يوسف العتيبة يثير غضباً عارماً في تصريحات مباشرة للإسرائيلين وبمقال على يديعيوت أحرنوت
أفردت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، اليوم الجمعة، النصف العلوي من الصفحة الثانية لمقالٍ للسفير الإماراتي لدى واشنطن يوسف العتيبة، أحد أكبر مؤيدي التطبيع مع دولة الاحتلال، والذي تربطه علاقات جيدة مع السفير الإسرائيلي في واشنطن، رون دريمير.
وجاء المقال تحت عنوان: "إمّا الضم أو التطبيع"، استهله السفير بالقول: "حتى الفترة الأخيرة، تحدث قادة إسرائيليون بحماس عن التطبيع مع الإمارات العربية المتحدة ودول عربية إضافية. لكن هذه الأقوال تتناقض مع خطة الضم الإسرائيلية".
وبحسب العتيبة، فإن خطة الضم الإسرائيلية تتحدى الإجماع العربي - وعملياً الدولي أيضاً - في ما يتعلق بالحق الفلسطيني. ستؤثر أساساً على الأردن، التي يعود استقرارها - الذي يبدو كأمر مفروغ منه أحياناً - بالفائدة على المنطقة كلها وتربح منه إسرائيل على نحو خاص".
وبدل استعراض موقف إماراتي تاريخي مؤيد للقضية الفلسطينية، اختار العتيبة القول في مقالته: "أبدت الإمارات العربية المتحدة على مدار سنوات تأييداً غير محدود للسلام في المنطقة. لقد ساهمنا في الجهود وتقليص النزاعات، وساعدنا في توفير المحفزات، الجزر بدلاً من العصي، وركزنا الجهد على الأمور التي يمكنها أن تساعد كل الأطراف. لقد عارضنا بشكل مثابر وناشط العنف: صنفنا (حزب الله) كمنظمة إرهابية، وشجبنا تحريض (حماس)، واستنكرنا الاستفزازات الإسرائيلية، وبقينا طيلة الوقت مؤيدين متحمسين للشعب الفلسطيني ومريدين لمبادرة السلام العربية".
واستذكر العتيبة أنه كان واحداً من بين ثلاثة سفراء عرب شاركوا وحضروا إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب تفاصيل خطة "صفقة القرن"، مشيراً كذلك إلى أنه عمل مع إدارة الرئيس باراك أوباما على خطط لخطوات بانية للثقة، تعود بالفوائد الكبيرة على إسرائيل - على صورة علاقات مشتركة مع الدول العربية - مقابل حكم ذاتي موسع واستثمارات في فلسطين.
وقال السفير الإماراتي في مقالته، إن "الضم سيقلب رأساً على عقب، بداية وقبل كل شيء، التطلعات الإسرائيلية لعلاقات أمنية واقتصادية وثقافية جيدة مع العالم العربي ومع الإمارات العربية المتحدة. إسرائيل والإمارات العربية المتحدة تملكان جيشين من أفضل الجيوش المدربة في المنطقة، مع مخاوف مشتركة في مجال الإرهاب والعدوان، وتربطهما علاقات طويلة ووثيقة مع الولايات المتحدة الأميركية"، لافتاً إلى أنه كان بمقدور الدولتين أن تخلقا تعاوناً أمنياً أكثر عمقاً وفعاليةً، باعتبارهما الدولتين اللتين تملكان اقتصاداً متطوراً ومتنوعاً".
وأقرّ العتيبي في مقالته بأن الضم "سيزيد من تصلب وجهات النظر العربية ضد إسرائيل، في الوقت الذي تبادر فيه الإمارات إلى مشاريع للتبادل الثقافي وفهم أوسع لإسرائيل، فقد شجعت الإمارات العربية المتحدة الإسرائيليين على التفكير في الجانب الإيجابي لعلاقات أفضل أكثر انفتاحاً وتطبيعاً، وقمنا بشيء مماثل في أوساط المواطنين الإماراتيين ومع العرب عموماً، مثل دعوة إسرائيل للمشاركة في معرض إكسبو"، وفق قوله.
وكشف المسؤول الإماراتي عن أن للدبلوماسيين الإسرائيليين حضوراً في أبو ظبي، في إطار مقر وكالة الأمم المتحدة للطاقة المتجددة.
وبعد أن كرر أن الضم هو نقيض التطبيع، خلص إلى القول إنّ "رغبتنا في الإمارات العربية المتحدة، وفي جزء كبير من العالم العربي أن نؤمن (نصدق) أن إسرائيل هي فرصة وليست عدواً"، مضيفاً: "نحن نواجه كثيراً من المخاطر المشتركة، ونرى القدرة الكبيرة المحتملة في علاقات أحسن. قرار إسرائيل بالضم سيكون مؤشراً إلى أنه يمكن أن نكون مخطئين في ما إذا كانت إسرائيل ترى الأمور بنفس الشكل".
ويوم أمس كشفت اللجنة اليهودية الأمريكية، وهي منظمة تُعنى بتعزيز وجود إسرائيل والشعب اليهودي، عن استضافتها لوزير الدولة للشؤؤن الخارجية الإماراتي أنور قرقاش، خلال مؤتمر افتراضي تنوي عقده في الفترة بين 14-18 حزيران/ يوليو الجاري.
ورغم أن الإمارات لا تقيم علاقات علنية مع إسرائيل، إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومسؤولين آخرين صرحوا في أكثر من مناسبة بوجود تقارب معها، ومع دول عربية وإسلامية أخرى.
ولم يتأخر ظهور العلاقة حتى 2010 عندما حضر عوزي لانداو، وزير البنية التحتية الإسرائيلي، مؤتمرًا لوكالة الأمم المتحدة للطاقة المتجددة، في الإمارات كانت هذه الزيارة هي الأولى على المستوى الرسمي؛ والتي تزامنت مع وجود مهندس هذه العلاقة في أبوظبي "محمد دحلان" القيادي الفلسطيني المفصول من حركة فتح الذي تلاحقه اتهامات عديدة ليس أقلها العمالة مع "إسرائيل". تزايدت تلك الزيارات حتى أصبح لإسرائيل ممثلية دبلوماسية ترفع علمها ضمن وكالة الأمم المتحدة للطاقة المتجددة عام 2015.
كما أن سفير دولة الإمارات في واشنطن "يوسف العتيبة"، يتميز بعلاقة قوية وقريبة جداً بالسفير الإسرائيلي في الولايات المتحدة "رون ديرمر" وأنهم متفقون على كل شيء باستثناء بعض النقاط المتعلقة بالفلسطينيين