الإدارة الأمريكية تضغط على الإمارات والسعودية لانهاء الحظر الجوي على الخطوط الجوية القطرية

الإدارة الأمريكية تضغط على الإمارات والسعودية لانهاء الحظر الجوي على الخطوط الجوية القطرية

نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مسؤولين أميركيين وخليجيين، أمس الأربعاء، أن الإدارة الأميركية تتخذ مساراً جديداً، في محاولة حلّ الأزمة الخليجية التي تدخل عامها الرابع غداً الجمعة، عبر الضغط على كلّ من السعودية والإمارات لإنهاء الحظر الجوي الذي تفرضانه على رحلات الخطوط الجوية القطرية، ومنعهما طائرات الشركة من التحليق في أجوائهما.

 

وباءت محاولات سابقة عدة لرأب الصدع بالفشل، في وقت تواجه فيه المحاولة الأميركية الأخيرة مقاومة قوية من السعودية، ما يحبط الآمال الأميركية في حلّ الخلاف الذي عقّد جهودها لكبح إيران.

 

وكشفت "وول ستريت جورنال" عن أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تبذل جهودها للتوسط في صفقة شاملة لإنهاء الخلاف بسبب الإخفاقات الدبلوماسية المتكررة، وباتت تركّز على حلّ مسألة واحدة، هي معضلة المجال الجوي.

 

وتحدثت الصحيفة نفسها عن أن ترامب ضغط شخصياً على القادة السعوديين من أجل إنهاء القيود الجوية، التي تجبر في غالبية الأحيان الطائرات على التحليق فوق إيران، ما يؤمن لطهران مصدر تمويل تريد الولايات المتحدة قطعه، على حدّ تأكيد المسؤولين.

 

ونقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي قوله إن هناك شعوراً متنامياً بضرورة حلّ قضية المجال الجوي، لافتاً إلى أن "ذهاب الأموال إلى خزينة إيران نتيجة تحليق طائرات الخطوط الجوية القطرية في أجوائها هو مصدر إزعاج مستمرّ لنا".


وقطعت دول السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر، وفرضت حصاراً برياً وبحرياً وجوياً عليها، في 5 يونيو/ حزيران عام 2017، وأملت شروطاً عليها تحدّ من سيادتها، وهو ما رفضته الدوحة. وقاد أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، جهود الوساطة لحل الأزمة الخليجية، وأعلن من واشنطن أن الجهود المشتركة نجحت في وقف عمل عسكري كانت دول الحصار تنوي القيام به ضد قطر.


وقال رئيس مجلس الوزراء الكويتي الشيخ صباح الخالد الصباح، أمس الأربعاء، إنّ "الآمال أكبر مما كانت عليه" في طريق إنهاء الخلافات الخليجية، مؤكداً أنّ الكويت تضع المصالحة الخليجية والمحافظة على وحدة مجلس التعاون الخليجي "أولوية لها".
وقال رئيس الوزراء، في اجتماع له مع رؤساء الصحف المحلية نقلت وقائعه وكالة الأنباء الكويتية "كونا": "للأسف، نحن الآن في السنة الرابعة من الخلاف الخليجي، لكن المحاولات ما زالت مستمرة والآمال أكبر مما كانت عليه، وكنا نتقدم خطوة ونعود خطوتين، لكن الآن إذا تقدمنا خطوة، تليها خطوة أخرى".

 

وهذا التصريح هو الأول من نوعه لمسؤول خليجي رفيع بعد جولة لوزراء خارجية الكويت وعمان وقطر بين الدول الخليجية، أواخر شهر مايو/ أيار الماضي، اشتملت على تسليم رسائل شفهية وخطية بين قادة الدول الخليجية، ضمن مساعي الكويت لإعادة إحياء وساطتها لحل الأزمة الخليجية، التي ترفض دول الحصار الامتثال لها.

 

ومرت ثلاث سنوات على الأزمة الخليجية وسط تبادلات الاتهامات بين قطر من جهة والإمارات والسعودية والبحرين من جهة أخرى برفض الحل.

ولا يبدو أن حلاً يلوح في الأفق لرأب الصدع داخل مجلس التعاون الخليجي، إذ تستمر الأزمة الدبلوماسية بالتعقيد لتزيد الملفات السياسية والإنسانية توتراً بين الدول الثلاث وقطر.

 

في الخامس من يونيو/حزيران 2017، قطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها الدبلوماسية مع قطر. ومنذ ذلك الحين فشلت الجهود الخليجية والدولية في رأب الصدع، كان آخرها تعثر محادثات رامية إلى وضع حد للخلاف في أواخر العام الماضي بعد أن أثارت موجة من الجهود الدبلوماسية آمالا بحدوث انفراج.

 

وتعود الأزمة إلى 24 مايو/أيار 2017 عندما أعلنت الدوحة أن موقع وكالتها الإخبارية الرسمية "قنا" تعرّض “لعملية اختراق من جهة غير معروفة”، مشيرة إلى أنه تم نشر “تصريح مغلوط” منسوب لأمير قطر.

الكاتب