18 منظمة في أمريكا تدعو لمقاطعة سفارة أبوظبي بواشطنطن رفضاً للتطبيع
دعت 18 منظمة منظمة ومؤسسة في الولايات المتحدة إلى مقاطعة سفارة أبوظبي لدى واشنطن وجميع الأنشطة المرتبطة بها، وكذلك أي شخصيات سياسية أو اجتماعية محسوبة على حكومة الإمارات.
جاء ذلك في بيان مشترك، استنكارا لتطبيع الإمارات الكامل مع الاحتلال الإسرائيلي، صادر عن منظمات ومؤسسات، تمثل جلها الجالية الفلسطينية بالولايات المتحدة، وأنصار القضية الفلسطينية.
واعتبر الموقعون على البيان، أن هذه الخطوة بمثابة طعنة غدر للقضية من قبل نظام حكم يدعي أنه فعل ذلك من أجل المصلحة الفلسطينية، بحسب وكالة "وفا".
وأكد الموقعون أن المصلحة الوطنية والقومية العربية تقتضي مواجهة السياسات الاستعمارية في وطننا العربي الكبير وإسناد الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وكفاحه التاريخي من أجل انجاز حقوقه المشروعة في العودة وتقرير المصير ودولته المستقلة كاملة السيادة، وليس التساوق والتطبيع والانبطاح والتأمر على مقدرات الأمة العربية، بحسبه.
واستنكر البيان محاولة نظام الحكم في الإمارات تبرير تلك الخطوة وبرامجه التطبيعية بزعم "الحرص على المصلحة الوطنية الفلسطينية وإيقاف نوايا إسرائيل التوسعية بضم أجزاء من الضفة الغربية".
وذكّر البيان بأن "صفقة القرن" أسقطها الرفض والصمود الفلسطيني "المدعوم بمواقف أنصار الحق الفلسطيني المتنامين بأعدادهم حول العالم وفي الوطن العربي بشكل خاص".
وسلط تقرير نشره موقع "ميدل إيست آي" الضوء على الرفض الفلسطيني وحالة الإحباط إزاء الخطوة الإماراتية.
ونقلت التقرير عن "عامر زاهر"، أستاذ القانون ومدير "الجيل الفلسطيني الجديد"، قوله إن الحديث عن قيام الإمارات بالدفاع عن الفلسطينيين واستطاعت وقف عمليات الضم الإسرائيلية "هو أمر فارغ ومخجل".
وأكد "زاهر" أن المجتمع الأمريكي- الفلسطيني يرى في الخطوة الإماراتية شرعنة للمارسات الإسرائلية على الأرض، سواء بشكل معلن أم لا.
وقالت نورا عريقات، المحامية الفلسطينية – الأمريكية في مجال حقوق الإنسان والأستاذة بجامعة "رتغرز" إنها شعرت بالإهانة من خلال تأكيد الإمارات إن تحركها جاء لمساعدة الفلسطينيين.
وأضافت: "رغم أننا لم نندهش من تطبيع الإمارات علاقاتها مع إسرائيل، فقد كان من المحبط فشل القومية العربية والموافقة/الاستسلام لمستقبل استعماري".
وأكد زاهر أنه لن يستغرب لو وقعت دول عربية اتفاقيات مع إسرائيل في محاولة للحصول على معاملة تفضيلية لدى الولايات المتحدة. وقال: "في الوقت الذي نفتخر بثقافتنا العربية والروابط القوية مع إخواننا العرب بناء على الحياة المتنوعة في المجتمعات العربية، فقد توقفنا بالنظر إلى الحكومات العربية كمخلصة لنا، وسنشعر بالخيبة والإحباط بل والغضب ولكننا لن نندهش".
وبدوره، اعتبر "يوسف مناير"، المدير السابق للحملة الأمريكية لحقوق الفلسطينيين، أن توقيت الإعلان هو سياسي لحشد الدعم للرئيس دونالد ترامب وتصويره بصانع السلام الناجح.
وقال: "بدون شك فإن الإعلان الإسرائيلي- الإماراتي تم إخراجه، مع وضع إعادة انتخاب ترامب نصب الأعين".
ولأن القيادة الديمقراطية تفكر بعقلية قديمة، بحسب التقرير، فستجد نفسها مجبرة لتهنئة ترامب على هذا "الإنجاز التاريخي"، وهو ما يثير استياء الفلسطينيين وأنصارهم من طرفي المعادلة السياسية بالولايات المتحدة، ويعزز ظهور تيار ثالث على الساحة الأمريكية.
وأثار إعلان الإمارات تطبيع علاقتها مع الاحتلال الإسرائيلي بشكلٍ علني، موجة ردود فعل عربية ودولية واسعة، رافضة ومستنكرة بالاتفاق، معتبرين ذلك تفريط بحقوق الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية وخدمة للمشروع الصهيوني وكافة المشاريع الأخرى التي تستهدف المنطقة بما فيها دول الخليج.