كاتب اسرائيلي: محمد بن زايد يسعى للحصول على زعامة الشرق الأوسط عبر التطبيع
اعتبر كاتب إسرائيلي أن تطبيع ولي عهد أبوظبي "محمد بن زايد" لعلاقات الإمارات مع دولة الاحتلال الإسرائيلي يهدف إلى "الحصول على اعتراف دولي بزعامته على الشرق الأوسط".
وذكر "تسيفي برئيل"، في مقال نشره بصحيفة "هآرتس" العبرية، أن "بن زايد"، الذي يسيطر على خزينة تقدر بـ1.3 تريليون دولار، قال عنه رجل الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) السابق الباحث بمعهد "بروكنجز"، "روس ريدل"، إنه "يعتقد أنه ميكيافيلي، لكنه يعمل مثل موسوليني".
وأضاف أن اتفاق التطبيع الإمارتي لا يستهدف خدمة (إسرائيل) أو مساعدة الفلسطينيين، بل هو "جزء من عملية استراتيجية على المدى المتوسط والبعيد، يخدم بالأساس مصالح الإمارات الصغيرة، التي تسيطر على 6% من احتياطي النفط في العالم".
ومن بين هذه المصالح تدارك مكانة "بن زايد" في الكونجرس الأمريكي، الذي كان ينوي فرض عقوبات على الإمارات بسبب تدخلها في حرب اليمن، ولذا فإن المقابل الفوري لاتفاق ولي عهد أبوظبي هو رزمة طائرات "إف-35"، وأنظمة سلاح متطورة يشتريها من الولايات المتحدة.
إذ أن السلام مع (تل أبيب)، وفق "برئيل"، يمكن أن يزيل باقي المعارضات الأمريكية لبيع السلاح المتطور إلى الإمارات، كما يشكل بوليصة تأمين لـ"بن زايد" حتى في حالة خسارة الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" الانتخابات.
فـ"محمد بن زايد" يستطيع شراء التكنولوجيا التي يريدها من أي مصدر، بما في ذلك من (إسرائيل)، وبدون اتفاق سلام، لكن من أجل الحصول على اعتراف دولي واقليمي بزعامته، مطلوب منه القيام بـ"خطوة اختراقية"، حسبما يرى الكاتب الإسرائيلي.
وتابع "برئيل": "مقابل علاقته الوثيقة مع ترامب، يوجد لبن زايد تاريخ غير لطيف مع الرئيس الديمقراطي السابق باراك أوباما، وانتهت الصداقة عندما حدثت ثورة الربيع العربي وبدأ أوباما يتحدث عن شرق أوسط جديد، ديمقراطي وليبرالي، يتم فيه انتخاب الزعماء وإلقاء المستبدين في سلة القمامة".
وأشار إلى أن "الضربة الأشد التي تلقاها من أوباما كانت المفاوضات مع إيران، والتي انتهت بالاتفاق النووي".
فولي عهد أبوظبي اعتبر العاصفة التي حلت بالعالم العربي تهديدا لنظامه، ودعم "عبد الفتاح السيسي"، الذي عزل أول رئيس مدني منتخب في تاريخ مصر (محمد مرسي) في عام 2013، وضخ ملايين الدولارات بمصر لتثبيت انقلابه؛ إذ أن "كراهية بن زايد للإخوان المسلمين، تشبه خوفه من إيران، التي يرى فيها تهديدا قريبا وفوريا".
وعلى التوازي، عمل "محمد بن زايد" على "الدفع قدما بمصالح الإمارات في أروقة القوة الأمريكية، باستثمار 10 ملايين الدولارات دفعها لشركات العلاقات العامة واللوبيات والمحامين"، الذين أوصوا "ترامب" وصهره "جاريد كوشنر" بتبني "محمد بن سلمان"، وطلبوا منه المساعدة في تعيينه وليا للعهد في السعودية بدلا من "محمد بن نايف".
وبعدما حظي "بن سلمان" باللقب في 2017، بات هو و"بن زايد" من يحددان السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط أكثر من كبار مستشاري "ترامب"، لكن بعد سنة، عندما اغتيل الصحفي السعودي "جمال خاشقجي"، واتهم "بن سلمان" بالمسؤولية عن قتله، أزيح ولي العهد السعودي من مكانته وتحول لشخصية غير مرغوب فيها في الكونجرس، ومنذ ذلك الحين لم يقم بزيارة أمريكا، في حين تم تتويج ولي عهد أبوظبي في واشنطن باعتباره "رجل الإدارة في الشرق الأوسط" حسب تعبير "برئيل".
