عبدالفتاح البرهان في ضيافة الإمارات لبحث ملف التطبيع
أعلن مجلس السيادة الانتقالي في السودان، الأحد، عن توجه رئيسه، عبد الفتاح البرهان، إلى الإمارات، حيث سيجري لقاءات تشمل وفدا أمريكيا، وسط أنباء عن وضعه شروطا للمضي في التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي.
وأوضح بيان صادر عن المجلس، أن الزيارة ستشمل لقاءات مع "القيادة الإماراتية"، ومع فريق من الإدارة الأمريكية، متواجد في أبوظبي، دون الإشارة إلى هوية أعضائه.
وأضاف البيان أن وزير العدل، نصر الدين عبد الباري، سيقود فريقا وزاريا، وآخر مكونا من خبراء سودانيين في التفاوض، خلال المباحثات مع الجانب الأمريكي، فيما سيقود البرهان المباحثات مع الجانب الإماراتي.
وتشمل المباحثات مع الجانب الأمريكي "رفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، ودعم الفترة الانتقالية، وإعفاء الديون الأمريكية على السودان وحث باقي الدول الصديقة على اتخاذ خطوات جادة في إعفاء الديون"، وفق البيان.
ومع الجانب الإماراتي، سيبحث البرهان، خلال الزيارة التي تستغرق يومين، كافة القضايا الإقليمية المرتبطة بالشأن السوداني.
وتأتي الزيارة بعد توقيع أبوظبي "معاهدة سلام" مع الاحتلال الإسرائيلي، برعاية واشنطن، وقد تبعتها المنامة، ووسط مخاوف من مضي الخرطوم في المسار ذاته.
وفي وقت لاحق مساء الأحد، نقلت صحيفة "السياسي" السودانية عن مصادر لم تسمها أن البرهان طللب 10 مليارات دولار كمساعدات نقدية للبلاد، ورفع فوري من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وتحصين الخرطوم من أي ملاحقات مستقبلية، إلى جانب استثمارات أمريكية في مجالات الزراعة والصناعة والسكة حديد، مقابل التطبيع.
وذكرت المصادر أن واشنطن "أبدت مرونة في قبول مطالب البرهان ووصلتنا إشارات إيجابية".
وأضافت الصحيفة أن "مسؤولين أمريكيين وإماراتيين وسودانيين سيعقدون اجتماعا حاسما في أبوظبي اليوم الأحد بشأن اتفاقية تطبيع محتملة بين السودان وإسرائيل".
ونقل تقرير نشره موقعا "والا" العبري و"أكسيوس" الأمريكي معلومات مشابهة نقلا عن "مسؤولين سودانيين" لم يسمهم.
وأضاف التقرير "لقاء سيعقد في إمارة أبو ظبي، الاثنين، بين مسؤولين أمريكيين وإماراتيين وسودانيين، لبحث إمكانية انضمام الخرطوم لعملية التطبيع مع إسرائيل".
أضافت المصادر أنه "في حال قبلت الولايات المتحدة طلبات السودان بمساعدته بمليارات الدولارات، فإنه قد يصدر، خلال أيام، بيان بشأن إقامة العلاقات مع إسرائيل، ومن المرجح أن تقبل واشنطن بذلك".
وتابعت أن "الخرطوم ستطالب واشنطن بمساعدات اقتصادية مقابل التطبيع مع إسرائيل، بينها منحة فورية بأكثر من 3 مليارات دولار كمساعدة إنسانية بعد الأزمة التي أحدثتها الفيضانات الأخيرة في السودان".
ونقل التقرير عن المصادر ذاتها أيضا أن الحكومة السودانية تريد استمرار المساعدة الاقتصادية الأمريكية للخرطوم لثلاث سنوات مقبلة.
كما تطالب الخرطوم الولايات المتحدة بإزالة اسم السودان من قائمة الدول التي تعتبرها واشنطن "راعية للإرهاب"، والمدرج عليها منذ 1993، لاستضافته آنذاك الزعيم الراحل لتنظيم القاعدة، أسامة بن لادن.
ومن المتوقع أن يحضر الاجتماع رئيس قسم الخليج وشمال إفريقيا في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، ميغيل كوريا، وهو أحد مهندسي اتفاق التطبيع بين إسرائيل والإمارات، بحسب الموقع.
فيما سيمثل الإمارات مستشار الأمن القومي، طحنون بن زايد، وسيمثل السودان رئيس مجلس السيادة الانتقالي، الفريق عبد الفتاح البرهان، إضافة إلى ممثلين عن الحكومة الانتقالية في السودان، برئاسة وزير العدل، ناصر الدين عبد الباري.
وأضاف التقرير أن "البرهان يؤيد بشدة التطبيع مع إسرائيل، ويعتقد أن هذه الخطوة ستساعد السودان على الخروج من الأزمة الاقتصادية والإنسانية الحادة التي وجد نفسه فيها".
لكن استدرك بالإشارة إلى أن البرهان لا يمثل سوى المكون العسكري في الحكومة الانتقالية، حيث أن ممثلي المكون المدني في الحكومة، خاصة رئيسها عبد الله حمدوك، يعارضون التطبيع مع تل أبيب، خوفا من الاحتجاجات الداخلية.
وكانت كشفت مصادر دبلوماسية سودانية، السبت، أن الإمارات والسعودية تمارسان ضغوطا كبيرة على صناع القرار في الخرطوم للحاق بقطار التطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، في محاولة لرفع أسهم الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" بالانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
وأوضحت المصادر أن أبوظبي والرياض تحاولان استغلال الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي تجتاح السودان، وكارثة السيول التي تسببت في تشريد نحو مليون سوداني في الضغط على الحكومة ومجلس السيادة؛ لتطبيع العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي.
وفي هذا الإطار، أكد رئيس الوزراء السوداني "عبد الله حمدوك"، خلال اتصالات غير معلنة، عدم قدرته على المشاركة في خطوة التطبيع؛ لكون حكومته غير مخوّلة باتخاذ مثل تلك القرارات المصيرية، ولكونها أقرب لحكومة أزمة أو حكومة انتقالية، وأن إجراء كهذا يمكن لمجلس السيادة البتّ فيه.
المصادر ذاتها لفتت إلى أن "حمدوك" يتهرب؛ لعلمه بمدى رفض الشارع السوداني للتطبيع مع (إسرائيل)، وإدراكه أن خطوة مثل هذه كفيلة بتفجير ثورة جديدة في وضع مأزوم بطبيعته.