وزير الخارجية الأمريكي يبحث هاتفياً مع محمد بن زايد اتفاق التطبيع
بحث وزير الخارجية الأمريكي "مايك بومبيو"، الثلاثاء، في اتصال هاتفي مع ولي عهد أبوظبي الشيخ "محمد بن زايد"، اتفاق السلام وتطبيع العلاقات بين الإمارات و(إسرائيل).
في وقت كشف مسؤول أمريكي عزم بلاده تعزيز دفاعات الإمارات، لاسيما وسط تصاعد التهديدات الإيرانية.
وبحث "بومبيو" و"محمد بن زايد" العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، بالإضافة إلى ملفات عدة "في مقدمتها اتفاق السلام بين الإمارات و(إسرائيل) وآفاق تعزيزها بما يخدم أسس السلام والاستقرار في المنطقة"، وفقا لما أوردته وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية "وام".
كما بحث الطرفان "آخر مستجدات الأوضاع في منطقتي الخليج العربي والشرق الأوسط، إضافة الى جهود البلدين المشتركة في التصدي لانتشار جائحة كورونا وأهم الخطوات والإجراءات المتبعة لاحتواء تداعيات وآثار هذه الجائحة".
جاء ذلك تزامنا مع تصريح مسؤول وزارة الخارجية الأمريكية، الثلاثاء، بأن الولايات المتحدة ستقف إلى جانب الإمارات لتعزيز دفاعاتها، خاصة بعد التهديدات التي تعرضت لها من إيران، إثر إعلانها اتفاق تطبيع العلاقات مع (إسرائيل).
وأضاف المسؤول الذي رفض الكشف عن اسمه: "بعدما قامت إيران بتهديدات خطيرة ومهمة ضد الإمارات وبعدما اتخذت الإمارات خطوة شجاعة وجريئة عبر الموافقة على التطبيع مع (إسرائيل) فعلينا التفكير بشكل أكبر في تعزيز قدراتها"، وفقا لما نقلته قناة "الحرة" الأمريكية.
لكن المسؤول ذاته، استدرك قائلا: "سنحترم التزاماتنا مع (إسرائيل) وفي نفس الوقت سنعمّق علاقاتنا الدفاعية مع الإمارات".
وكانت الإمارات قد أعلنت، الثلاثاء، إلغاء اجتماع مرتقب مع (إسرائيل) والولايات المتحدة؛ بسبب تصريحات لرئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو"، عارض فيها علنا الخطط الخاصة بإبرام صفقة بين واشنطن وأبوظبي لبيعها مقاتلات أمريكية من نوع "F-35".
وذكرت مصادر مطلعة لموقع "إكسيوس" الأمريكي إن الإماراتيين كان لديهم انطباع بعد الإعلان عن اتفاق التطبيع أنه حتى لو كان لدى "نتنياهو" تحفظات على صفقة حصولهم على "F-35" فإنه لن يقوم بالحديث عن ذلك بشكل علني.
وحسب المصادر ذاتها، شعر الإماراتيون بالغضب؛ لأن تصريحات "نتنياهو" تنتهك اتفاق التطبيع والتفاهم بين البلدين، ولأن الأخير أخبر أعضاء حكومته أنه سيثير مخاوفه بشأن صفقة بيع "F-35" للإمارات مع أعضاء الكونجرس الأمريكي.
لكن مستشار الرئيس الأمريكي "جاريد كوشنر" قال إن صفقة بيع المقاتلات للإمارات تخضع لمراجعة وزراتي الخارجية والدفاع، مؤكدا أن اتفاق السلام مع (إسرائيل) يزيد من احتمالات إتمامها،
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، أن صفقة الأسلحة، التي يجري التفاوض حولها، كانت ضمن شروط الموافقة على اتفاق السلام، لكن نتانياهو نفى هذه التقارير وعارضها علنا.
والمحادثات حول الصفقة مستمرة منذ فترة، وقد أكد مسؤولون في إدارة "ترامب" أن اتفاق السلام جعل إبرامها ممكنا، مع تأكيدهم في الوقت ذاته على ضمان التفوق العسكري لـ (إسرائيل) في المنطقة.
وأعلنت الإمارات و(إسرائيل) والولايات المتحدة، يوم 13 أغسطس/آب، في بيان مشترك، التوصل إلى اتفاق إماراتي إسرائيلي حول تطبيع العلاقات بين الطرفين، لتصبح الإمارات ثالث دولة عربية تتوصل إلى هكذا اتفاق مع دولة الاحتلال وتقيم علاقات رسمية معها، بعد مصر عام 1979 والأردن عام 1994.
وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" أن وفدا إسرائيليا سيتوجه إلى أبوظبي، الإثنين المقبل، برفقة كبار مساعدي الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" لإجراء محادثات بشأن تدعيم اتفاق التطبيع مع الإمارات.
وأفاد "نتنياهو"، في تسجيل مصور، الثلاثاء، بأن كبير المستشارين بالبيت الأبيض "جاريد كوشنر" والمبعوث الأمريكي للشرق الأوسط "آفي بيركوفيتش" سيشاركان في الوفد الذي يرأسه "مئير بن شبات"، مستشار "نتنياهو" للأمن القومي.
وأضاف أن إعلانه عن مغادرة بعثة إسرائيلية رسمية أولى إلى الإمارات، هو "من أجل العمل على دفع السلام والتطبيع بين البلدين قدما".