وأشار مقال "هآرتس" إلى خلاف استراتيجي بين الزعيمين (السعودي والإماراتي)؛ ففي حين سعت السعودية لإقامة يمن موحد بعد طرد الحوثيين، قلصت أبوظبي طموحاتها بالسيطرة على جنوب اليمن، لضمان أمن الملاحة في مضيق باب المندب، وعبر شركة الأمن "بلاك ووتر" الأمريكية سيئة الصيت، أنشأ "بن زايد" مليشيات من المرتزقة للقتال في اليمن، من أجل حماية الجنود النظاميين.
ودفعت هذه الفجوة بين السياسة السعودية والإماراتية، أبوظبي لدعم جماعات انفصالية في جنوب اليمن ضد الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا والمدعومة من قبل السعودية، ويقال إنها وفرت لهم سلاحا أمريكيا.
ومع تطور الأحداث، فهم "محمد بن زايد"، أن ربط اسمه مع "بن سلمان" كمسؤول عن المأساة في اليمن، يمكن أن يمس بعلاقته مع واشنطن، وفي نفس الوقت وجد نفسه أمام ضغوطات عليه من 6 من حكام الإمارات الذين يشكلون الدولة، بسبب حرب اليمن؛ حيث يرون أنه "يعرض الدولة والملاحة في الخليج للخطر، ويبدد الأموال، ويضحي بحياة الجنود الإماراتيين".
ولم يكن بوسع ولي عهد أبوظبي كذلك تجاهل ضغط وتهديد واشنطن. وبقرار استراتيجي صعب، أمر جيشه بالانسحاب من اليمن ووقع على اتفاق تعاون مع إيران لحماية الملاحة في الخليج، وسمح لحاكم دبي (محمد بن راشد) بمنح تأشيرات دخول لرجال أعمال إيرانيين بعد سنوات من التجميد، وحصل في المقابل، على وقف إطلاق صواريخ الحوثيين على أهداف برية وبحرية لبلاده.
ومع ذلك، فمكان الساحة اليمنية احتلته مؤخرا الساحة الليبية، التي يدعم فيها "بن زايد" الجنرال الانفصالي "خليفة حفتر"، في صراعه للسيطرة على الحكم.
ولذا فإن التطبيع مع (إسرائيل) يلعب دورا استراتيجيا في داخل نسيج المصالح الدولية والعربية للإمارات، خاصة أن التخلي عن الإجماع العربي حول المسألة الفلسطينية والانفصال عن المبادرة العربية (سعودية الأصل)، والإعلان عن اتفاق سلام مع (تل أبيب) دون تحالف عربي داعم، يدل "ليس فقط على جرأة سياسية، بل على التطلع للسيطرة على عجلة القيادة في الشرق الأوسط" حسبما يرى "برئيل".
اعتبر كاتب إسرائيلي أن تطبيع ولي عهد أبوظبي "محمد بن زايد" لعلاقات الإمارات مع دولة الاحتلال الإسرائيلي يهدف إلى "الحصول على اعتراف دولي بزعامته على الشرق الأوسط".
وذكر "تسيفي برئيل"، في مقال نشره بصحيفة "هآرتس" العبرية، أن "بن زايد"، الذي يسيطر على خزينة تقدر بـ1.3 تريليون دولار، قال عنه رجل الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) السابق الباحث بمعهد "بروكنجز"، "روس ريدل"، إنه "يعتقد أنه ميكيافيلي، لكنه يعمل مثل موسوليني".
وأضاف أن اتفاق التطبيع الإمارتي لا يستهدف خدمة (إسرائيل) أو مساعدة الفلسطينيين، بل هو "جزء من عملية استراتيجية على المدى المتوسط والبعيد، يخدم بالأساس مصالح الإمارات الصغيرة، التي تسيطر على 6% من احتياطي النفط في العالم".
ومن بين هذه المصالح تدارك مكانة "بن زايد" في الكونجرس الأمريكي، الذي كان ينوي فرض عقوبات على الإمارات بسبب تدخلها في حرب اليمن، ولذا فإن المقابل الفوري لاتفاق ولي عهد أبوظبي هو رزمة طائرات "إف-35"، وأنظمة سلاح متطورة يشتريها من الولايات المتحدة.
إذ أن السلام مع (تل أبيب)، وفق "برئيل"، يمكن أن يزيل باقي المعارضات الأمريكية لبيع السلاح المتطور إلى الإمارات، كما يشكل بوليصة تأمين لـ"بن زايد" حتى في حالة خسارة الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" الانتخابات.
فـ"محمد بن زايد" يستطيع شراء التكنولوجيا التي يريدها من أي مصدر، بما في ذلك من (إسرائيل)، وبدون اتفاق سلام، لكن من أجل الحصول على اعتراف دولي واقليمي بزعامته، مطلوب منه القيام بـ"خطوة اختراقية"، حسبما يرى الكاتب الإسرائيلي.
