تركي الفيصل يتهم بريطانيا بالتآمر مع ايران لإحتلال الجز الإماراتية
اتهم رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق، الأمير تركي الفيصل، بريطانيا بمنح إيران 3 جزر متنازع عليها مع الإمارات، وتحدث عن دور فاعل لعبته بلاده لتأمين حديقة أمريكا الخلفية.
وقال في سلسلة مقابلات مع الإعلامي عمار تقي في برنامج "الصندوق الأسود" الذي يبث على مختلف منصات القبس: "توصل شاه إيران إلى اتفاق مع الإنجليز، حينما أعلنوا انسحابهم من المنطقة، بأن يحتل جزرا في الخليج كانت تابعة لإحدى الإمارات في دولة الإمارات العربية المتحدة، كان هذا الاحتلال بضوء أخضر إنجليزي، لا شك في ذلك، ولو راجعنا بعض الذي صدر من المسؤولين البريطانيين في ملفاتهم لوجدنا أنهم يقرون بأنهم اتفقوا مع الشاه على ذلك".
وعن شاه إيران محمد رضا بهلوي والمد الناصري وعلاقة الشاه بالمملكة، روى الفيصل: "عندما أعلن الشاه ثورته البيضاء، وباشر لإصلاح الزراعي في فترة الستينيات، كان المد الناصري مناهضا له وهو يبادلهم ذلك، وكل هذا نابع من مناهضة المد الناصري لحلف بغداد الذي أنشئ بالخمسينيات، وكان يضم العراق الملكية وتركيا وباكستان وإيران، وشاه إيران كانت له طموحات في منطقة الخليج، وخصوصا في البحرين، وفي عهده وقبل ذلك كان هناك ما يسمى تمثيل البحرين في البرلمان الإيراني، لكن المحادثات التي تمت بين الملك فيصل وشاه إيران أزالت أي شوائب لهذا التوجه الإيراني فاعترفت طهران بأحقية تقرير المصير في البحرين، وجرى استفتاء تحت إشراف الأمم المتحدة استقلت البحرين بناء عليه، وقبلت إيران بذلك".
وعن تسمية شاه إيران بشرطي الخليج، قال الفيصل: "لا أعلم من يبتدع هذه المصطلحات، فجأة تظهر على الساحة، طبعا سمعت بها، وأغلبها وردت من وسائل إعلام أجنبية، تكون غالبا غربية، ولا شك أن الشاه سعى في برنامج التسليح الذي شرع به بعد زيادة أسعار البترول، بشراء معدات متطورة، ونتذكر الاحتفالية التي أقامها عام 1970 بمناسبة مرور 3000 سنة على ذكرى الإمبراطور التاريخي الإيراني في أصفهان، واستعرض فيها قواته المختلفة، وأعلنها صراحة بأنه أصبح رابع أقوى دولة في العالم بعد أمريكا وروسيا والصين، واحتلاله للجزر الإماراتية كان دليلا أيضا على أن لديه هذا النظر لدوره في منطقة الخليج، فالصحافة الأمريكية والأوروبية هي من ابتدعت مصطلح شرطي الخليج، وهو تقبل ذلك".
وتذكر الفيصل أن "تصريحات صدرت من زعيم الثورة الإيرانية آية الله الخميني وآخرين بأن الإطاحة لن تكون محصورة في شاه إيران، بل لكل من هو شاه في المنطقة، كان هذا مدا ثوريا لنهج الخميني الذي أعلنه قبل سقوط الشاه، لذلك لم يقم بأي رد على البوادر الإيجابية التي أصدرتها المملكة تجاه إيران، بل استمر باتباع النهج الثوري وتصريحاته ضد الملكية كنظام بصفة عامة، ولم يسموا المملكة بالذات، إلا أنه بعد ذلك حدثت بوادر أخرى تنبئ بتوجه مناوئ للمملكة لدى النظام الجديد في إيران".
والأسبوع الماضي أثار نائب رئيس شرطة دبي، ضاحي خلفان، جدلا واسعا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، عقب تلميحه إلى أن الجزر الثلاث التي تحتلها إيران حاليا "ليست إماراتية".
وقال في تغريدة إن الجزر الإماراتية الثلاث احتلت أيام الانتداب البريطاني، أي قبل قيام دولة الإمارات، وإن "من رحمة الله علينا في الخليج العربي أننا كنا في مرحلة من التاريخ تحت الانتداب البريطاني".
وأضاف خلفان: "تصوروا لو أننا بلا حماية بريطانية، لكنّا في مصيبة مع عدو فارسي له أطماع توسعية إلى الأبد".
واعتبر ناشطون أن حديث خلفان تخلياً عن المطالبة بجزرها المحتلة (طنب الكبرى، وطنب الصغرى، وأبو موسى).
ويؤكد الإماراتيون أن أرض الوطن وحماية حدوده وتحرير جزره الثلاث المحتلة من قل إيران هي أولى بدماء أبناءهم وتضحياتهم، من أن تستنزف هذه الدماء والأرواح في حروب لا ناقة للشعب الإماراتي فيها ولا جمل، رحم الله شهداء الإمارات وتقبلهم في جنات النعيم، وحفظ الوطن وشعبه من كل مكروه.