انتفاضة شعبية اماراتية وخليجية وعربية رفضاً لتوقيع الإتفاق التطبيعي مابين الإمارات واسرائيل
أثار إعلان الإمارات تطبيع علاقتها مع الاحتلال الإسرائيلي بشكلٍ علني، موجة ردود فعل عربية ودولية واسعة، رافضة ومستنكرة بالاتفاق، معتبرين ذلك تفريط بحقوق الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية وخدمة للمشروع الصهيوني وكافة المشاريع الأخرى التي تستهدف المنطقة بما فيها دول الخليج.
والخميس، أعلنت كل من الولايات المتحدة وإسرائيل والإمارات العربية في بيان مشترك أصدرته الدول الثلاث، ونشره الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الاتفاق على تطبيع كامل للعلاقات بين أبوظبي وتل أبيب، في اتفاق يعد الأول بين دولة خليجية وإسرائيل.
كما اهتمت غالبية الصحف العربية بالاتفاق الذي أعلن عنه يوم الخميس حول توصل إسرائيل والإمارات إلى اتفاق لإقامة علاقات رسمية بينهما.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد وصف الاتفاق بأنه "نجاح تاريخي"، مضيفا أن إسرائيل وافقت في المقابل على تعليق خططها لضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة.
وحتى الآن، لا تقيم إسرائيل أي علاقات دبلوماسية مع دول الخليج العربي.
"بطولات وهمية"
يقول أرنست خوري في موقع العربي الجديد: "ما هو مبرّر مزحة استحضار ضم الضفة الغربية إلى إسرائيل، وادعاء محمد بن زايد أن اتفاق التحالف بين تل أبيب وأبوظبي هو سبب لتجميد الضم، بينما العالم كله يعرف أن التجميد لا علاقة له ببطولات وهمية لحكام الإمارات، بل بأزمة إسرائيلية داخلية لم يتمكن بنيامين نتنياهو وبني غانتس من حلها".
ويضيف الكاتب أن الهدف الحقيقي من الاتفاق هو "تقديم الإمارات الحصة المطلوب منها تقديمها إلى حملة دونالد ترامب الانتخابية اليائسة".
وتحت عنوان "هدية عيال زايد لبيبي: السلام مقابل لا شيء"، يقول علي حيدر في الأخبار اللبنانية "تمثل هذه الخطوة امتدادا لسياسة تطبيعية تنتهجها أنظمة الخليج مع العدو، بهدف تطويق الشعب الفلسطيني، ومن ثم وضعه أمام خيار التكيف مع استمرار الاحتلال، وإضفاء الشرعية عليه".
ويؤكد الكاتب أن الصفقة "جسدت معادلة 'السلام مقابل السلام' في مقابل معادلة 'الأرض مقابل السلام'... التي كانت تربط التطبيع مع الأنظمة العربية بالتوصل إلى تسوية نهائية حول القضية الفلسطينية. إلا أن اليمين الإسرائيلي، وبلسان نتنياهو، عمد إلى عكس طرح معسكر الانبطاح العربي أمام إسرائيل، بدعوته إلى التطبيع كمقدمة للتسوية".
كما تؤكد الشرق القطرية في افتتاحيتها أن "التقارب مع تل أبيب لن يحقق السلام، بل يهدر الحقوق الفلسطينية، ويسقط حق العودة، وما سمته أبوظبي "اتفاق سلام تاريخي" و"خطوة جريئة" واستعداد لـ"فتح سفارة" ما هو إلا سراب، وشرعنة للاحتلال، ونسف لكل فرص التسوية الحقيقية، وفي مقدمتها المبادرة العربية، وحل الدولتين".
وتشير القدس العربي في افتتاحيتها إلى أن الاتفاق "يشكل تطورا خطيرا خاصة أنه يعكس خروج الإمارات عن الإجماع العربي والإسلامي وضربها عرض الحائط بكل مقررات القمم العربية والإسلامية التي طالما أكدت رفض التطبيع مع دولة الاحتلال أو التوصل لأي اتفاقات سلام معها قبل حل القضية الفلسطينية حلا عادلا وشاملا بناء على قرارات الشرعية الدولية، كما يشكل هذا الاتفاق ضوءا أخضر لإسرائيل للاستمرار في بناء المستعمرات وسرقة الأراضي الفلسطينية وتهويد القدس والمساس بالمسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية والتنكر للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني".
وتضيف الصحيفة "السؤال الذي يطرح بهذا الشأن ليس فقط ما الذي حصلت عليه الإمارات إزاء هذا التنازل المجاني لدولة الاحتلال؟ هل أنهت احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة؟ وهل حصلت على اعتراف إسرائيل بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني؟ وهل تراجعت عن ضم القدس والجولان المحتلين؟"
كما تقول البناء اللبنانية في افتتاحيتها إن الاتفاق "يقدم للكيان فرصة تحقيق الحلم التاريخي لبن غوريون بالانتقال بمرفأ حيفا إلى مرفأ الخليج على البحر المتوسط بدلا من مرفأ بيروت، والاتفاق الذي تمّ تقديمه كتعويض لحكومة بنيامين نتنياهو عن عدم السير قدما بإجراءات ضم الضفة، وهو ما رفضه نتنياهو".