مراقبون: الإمارات فشلت في توظيف الإعلام المغربي لمحاربة الإسلاميين

مراقبون: الإمارات فشلت في توظيف الإعلام المغربي لمحاربة الإسلاميين

قال مراقبون إن مساعي الإمارات لتأسيس أذرع إعلامية بالمغرب، لخدمة مشروع أبوظبي المتمثل في محاربة الإسلاميين، ووأد أي انتعاش لتجربة ديمقراطية عبر تأليب الرأي العام، فشلت، حتى الآن.

 

ومنذ سنوات، تضخ أبوظبي استثمارات في قطاع الإعلام بالمغرب، حيث تؤسس صحفا ومواقع إلكترونية بميزانيات ضخمة، بل اشترت أسهما وحصة في أحد أبرز المواقع الإخبارية المغربية، على أمل استخدامها كـ"قوة ناعمة"، لتمرير رسائلها سالفة الذكر.

 

وازداد التدخل الإماراتي في الساحة المغربية، منذ بروز نجم الإسلاميين هناك بعد الموجة الأولى من الربيع العربي في 2011، فضخت أموالا طائلة لمحاولة الاستحواذ على نوافذ إعلامية لمخاطية الرأي العام المغربي وتأليبه على الإسلاميين ومبدأ الديمقراطية وتداول السلطة، لكن الانتقادات الشعبية الأخيرة للإمارات في المغرب، والتي تظهر على مواقع التواصل وفي المناقشات، تشير إلى أن استراتيجية أبوظبي تلك فشلت.

 

ورصد مراقبون محاولات إماراتية إعلامية لتشويه عمل الحكومة المغربية، التي يسيطر عليها حزب "العدالة والتنمية"، المحسوب على الإسلاميين، في عدة ملفات، أحدثها جائحة "كورونا".

 

وتقول الإعلامية المغربية "شامة درشول"، إن الترسانة الإعلامية الإماراتية ضد المغرب، تضم منابر إعلامية سواء بدبي، أو أبوظبي، أو الجزائر، أو تونس، أو الرباط، أو حتى القاهرة، وحتى ليبيا، بل حتى فرنسا، وإسبانيا، وتتحرك وراء هدف واحد اسمه المغرب، وتضرب مصالحه داخل وخارج البلد، بدعوى أنه حليف قطر، وبه حكومة بأغلبية إسلامية.

 

الأمور لا تدار فقط من داخل المغرب، بل إن هناك مؤشرات على استغلال الإمارات الإعلام اليميني الإسباني أيضا، مثل صحيفة "إلموندو" التي نشرت تقريرا انتقد مؤسسة مغربية حكومية تُعنى بالجالية المغربية بالخارج.

 

وقال مركز الأطلسي للأبحاث والدراسات الاستراتيجية والتحليل الأمني (مغربي غير حكومي) إن الأمر بات يتعلق بحرب يقودها أحد رجال المخابرات الإماراتية، المدعوم بمغاربة (العقيد الليبي الراحل معمر) القذافي في الساحة الأوروبية، ضد المذهب المالكي والشأن الديني لمغاربة الخارج ومؤسسات دستورية مغربية، وضد التعاون الأمني المغربي الإسباني في مثلث خطير بين أوروبا وشمال أفريقيا ظل ناجحا في محاربة الجماعات الإرهابية لحد الآن.

 

والشهر الماضيجمدت مؤسسة “مؤمنون بلا حدود للدراسات والأبحاث” الإماراتية، جميع أنشطتها بالمغرب بعد تزايد حدة الخلاف بين أبو ظبي والرباط، في الأسابيع القليلة الماضية والذي بلغ حد الهجوم على رموز المغرب ومؤسساته.

 

مصادر داخلية: التوقف المفاجئ للمؤسسة لا دخل لجائحة “كورونا” لأن “النية مبيتة من قبل”، خاصة بعد التوتر الكبير الذي تعرفه العلاقات المغربية- الإماراتية وعدم رضوخ المغرب للكثير من الإملاءات الخارجية

 

وتشهد علاقات المغرب مع كل من الإمارات والسعودية حالة من التوتر، بسبب تباعد المواقف بين الطرفين بشأن ملفات عديدة، أبرزها موقف الرباط المحايد من الحصار المفروض على قطر ضمن الأزمة الخليجية القائمة منذ عام 2017.

 

وكذلك موقفها من الأزمة الليبية، بجانب انسحاب المملكة من الحرب في اليمن، والتي تدعم فيها الرياض القوات الموالية للحكومة اليمنية، في مواجهة الحوثيين المدعومين من إيران.

الكاتب