هل بدأ محمد بن زايد تنفيذ خطته ضد السيسي بالضغط عليه عبر استضافة معارضيه؟
خاص - شؤون إماراتية
غانم حميد
في 22 نوفمبر الماضي 2015، نشر الكاتب البريطاني الشهير ديفيد هيرست تفاصيل ما قال إنها "وثيقة استراتيجية سرية" عبارة عن "خطة " عيال زايد" بقيادة كبيرهم محمد بن زايد لحكم مصر وإدارتها"، والتي تتلخص في عبارة: "الآن سأعطي، ولكن سأعطي بشروطي، إذا كنت أنا الذي يعطي فأنا الذي يحكم".
وكان أبرز ما كشفت الوثيقة شديدة السرية والتي أعدها محمد بن زايد، أن دولة الإمارات بدأت تفقد إيمانها بقدرة عبد الفتاح السيسي على خدمة مصالح الإمارات وتحقيق رغباتها، وأنها تخشي من انزلاق الامور من يديه.
وقد طرحت هذه الوثيقة السرية التي نشرها موقع "ميدل إيست آي" حصريًا تساؤلًا هامًا هو: "هل يحصل محمد بن زايد على العائد المناسب من استثماره أم لا؟"، كما تكشف أيضًا عن سخط الجانب الإماراتي من بعض المسئولين الرسميين المصريين، ظن الإماراتيون أن ولاءهم للإمارات أكثر من مصر، وهو ما لم يكن حقيقيًا.
هل بدأ الانقلاب علي السيسي؟
الجديد في المشهد الانقلابي بقيادة محمد بن زايد أنه بدا يتحول مؤخرا لمركز لمعارضي السيسي من غير الاسلاميين الذين شاركوه الانقلاب – بدعم الامارات علي الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسي والتيار الاسلامي – ثم ابعدهم في إطار صراع المصالح الدائرة في مصر منذ الانقلاب.
زعيمهم الشهير وأبرز منافسي السيسي باعتباره رجل الامارات الاول و"عسكري" يصلح لخلافة السيسي، وهو أحمد شفيق، منعه السيسي من العودة لمصر، ولا يزال الرجل يسأل في كل لقاء صحفي عن سبب منعه من العودة دون سبب سوي خشية السيسي من منافسته له.
وجاء سفر المستشار احمد الزند وزير العدل المطرود من منصبه بسبب تطاوله علي النبي محمد صلي الله عليه وسلم، والمعتقد أن وراء إبعاده أسباب سياسية أخري، الي أبوظبي بعد إقالته بـ 3 أيام وما قاله من أنه لن يعتذر "حتى ولو انطبقت السماء على الارض"، وقول مصدر قضائي أن إقالته جاءت بقرار مباشر من السيسي، ليفتح ملف "حزب مصر في الامارات"، الموالي لحكام الامارات.
والملفت أن الامارات التي تكمم أفواه أي معارض إماراتي، أو عربي أو أجنبي تسمح لهذه الرموز المصرية المعارضة بتوجيه نقد قاس للسيسي، كما ان صحفها بدأت تنشر انتقادات هؤلاء للسيسي.
والأكثر غرابة أن إعلاميين مصريين من المحسوبين على اللجان الالكترونية والاعلامية الاماراتية، مثل أحمد موسي وإبراهيم عيسى وغيرهم أصبح ولاءهم ضد السيسي ويهاجمونهم بسبب قرار إبعاد احمد الزند، حتى ان موسي تكلم في حلقته الاخيرة عن "مستندات" حكومية تبطل قرار الحكومة الذي جاء (بتوجيه من السيسي) لعزل الزند بعدما كان يدافع عن السيسي.
"عمرة الامارات" بدل السعودية
وبعدما ذهب أحمد شفيق للإمارات وهو يقول أنه ذاهب الي "العمرة"، ولم يعد، باتت عبارة "عمرة الامارات" مثار سخرية لكن أنصار الامارات من الهاربين من السياسيين الذين اختلفوا مع السيسي ومنهم رجال اعمال هربوا أموالهم مؤخرا للإمارات وسافروا للعمل من هناك.
وتزامن سفر الزند مع تأكيد مصادر قضائية أن ملفات قضائية سابقة اتهم فيها الوزير بالتزوير في الحصول على اراضي بأسعار زهيدة، وإعادة بيعها بأسعار عالية، سيعاد فتحها، فضلا عن 3 بلاغات قدمته ضده للنيابة تطالب بمحاكمة بتهمة ازدراء الاديان قد تحال للمحاكمة.
كما ترددت أنباء عن أن ملف المصالحات التي سعي الزند لإبرامها مع الملياردير "حسين سالم" القريب من الامارات، والذي له صفقات مشتركة بين عائلة الرئيس السابق مبارك وأولاد زايد، والمتهم بتصدير الغاز بأسعار زهيده لإسرائيل، هي أحد أسباب إقالته أيضا.
وقال الصحفي "عبد الحليم قنديل" رئيس تحرير صحيفة "صوت الامة" أن الزند "هو اول حلقة في مسلسل المفرمة، وأن مصالحات الزند هي نصب عام"، بحسب تعبيره.
https://www.facebook.com/Elbadil/posts/1125830340794609
وممن ايدوا انقلاب الجنرال السيسي، في 2013 ثم اختلفوا في الرأي معه أو اختلفت المصالح بينهم كل من أحمد شفيق الذي لا زال يرى في نفسه الشخص الأحق بالرئاسة، وأحمد الزند، ومقدم البرامج الشهير باسم يوسف الذي ايد السيسي ثم تم منعه برنامجه فهرب الي أمريكا واستقر في الامارات.
أيضا تضم الامارات أغلب وزراء مبارك الهاربين عقب ثورة يناير وأبرزهم الملياردير المحكومة عليه في قضايا، ووزير الاستثمار الاسبق "رشيد محمد رشيد".
وهناك توقعات أن يلحق الإعلامي والنائب البرلماني السابق توفيق عكاشة بفريق مصر في الامارات خاصة أنه اعترف علنا بأن الامارات دعمت قناته (الفرعين) كما أنها تدير قسم كبير من الاعلاميين المصريين بأموالها.
احتمالات التفكير الاماراتي
ويقول مراقبون ومحللون أن استضافة الامارات المزيد من معارضي السيسي ربما يكون مقدمة لتنفيذ خطة بن زايد أو هو خطوة في الطريق لتنفيذها، عبر احتضان هؤلاء المعارضين للسيسي سواء:
- للضغط علي السيسي كي يقبل بما جاء في الوثيقة من أن يكون عبدا لابن زايد ومنفذا لأوامره بما يجعل بن زايد هو الحاكم الفعلي لمصر مقابل دعم السيسي بالأموال، كما جاء في الوثيقة.
- أو الايحاء للسيسي أن الامارات تحتوي معارضيه وتمنعهم من التنغيص عليه وتبعدهم عنه باستضافتهم والصرف عليهم، ولكنهم في هذه الحالة كارت في يدها.
- أو أن يكون استضافتها لمعارضين نوعا من الفراق السياسي بينها وبينه، ومن ثم السعي لتجهيز بدلاء له، بالتنسيق مع قادة الجيش المصري الذين تدعمهم بشكل غير مباشر عبر المشروعات الكبرى التي يجري اسنادها للجيش وتصب اموالها في خزانة كبار القادة، وتوفير البديل له، في ظل تصور متزايد أن ورقة السيسي احترقت أو كادت وبدون ظهور بديل عسكري له، سيمهد الجمود الحالي لثورة على غرار الثورة علي مبارك.