخرطوم بعد التغيير الذي جرى في أبريل/نيسان من العام الماضي، دون علم المجلس العسكري، ولذلك تم رفض استقباله.
وقبل أيام، نقل موقع "ليبيا أوبزافر" عن مصدر موثوق رفض الكشف عن هويته قوله إن الإمارات طالبت "حميدتي" بإرسال 1200 مقاتل بشكل عاجل إلى الخطوط الأمامية الليبية لدعم قوات "خليفة حفتر" في جنوب طرابلس وغرب سرت، مهددة بقطع الدعم المالي عنه، إذا رفض.
وأضاف الموقع أن "دقلو" وعد بتلبية الطلب الإماراتي على الرغم من المعارضة الداخلية لقيادات في الجيش السوداني لهذا الأمر.
وكشف المصدر أن "هناك الآن 350 مقاتلا من قوات الدعم السريع في بلدة سوا الإريترية ينتظرون الانتشار في ليبيا".
وأفاد فريق خبراء الأمم المتحدة المعنيون بالسودان في وقت سابق من هذا العام بأن مقاتلي دارفور يقاتلون من أجل قوات "حفتر" في ليبيا كمرتزقة، في سعيهم لتعزيز قوتهم العسكرية من خلال كسب الأموال والأسلحة عبر ليبيا.
وخلالشهر شباط الماضي كشفت صحيفة الغارديان البريطانية عن سيطرة قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، المعروف بحميدتي، على مناجم عدة للذهب في دارفور ومناطق سودانية أخرى، مشيرة إلى دور إماراتي في استيراد هذا الذهب مما يزيد من نفوذ حميدتي ومليشياته.
ونشرت الصحيفة، تحقيقاً مطولاً مدعوماً بالصور والوثائق، وجاء فيه أن حميدتي أصبح أحد أغنى رجال السودان، حيث تسيطر قوات الدعم السريع على منجم جبل عامر للذهب في دارفور منذ عام 2017، فضلاً عن سيطرتها على ثلاثة مناجم أخرى على الأقل في جنوب كردفان وغيرها؛ مما يجعل حميدتي وقواته لاعبين رئيسيين في الصناعة الأكثر ربحاً بالسودان.