توتر أمني: بين قوات الحكومة اليمينة وانفصاليين مدعومين اماراتياً في اليمن
تشهد محافظة شبوة، شرق اليمن، توترا أمنيا شديدا، بين قوات حكومية ومجموعات انفصالية مدعومة من دولة الإمارات، منذ يومين، شنت هجمات على حواجز أمنية ومقار حكومية.
وأفادت مصادر يمنية بأن انتشارا أمنيا مكثفا لقوات حكومية في مديريتي جردان ونصاب، شرقي مدينة عتق، المركز الإداري لمحافظة شبوة، عقب هجمات استهدفت مقرا حكوميا ونقطة أمنية، أسفرت عن مقتل جنديين وإصابة ثالث.
وقال مصدر محلي مسؤول: إن التوتر في مديريتي جردان ونصاب، بين قوات الشرطة ومجاميع تابعة لما يعرف بـ"المجلس الانتقالي"، وبقايا من قوات ما كانت تعرف بـ"النخبة الشبوانية" شكلتها أبوظبي قبل أن تنهار في آب/ أغسطس 2019.
و في مديرية جردان، يسود الهدوء، في ظل وساطة قبلية لاحتواء الموقف، مؤكدا أن كل الاحتمالات واردة منها فشل الوساطة، وسط تعزيزات أمنية دفعت بها السلطة المحلية إليها.
وأشار إلى اندلاع اشتباكات متقطعة بين قوات أمنية ومسلحين تابعين لـ"الانتقالي"، إثر مهاجمتها مقرا السلطة البلدية في مديرية نصاب، موضحا أن الهدف من هذه الفوضى التي أشعلها الانتقالي إرباك الوضع في شبوة، وإشغال قوات الجيش الوطني عن المعارك الدائرة في محافظة أبين المحاذية لها من جهة الغرب.
فيما أفاد مصدر مسؤول آخر بأن قوات الشرطة مسيطرة على الوضع في مديرية نصاب، وسط استعدادات كبيرة لوأد أي فوضى من قبل المسلحين التابعين للمجلس الانتقالي المدعوم إماراتيا.
وقال المصدر إن "مليشيات الانتقالي" قامت باستهداف المجمع الحكومي (يضم مكاتب السلطة البلدية في المديرية)، بقذائف آر بي جي، والأسلحة الرشاشة، فيما ردت القوات الحكومية على مصادر النيران، وملاحقة العناصر المهاجمة التي لاذت بالفرار.
وأكد المصدر المسؤول أن قوات الأمن منتشرة في مواقعها وتقوم بتأمين المديرية بصورة طبيعية.
وقال مصدر ثالث مطلع إن مجاميع من بقايا ميليشيات "النخبة الشبوانية المنحلة"، بقيادة، سامي ضباب قائد في المناطق الشرقية، أطلقت دعوة لاجتماع مسلح في مديرية جردان، من أجل الحشد ومناصرة ميليشيات المجلس في محافظة أبين، ضد قوات الجيش الوطني.
وبحسب المصدر فإن السلطة الأمنية في شبوة، أرسلت حملة أمنية إلى مديرية جردان، قبل أن تندلع اشتباكات مع مسلحين تابعين لـ"المجلس الانتقالي" في الطريق إلى البلدة، مشيرا إلى أن مسلحي الانتقالي، لاذوا بالفرار إلى مطارح آل ضباب في جردان، فيما قوات الأمن تقوم بملاحقتهم.
وفي أعقاب وصول قوات الأمن الحكومية إلى المطارح (مكان تتجمع فيه القبائل)، خرجت قيادات قبلية من آل ضباب، وتعهدوا بتسليم المدعو "سامي ضباب"، عصر اليوم الجمعة، إلى حاكم شبوة.
ووفقا للمصدر المطلع فإن قوات الأمن، سيطرت على طقمين عسكريين، تم مهاجمتها عبرهما من قبل مسلحي الانتقالي، والأسلحة الموجودة فيها، بالإضافة إلى "صهريج نقل الماء".
وبعد الاتفاق مع القيادات القبلية في آل ضباب، غادرت الحملة الأمنية المنطقة، إلا أنه وعقب خروجها، تعرضت لإطلاق نار، ما أدى إلى إصابة أحد الجنود، لتندلع الاشتباكات مجددا مع المجاميع التابعة للمجلس الانتقالي، وأدت إلى مقتل عنصر وإصابة آخر منهم.
واستطرد قائلا: "وساطة قبلية يقودها، الشيخ، مبارك القرموشي، والشيخ، أحمد القرموشي، تدخلت إثر ذلك، والتقت بمحافظ المحافظة، وطلبوا منه إيقاف الحملة الأمنية، والذي أبدى موافقته على ذلك مقابل تسليم المطلوبين".
ولفت المصدر إلى أنه بعد قبول السلطة المحلية طلب الوساطة القبلية، وتشكيل لجنة حكومية لتنفيذ الاتفاق، توجهت إلى مديرية جردان، موضحا أنه وقبل وصول الوساطة قامت "مليشيات الانتقالي بخرق اتفاق التهدئة المبرم مع السلطات الحكومية، وهاجمت قوات الأمن ما أدى إلى مقتل جنديين".
وقال إن الهجوم على قوات الأمن، وضع الوساطة القبلية في موقف محرج، بعد التزامها بتسليم المطلوبين في حال توقفت الحملة الأمنية، وهو الأمر الذي أدى إلى تجدد الاشتباكات بينهما.
وعقب مقتل جنديين حكوميين، أعلنت اللجنة الأمنية في المحافظة انتهاء الوساطة، ودفعت بتعزيزات كبيرة للقبض على المطلوبين من ميليشيا الانتقالي، وسط استياء شعبي من تحويل المديرية إلى ساحة صراع ضد الدولة، وغدرها بقادة القبائل الذين تدخلوا لاحتواء الموقف المتفجر، حسب ما ذكره المصدر.
يأتي هذا التوتر، في ظل احتدام المواجهات بين قوات الجيش الحكومي وقوات "المجلس الانتقالي"، في مشارف مدينة زنجبار، عاصمة أبين، وبعد كشف السلطات الأمنية في محافظة شبوة، عن تورط دولة الإمارات بدعم متمردين انفصاليين، وتمويل هجماتهم ضد خطوط نقل النفط في المحافظة.