الخارجية التركية: أبوظبي والرياض تدفعان مصر غزو ليبيا بالنيابة عنهما

الخارجية التركية: أبوظبي والرياض تدفعان مصر غزو ليبيا بالنيابة عنهما

 

قال وزير الخارجية التركي "مولود جاويش أوغلو"، إن الموقف المصري الحالي من الأزمة الليبية توجهه فرنسا والإمارات، فيما شن ياسين أقطاي، مستشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، هجوما حادا على المملكة العربية السعودية والإمارات ومصر، زاعما أن الدولتين تريدان من السيسي "غزو ليبيا واحتلالها نيابة عنهما"، على حد تعبيره.

 

وأضاف، جاويش أوغلوا في تصريحات صحفية، الأربعاء، أن إعلان الرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي" أن سرت والجفرة خط أحمر، مرده أحد أمرين، إما أنه "يقوم بدور الأداة" أو "لأنه يريد الوصول إلى آبار النفط".

وتابع بالقول إن "على السيسي توضيح كيف يكون خطه الأحمر وسط ليبيا، وهو لم يجد الدعم حتى من شعبه".

 

جاء حديث الوزير التركي، متزامنا مع مقال لـ"ياسين أقطاي"، المستشار الأول لرئيس حزب "العدالة والتنمية" التركي الحاكم "رجب طيب أردوغان"، شن خلالها هجوما على السعودية والإمارات، واتهمها بأنهما تريدان من "السيسي"، غزو ليبيا واحتلالها نيابة عنهما.

 

ورفضت حكومة الوفاق الليبية، المعترف بها دوليا، تصريحات "السيسي"، التي أعلن فيها استعداد مصر للتدخل عسكريا في ليبيا، إذا تطلب الأمر، معتبرة أنها تدخل سافر في شؤون ليبيا، وإعلان واضح للحرب عليها.

 

وسبق أن نددت الحكومة الليبية، أكثر من مرة، بما قالت إنه دعم عسكري تقدمه عدة دول، بينها مصر والإمارات والسعودية، لقوات قائد قوات شرق ليبيا الجنرال المتقاعد "خليفة حفتر".

 

من جهته قال أقطاي، في مقال بصحيفة "يني شفق" التركية بعنوان "البلطجة التي يحتاجها السيسي ليست موجودة في ليبيا"، إن "دخول السيسي في مغامرة على الأراضي الليبية التي لا تشكل أي خطر أو مشكلة بالنسبة لمصر، يعتبر انتحارا سياسيا لشخص هو بالأصل معلق بخيط من قطن. السؤال الآن إذن، لماذا وصل السيسي إلى حالة يضع نصب عينيه هذا الانتحار من عدمه".

 

وأضاف أقطاي: "من الواضح بالطبع أن ذلك الموقف لم يكن بدافع من السيسي وحده فحسب، لا سيما مع صدور تصريحات الدعم من الإمارات والسعودية، كلا هاتين الدولتين في الأصل تمارسان الضغط على السيسي لكي يكون أكثر فاعلية في ليبيا، يريدان منه التدخل بشكل مباشر وغزو ليبيا واحتلالها نيابة عنهما".

 

واتهم أقطاي السعودية والإمارات بـ"ممارسة الاحتلال والانقلاب في البلاد الإسلامية"، وقال إن "تخوفهم من الديمقراطية جعلهم يفضلون إغراق العالم الإسلامي بأكمله في بيئة دموية، ويفضلون نظام الفوضى إلى ما لا نهاية، فقط من أجل أن لا تكون هناك ديمقراطية، وأن لا تستيقظ شعوبهم يوما ما مطالبة بها وبالإرادة والسلطة"، على حد تعبيره.

 

ورأي أقطاي أن "الوضع الذي أوصلوا له اليمن أصبح واضحا للجميع"، مضيفا أن "عاصفة الحزم التي أطلقوها على أنها رد على انقلاب الحوثيين المدعومين من إيران، سرعان ما تحولت إلى حالة من الفوضى وممارسة الاحتلال".

 

وقال أقطاي إن "الشيء الذي يريد السيسي ممارسته في ليبيا من خلال مغامرة لا تتناسب إطلاقًا مع وضع بلاده، يعتبر وضمة عار في تاريخ مصر"، وأضاف: "كيف يمكن أن تكون تركيا هي المشكلة بالنسبة لمصر؟ بيد أن جميع الحقائق تشير إلى أن أصل المصالح المصرية، تكمن في الاتفاق مع تركيا".

 

وتابع أقطاي بالقول: "إنه يعتقد أن حصوله على شرعية احتلال ليبيا، تقف عند شراء بعض العشائر ومن ينتسب لها، كي تخرج بتظاهرات تطلب منه التدخل. نعم فهو يجد في انقلابه مشروعية من خلال الشيء ذاته، حيث وجد نفسه مضطرا لوضع يده على الأمور، تلبية لدعوة البلطجية في ميدان التحرير، الذي كان مليئًا بأمثالهم ممن يجيدون التمثيل بدعم من السعودية والإمارات"، على حد تعبيره.

الكاتب