وتابع "برئيل": "مقابل علاقته الوثيقة مع ترامب، يوجد لبن زايد تاريخ غير لطيف مع الرئيس الديمقراطي السابق باراك أوباما، وانتهت الصداقة عندما حدثت ثورة الربيع العربي وبدأ أوباما يتحدث عن شرق أوسط جديد، ديمقراطي وليبرالي، يتم فيه انتخاب الزعماء وإلقاء المستبدين في سلة القمامة".
وأشار إلى أن "الضربة الأشد التي تلقاها من أوباما كانت المفاوضات مع إيران، والتي انتهت بالاتفاق النووي".
فولي عهد أبوظبي اعتبر العاصفة التي حلت بالعالم العربي تهديدا لنظامه، ودعم "عبد الفتاح السيسي"، الذي عزل أول رئيس مدني منتخب في تاريخ مصر (محمد مرسي) في عام 2013، وضخ ملايين الدولارات بمصر لتثبيت انقلابه؛ إذ أن "كراهية بن زايد للإخوان المسلمين، تشبه خوفه من إيران، التي يرى فيها تهديدا قريبا وفوريا".
وعلى التوازي، عمل "محمد بن زايد" على "الدفع قدما بمصالح الإمارات في أروقة القوة الأمريكية، باستثمار 10 ملايين الدولارات دفعها لشركات العلاقات العامة واللوبيات والمحامين"، الذين أوصوا "ترامب" وصهره "جاريد كوشنر" بتبني "محمد بن سلمان"، وطلبوا منه المساعدة في تعيينه وليا للعهد في السعودية بدلا من "محمد بن نايف".
وبعدما حظي "بن سلمان" باللقب في 2017، بات هو و"بن زايد" من يحددان السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط أكثر من كبار مستشاري "ترامب"، لكن بعد سنة، عندما اغتيل الصحفي السعودي "جمال خاشقجي"، واتهم "بن سلمان" بالمسؤولية عن قتله، أزيح ولي العهد السعودي من مكانته وتحول لشخصية غير مرغوب فيها في الكونجرس، ومنذ ذلك الحين لم يقم بزيارة أمريكا، في حين تم تتويج ولي عهد أبوظبي في واشنطن باعتباره "رجل الإدارة في الشرق الأوسط" حسب تعبير "برئيل".
وأشار مقال "هآرتس" إلى خلاف استراتيجي بين الزعيمين (السعودي والإماراتي)؛ ففي حين سعت السعودية لإقامة يمن موحد بعد طرد الحوثيين، قلصت أبوظبي طموحاتها بالسيطرة على جنوب اليمن، لضمان أمن الملاحة في مضيق باب المندب، وعبر شركة الأمن "بلاك ووتر" الأمريكية سيئة الصيت، أنشأ "بن زايد" مليشيات من المرتزقة للقتال في اليمن، من أجل حماية الجنود النظاميين.
ودفعت هذه الفجوة بين السياسة السعودية والإماراتية، أبوظبي لدعم جماعات انفصالية في جنوب اليمن ضد الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا والمدعومة من قبل السعودية، ويقال إنها وفرت لهم سلاحا أمريكيا.
ومع تطور الأحداث، فهم "محمد بن زايد"، أن ربط اسمه مع "بن سلمان" كمسؤول عن المأساة في اليمن، يمكن أن يمس بعلاقته مع واشنطن، وفي نفس الوقت وجد نفسه أمام ضغوطات عليه من 6 من حكام الإمارات الذين يشكلون الدولة، بسبب حرب اليمن؛ حيث يرون أنه "يعرض الدولة والملاحة في الخليج للخطر، ويبدد الأموال، ويضحي بحياة الجنود الإماراتيين".
ولم يكن بوسع ولي عهد أبوظبي كذلك تجاهل ضغط وتهديد واشنطن. وبقرار استراتيجي صعب، أمر جيشه بالانسحاب من اليمن ووقع على اتفاق تعاون مع إيران لحماية الملاحة في الخليج، وسمح لحاكم دبي (محمد بن راشد) بمنح تأشيرات دخول لرجال أعمال إيرانيين بعد سنوات من التجميد، وحصل في المقابل، على وقف إطلاق صواريخ الحوثيين على أهداف برية وبحرية لبلاده.
ومع ذلك، فمكان الساحة اليمنية احتلته مؤخرا الساحة الليبية، التي يدعم فيها "بن زايد" الجنرال الانفصالي "خليفة حفتر"، في صراعه للسيطرة على الحكم.
ولذا فإن التطبيع مع (إسرائيل) يلعب دورا استراتيجيا في داخل نسيج المصالح الدولية والعربية للإمارات، خاصة أن التخلي عن الإجماع العربي حول المسألة الفلسطينية والانفصال عن المبادرة العربية (سعودية الأصل)، والإعلان عن اتفاق سلام مع (تل أبيب) دون تحالف عربي داعم، يدل "ليس فقط على جرأة سياسية، بل على التطلع للسيطرة على عجلة القيادة في الشرق الأوسط" حسبما يرى "برئيل".