الإمارات تواصل انتقاداتها لأنقرة بتحويل آيا صوفيا من متحف لمسجد
واصلت الإمارات انتقادها لأنقرة، عقب قرار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تحويل آيا صوفيا من متحفٍ إلى مسجد، معتبرة ذلك القرار أن لم يراع القيمة الإنسانية لهذا المعلم التاريخي، الذي لطالما شكل إرثاً عالمياً وقيمة ثقافية وتراثية.
وقالت وزيرة الثقافة والشباب في الإمارات، نورة الكعبي، مساء السبت: "إن التراث الثقافي يمثل إرثاً بشرياً يجب المحافظة عليه، وعدم استغلاله وتغيير واقعه عبر إدخال تعديلات تمس جوهره الإنساني، خاصةً المواقع المصنفة ضمن قائمة التراث العالمي".
وذكرت الكعبي في بيان لها، اليوم السبت، أن تغيير وضع آيا صوفيا في إسطنبول "لم يراعِ القيمة الإنسانية لهذا المَعلم التاريخي، الذي لطالما شكَّل إرثاً عالمياً وقيمة ثقافية وتراثية، وجسراً لتقريب الشعوب وتعزيز الروابط المشتركة فيما بينها".
وأضافت: إن "آيا صوفيا مثال مهم على التفاعل والحوار بين آسيا وأوروبا، وينبغي أن يبقى شاهداً على التاريخ الإنساني المتسامح القائم على الحوار بين الحضارات".
وسبق أن شنَّ المستشار السابق لولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، الأكاديمي الإماراتي عبدالخالق عبد الله، هجوماً ضد قرار الرئيس التركي.
وكتب عبد الخالق في تغريدة بحسابه على "تويتر": "شرذمة من غلاة القوم ومَن تَبِع المُصاب بجنون العظمة أردوغان هم فقط الفرحون والمهللون لتحويل متحف آيا صوفيا إلى مسجد".
وأمس الجمعة، ألغت المحكمة الإدارية العليا في تركيا قرار عام 1934، مؤكدةً أن "آيا صوفيا" مدوَّن في وثيقة سند الملكية بتوصيف "مسجد"، ولا يمكن تغييره.
ويعد "آيا صوفيا" صرحاً فنياً ومعمارياً، ويقع في منطقة "السلطان أحمد" بمدينة إسطنبول، واستُخدم لمدة 481 عاماً مسجداً، وتم تحويله إلى متحف عام 1934، وهو من أهم المعالم المعمارية في تاريخ الشرق الأوسط.
وصدر القرار المكون من 19 صفحة، عن "مجلس الدولة"، أعلى سلطة قضائية في البلاد، وبالإجماع، بعد عقود من التجاذبات، ووسط توترات مع أطراف خارجية بشأنه، ولا سيما اليونان التي تعتبر أن "آيا صوفيا" إرث مرتبط بها.
من جهته قال الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، علي محي الدين القره داغي، إن قرار إعادة "آيا صوفيا" إلى مسجد "أخرج أضغان وأحقاد مرضى القلوب من الشرق والغرب".
جاء ذلك في تدوينتين للقره داغي في وقت متأخر من مساء الجمعة، عبر حسابه الرسمي على "فيسبوك".
وقال القره داغي، إن"مساجد المسلمين في الأندلس تحولت إلى كنائس وبارات ونوادٍ ليلية، وتحول مسجد بابري في الهند إلى معبد للأصنام، ويريدون تحويل القدس بكل مقدساتها إلى عاصمة للصهاينة".
ومضى قائلا "لم نسمع صوتٍ غربي أو شرقي يدين هذه الجرائم، لكن تحويل آيا صوفيا إلى مسجد، أخرج أضغان وأحقاد مرضى القلوب من الشرق والغرب".
ولفت إلى أن السلطان محمد الفاتح "اشترى جامع آيا صوفيا بماله الخاص من البطاركة ثم أوقفه" معتبرا أن "تحويله إلى جامع هو عودة لأصله الذي أُوقِف من أجله".
من جهتها رحبت منظمات مدنية ماليزية، بقرار القضاء التركي، وقدم رئيس حركة الشباب الإسلامي في ماليزيا، محمد فيصل عبد العزيز، في بيان، تهانيه لتركيا جراء القرار، قائلا إن "آيا صوفيا" يعود إلى وظيفته الأولية كمسجد، يتبع لوقف السلطان محمد الفاتح.
وشارك عبد العزيز، من خلال تويتر، صورة قرار الرئيس رجب طيب أردوغان بشأن نقل إدارة شؤون آيا صوفيا إلى رئاسة الشؤون الدينية، لفتح أبوابه أمام المصلين، عقب القرار القضائي.
من جانب آخر، عبّر رئيس المجلس الاستشاري للمنظمات الإسلامية (MAPIM)، محمد عزمي عبد الحميد، عن بالغ تهانيه لتركيا إزاء القرار.
وأشار إلى أن القرار يتمتع بالشرعية وهو قائم على القانون، مضيفا أنه "لا يحق لأي طرف خارجي محاسبة تركيا على حقها في إعادة آيا صوفيا إلى مسجد مرة أخرى".