الغارديان: الانتهاكات الحقوقية تقف في طريق دبي لتصبح المدينة الأسعد في العالم

الغارديان: الانتهاكات الحقوقية تقف في طريق دبي لتصبح المدينة الأسعد في العالم

أكدت صحيفة الغارديان البريطانية في تقرير لها، أن طريق دبي نحو أن تصبح أسعد مدن العالم ما زال طويلاً للغاية، وذلك بسبب الانتهاكات الحقوقية المتواصلة فيها، وسياسة التمييز الطبقي بين سكانها.

وتقول الغارديان، يبدو أن دُبي ستتأثر بتراجع الإمارات بالترتيب العالمي والسنوي لـ "أكثر الدول سعادة في العالم"، إذ تراجع ترتيب البلاد من المرتبة الـ 20 إلى الـ 28 حسب تقرير السعادة العالمي.

الترتيب يتضمن 156 دولة أُخرى غير الإمارات، ويقوم التقرير بترتيب الدول وفقاً لمستوى سعادة ورخاء عيش مواطني هذه الدول، حيث وُجِد أن مُعدلات السعادة بين مواطني الدول مُختلفة بشكل كبير، ما يُشير إلى مدى اتساع الفارق الطبقي بين مواطني الدولة الواحدة.

وكانت وزيرة السعادة عهود الرومي قد أكدت ما ذهبت إليه الصحيفة البريطانية وذلك من خلال تأكيدها أن الإماراتيين احتلوا المرتبة 15 على مستوى العالم في السعادة وأن المقيمين سجلوا المرتبة 31 دون أن تدرك أن ذلك يكشف عن تفاوت طبقي وإدانة إنسانية باعتراف رسمي.

 ويبدو أن دُبي لن تقف مكتوفة الأيدي أمام تراجع ترتيبها، بل سَعَت مؤخراً إلى مواجهة هذا التدني بالعديد من الفعاليات والإجراءات التي تضمنت إطلاق "مؤشر السعادة"، حيث قامت الدولة بوضع أكثر من 23 شاشة إلكترونية تعمل باللمس تم برمجتها بأحدث التقنيات في الأماكن العامة وتم ربطها بأجهزة الدولة المركزية، وتم تشجيع المواطنين على عمل استبيان من خلال تلك الأجهزة الإلكترونية، عن مدى رضاهم وسعادتهم بالعيش في دُبي.

المُدير التنفيذي لمجموعة من الشركات الاستثمارية بدبي أحمد بِن بيات علّق على الفكرة قائلاً "حتى ترفع من مؤشرات السعادة بين شعبك عليك أن تنظر إلى ما يحتاجونه وتوفره لهم، أن توفر لهم ظروف الحياة والمعيشة المُناسبة ليحيوا حياة كريمة، أما إن لم تستطِع توفير ذلك فلن يشعر شعبك بالسعادة ولا سهولة العيش وسيبحث ببساطة عن الهجرة".

من جانبه، قال سكوت كاين الرئيس التنفيذي للأعمال في مُنظمة تمولها الحكومة البريطانية تُدعى "مُدن المُستقبل" والتي تسعى لتحسين المُدن عبر استغلال الأفكار الاقتصادية،: "السعادة هي أحد الأمور التي تأخُذها دولة الإمارات بجدية بالغة، وهذا يتمثل في الإجراءات التي اتخذتها من إطلاق وزارة للسعادة في دُبي وإعلان أن دُبي ستكون من أكثر الدول تحقيقاً لسعادة ورخاء العيش لمواطنيها قبل 2019، مثل هذه الإجراءات الطموحة والدؤوبة هي الأفضل لا شك".

كما يشار أن دولة الإمارات تراجعت نحو 8 درجات على مؤشر الرخاء لتصل المستوى 30 عالميا بعد أن كانت في المستوى 22 العالم الماضي.

وأضاف كاين، "مؤخراً كُنت مدعواً لتقديم رؤية المؤسسة التي أعمل بها عن السعادة وكيفية بناء المُدن وجعلها أكثر رخاءً ورفاهية للعيش، وعرضت بعضاً من القضايا الهامة التي قد تقف عائقاً بين الحكومة الإماراتية وتحقيق الحياة الكريمة لمواطنيها، وقد فوجئت بأن الحكومة تُكرمني بجائزة في نهاية المؤتمر".

وتقول الصحيفة البريطانية إن التحدي الحقيقي الذي يواجه مساعي الإمارات لتنفيذ المشروعات التي تهدف للسعادة وتحقيق حياة كريمة، يكمن في الملفات الحقوقية وتلك المتعلقة بالتعامل مع المعارضين.

وحول هذه النقطة، يقول كاين "إن دُبي هي الأكثر تقُدماً من بين جيرانها من الدول الأُخرى، خاصةً وأن أغلب مُمثلي حكومتها من النساء حتى وزير دولة السعادة هي أُنثى".

الكاتب