احتفاء يهودي بالسفيرة الاسرائيلية في الأمم المتحدة
كشفت صحيفة يهودية مقرها لندن عن دور "مثير للخجل" لسفيرة الإمارات في الأمم المتحدة "لانا نسيبة" في عملية التطبيع بين بلادها و(تل أبيب)، إلى حد استقبالها من قبل اللجنة اليهودية الأمريكية في نيويورك للاحتفاء بها.
وأوضح مدرس الشؤون الإسرائيلية في معهد الدراسات الآسيوية والأفريقية في لندن "كولن شيندلر"، في مقال نشرته "جويش كرونيكل"، أن الشعور بالخجل من دور "لانا" يعود إلى كونها تنتمي إلى عائلة فلسطينية تعود جذورها إلى القدس.
وقال "شيندلر"، الذي يعرف الكثير عن عائلة السفيرة الإماراتية، إن "لانا" كانت "مفيدة جدا" في التوصل إلى الاتفاق بين أبوظبي و(تل أبيب)، مشيرا إلى أنها حصلت على درجة الماجستير في الدراسات الإسرائيلية، ودرست في كلية الدراسات الشرقية والأفريقية بجامعة لندن.
وتلقى جد "لانا"، "أنور نسيبة"، تعليمه في جامعة كامبريدج، وكان منخرطا في القضية الفلسطينية، ومعارضا للنازية، و"طرد" اليهود من الدول العربية، على حد تعبير الكاتب، وشغل العديد من المناصب الإدارية في الضفة الغربية بعد عام 1948، أيام الحكم الأردني، كما تم تعيينه سفيراً في لندن في الستينيات.
وعلى حد زعم "شيندلر"، دعم "أنور نسيبة" الصراع العسكري للعاهل الأردني الراحل الملك "حسين" ضد منظمة التحرير الفلسطينية و"ياسر عرفات" في سبتمبر/أيلول 1970.
وجاء في المقال أن "عرفات" عين ابن "أنور"، "سري نسيبة"، وهو أستاذ فلسفة، ممثلا للسلطة الفلسطينية في القدس المحتلة عام 1968، مشيرا إلى أن الأخير كان معارضا للعمليات الانتحارية خلال انتفاضة الأقصى، ومن أبرز رموز ما يدعى بمعسكر السلام الفلسطيني، وعمل مع شخصيات إسرائيلية من كيان الاحتلال مثل "موشيه أميراف" و"أمي أيالون" في محاولة لإقامة "مصالحة" بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
أما "زكي نسيبة"، والد "لانا"، فغادر إلى الخليج في عام 1968؛ حيث أصبح مستشارا موثوقا لحكام الإمارات، وهو مثقف ترجم الشعر العربي إلى اللغة الإنجليزية، كما عزز قضية الثقافة العربية في الخليج على الصعيد الدولي.
ولفت كاتب المقال إلى أنه شاهد المكتبة الشخصية لوالد "لانا"، ولاحظ أن مكتبته كانت تحتوي على العديد من الكتب عن "التاريخ اليهودي".
واعتبر "شيندلر" قرار الإمارات بالتطبيع بأنه يختلف عن قرارات دول الخطوط الأمامية مع دولة الاحتلال (مصر والأردن)، واصفا الاتفاق بين أبوظبي و(تل أبيب) بأنه "حدث تاريخي ذو أهمية رمزية".
وأعلن أكاديميون إماراتيون إطلاق أول رابطة رسمية ضد التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، وذلك بعد أيام من تطبيع أبو ظبي علاقاتها مع تل أبيب.
وأطلق أكاديميون إماراتيون معارضون بالخارج، "الرابطة الإماراتية لمقاومة التطبيع"، قائلين إن الهدف منها التأكيد على أن المجتمع المحلي يرفض هذه الاتفاقية، ويقف إلى جانب فلسطين وشعبها.
واعتبرت الرابطة في بيانها التأسيسي، أن خطوة التطبيع تمثل انحرافا قوميا وإسلاميا في مسار الإمارات.
وأوضحت أن هذه الاتفاقية "تمثل خيانة للأمة وتنكراً لتاريخها في رفض المشروع الصهيوني في المنطقة العربية، حيث أضفت الاتفاقيةُ الشرعيةَ للصهاينة في احتلالهم لأرض فلسطين".
وأضافت أن "هذا التحول والتنكر للقضية الفلسطينية ما هو إلا ردة عن ما أرساه الآباء المؤسسون عليهم رحمة الله".