صحفي اسرائيلي:هناك أبعاد سياسية وراء التعاون مابين الإمارات واسرائيل في مكافحة كورونا
اعتبر المستشرق الإسرائيلي "جاكي خوجي"، ومحرر الشؤون العربية في إذاعة الجيش الإسرائيلي، أن هناك أبعادا سياسية لا تخطؤها العين وراء التعاون بين تل أبيب وأبوظبي لمواجهة فيروس "كورونا" المستجد.
وأوضح "خوجي"، في مقال بصحيفة "معاريف" العبرية، أن التعاون بين وزارتي الصحة الإسرائيلية ونظيرتها الإماراتية يعني في النهاية اتصالا حكوميا، مشيراً إلى أن هناك سرا خلف هذه القصة، يجعل هذا التعاون محاطا بجدار كبير من السرية، ربما لأن الأجهزة الأمنية في البلدين تعمل تحت ستار من التكتم.
وأضاف أنه "في ذلك الوقت، أي في عقد التسعينات من القرن العشرين، ولسنوات عديدة، تم افتتاح ممثلية تجارية إسرائيلية رفيعة المستوى في إمارة دبي، وهو ما يوصلنا إلى خلاصة القول في الإشارة إلى أن تل أبيب تسعى من تعاونها هذا مع أبوظبي إلى توطيد علاقاتهما، ولكن لعل هذا التعاون هو خطوة البداية".
وأشار إلى أن "إسرائيل تأمل بإصدار بيان نادر من أبو ظبي يعبر عن علاقات دافئة بين الحكومتين، مع وجود فرضية تتحدث عن إجراء اتصالات من شركات إسرائيلية خاصة بمؤسسات خاصة في أبو ظبي، مع العلم أن هذا الإعلان الإسرائيلي الإماراتي عن التعاون في مواجهة كورونا لا يحمل جديدا، حيث يقوم الإسرائيليون والإماراتيون بأعمال تجارية، بموافقة من حكوماتهما منذ التسعينيات".
وختم بالقول إن "الإسرائيليين يتساءلون: إذا كان هذا التعاون بين إسرائيل والإمارات خدمة للبشرية لمواجهة هذا الوباء، حسب كلام هند العتيبة، فلماذا السرية إذن، أما إذا كان كل شيء على ما يرام، وكانت هناك اتصالات متبادلة، فماذا تنتظر إسرائيل والإمارات".
والأسبوع الماضي وقعت "مجموعة 42"، الإماراتية المتخصصة في الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية والتي تتخذ من أبوظبي مقرا لها، مذكرتي تفاهم مع شركة "رافاييل" للأنظمة العسكرية المتقدمة وإسرائيل لصناعات الطيران والفضاء "أي ايه أي"، وهما من كبار الشركات التكنولوجية الإسرائيلية، من أجل التعاون في مجال البحث والتطوير وإيجاد حلول فعالة لمكافحة فيروس سارس - كوفيد 2 المسبب لجائحة كوفيد 19.
وقالت إذاعة الجيش الاسرائيلي (جلتس)، إن الشركتين هما شركة “الصناعات الإسرائيلية الجوية”، وشركة “رفائيل” (الحكوميتان).
وأوضحت الإذاعة، في تغريدة عبر حسابها بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، أنّ “الشركتين الإسرائيليتين، وقعتا الاتفاقية مع مجموعة 42 الإماراتية”.
وتتبع الشركتان المذكورتان، وزارة الدفاع الإسرائيلية، وتزود الجيش بالمعدات والصواريخ وأنظمة الدفاع العسكرية.
وأعلنت الإمارات، رسميا، في 26 يونيو/حزيران الماضي، إطلاق مشاريع مشتركة مع إسرائيل في المجال الطبي ومكافحة “كورونا”، وفي اليوم نفسه، كشفت وسائل إعلام عبرية أن أبوظبي زودت إسرائيل، بـ100 ألف جهاز فحص للفيروس.
جاء ذلك، قبل يوم من إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عن تعاون إسرائيلي مع الإمارات في مجال مكافحة كورونا، رغم عدم وجود علاقات دبلوماسية بين البلدين.
ومؤخرا، سعت الإمارات إلى استثمار جائحة كورونا، لزيادة وتيرة تطبيعها مع الكيان الإسرائيلي، على حساب القضية الفلسطينية التي تمر بمرحلة تعد الأصعب في تاريخها منذ نكبة عام 1948.
يأتي هذا رغم إعلان الجانب الإسرائيلي عزمها ضم 30 بالمئة من مساحة الضفة الغربية المحتلة (غور الأردن والمستوطنات) إلى سيادتها، بحسب تصريحات سابقة لنتنياهو