صحيفة عبرية: نتنياهو زار أبوظبي سراً على مرحلتين خلال عام 2018

صحيفة عبرية: نتنياهو زار أبوظبي سراً على مرحلتين خلال عام 2018

كشفت صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو"، زار العاصمة الإماراتية أبوظبي، مرتين خلال عام 2018، حيث عبرت رحلاته الجوية من وإلى الإمارات، الأجواء السعودية.

وقال الصحفي الإسرائيلي البارز "أرئيل كهانا"، إنه خلال الزيارتين، التقى "نتنياهو" مع ولي عهد أبوظبي الشيخ "محمد بن زايد"، لعدة ساعات، و"راكم الرجلان علاقة فورية وممتازة".

ووفق الصحيفة، فإن هذه اللقاءات، جاءت بنصيحة من رئيس وزراء بريطانيا السابق "توني بلير"، الذي قال لـ"نتنياهو" في إحدى المحادثات الكثيرة بينهما: "عندما تلتقي بن زايد، ستكون بينكما كيمياء فورية".

ولفتت الصحيفة، إلى أنه على خلفية العلاقات الوثيقة بين "بن زايد"، وولي عهد السعودية الأمير "محمد بن سلمان"، يمكن التقدير باحتمالية عالية بأن الرياض كانت تعرف بأن طائرة رئيس الوزراء هي التي تجتاز المجال الجوي للمملكة.

وفي أحد اللقاءين خلال زيارة "نتنياهو" لأبوظبي، تجول رئيس الوزراء الإسرائيلي في المدينة، حسب الصحيفة.

وكشفت الصحيفة، أن "بلير"، لعب دوراً مهماً في إشهار التحالف بين (إسرائيل) والإمارات، ونقلت عنه قوله إنه عمل على تنظيم لقاءات سرية عديدة عقدت بين "إسحاق مولخو"، المبعوث الخاص السابق لـ"نتنياهو"، ووزير إماراتي في كل من لندن، وأبوظبي، والعاصمة القبرصية نيقوسيا.

ونوهت الصحيفة إلى أن اللقاءات التي عقدها "مولخو" والوزير الإماراتي (لم تكشف عن هويته)، على مدى سنين هي التي مهدت لتحالف كامل بين أبوظبي و(تل أبيب)، والذي يعمل على مأسسة العلاقات بينهما ويخرجها من السر إلى العلن.

وحسب الصحيفة، فقد امتدت اللقاءات السرية بين الوزير الإماراتي و"مولخو"، من 2015 وحتى 2018، عندما اضطر الأخير للاستقالة تحت شبهة ارتكاب جنح فساد من خلال عمله في ديوان "نتنياهو"، حيث اتهم بقضية بيع ألمانيا غواصات لـ(إسرائيل)، وهي القضية التي تدعي أوساط في النيابة العامة والإعلام الإسرائيلي أنها تنطوي على مظاهر فساد خطيرة.

وأكد "بلير"، في اللقاء مع الصحيفة أن اللقاءات بين "مولخو" والوزير الإماراتي، تمت بمشاركته وتنسيقه، ثم بعد ذلك تواصلت بشكل ثنائي.

ولفتت الصحيفة إلى أن اللقاءات بين "مولخو" والوزير الإماراتي، أسهمت في استعادة الثقة بين أبوظبي و(تل أبيب)، بعد حادثة اغتيال القيادي في حركة "حماس" الفلسطينية "محمود المبحوح"، في دبي في 2010.

وأبرز "كهانا"، حقيقة أن "مولخو" عمل خلال اللقاءات السرية مع الوزير الإماراتي على نقل رسائل من "نتنياهو" إلى القيادة الإماراتية، والتي تطورت بعد ذلك إلى اتصالات هاتفية بين "نتنياهو" و"بن زايد".

وشدد "بلير" في التحقيق على أنه على الرغم من أن تراجع (إسرائيل) عن تنفيذ مخطط الضم أسهم في توفير بيئة لإشهار التحالف العلني، إلا أن اللقاءات السرية التي نسق لها بين "مولخو" والوزير الإماراتي هي التي دشنت مسار التطبيع بين أبوظبي و(تل أبيب).

وعبر بيان مشترك صدر في 13 أغسطس/آب، أعلنت الإمارات و(إسرائيل) التوصل إلى اتفاق حول تطبيع كامل للعلاقات بينها.

ويأتي الإعلان تتويجا لسلسلة طويلة من التعاون والتنسيق والتواصل وتبادل الزيارات بين البلدين.

وباتت الإمارات بذلك ثالث دولة عربية تتوصل إلى هكذا اتفاق مع دولة الاحتلال، وتقيم علاقات رسمية معها بعد مصر عام 1979 والأردن عام 1994.

وقوبل إعلان اتفاق تطبيع العلاقات بين أبوظبي وتل أبيب، بتنديد فلسطيني واسع، حيث اعتبرته الفصائل والقيادة الفلسطينية، "خيانة" من أبوظبي و"طعنة" في ظهر الشعب الفلسطيني.

الكاتب