الكيان الإسرائيلي يوافق على منح موانئ دبي حصة 30% من ميناء حيفا
وافقت وزارتا المواصلات والمالية في حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بشكل مبدئي على أن تحوز شركة "موانئ دبي العالمية" على حصة من ميناء حيفا الفلسطيني، الذي تحتله إسرائيل وتعتزم خصخصته.
وذكرت صحيفة "كالكيلست" الاقتصادية الإسرائيلية، أن الموافقة الإسرائيلية مشروطة بألا تتجاوز حصة "موانئ دبي" 30% من الأسهم، حتى تظل السيطرة في الميناء إسرائيلية.
وأضافت الصحيفة أن الموافقة النهائية على امتلاك الشركة الإماراتية، التي يترأس مجلس إدارتها رجل الأعمال سلطان أحمد بن سليم، ستتم بعد الإعلان عن مناقصة خصخصة ميناء حيفا.
وفي مقابلة مع الصحيفة، قال بن سليم إنه من أجل تحسين فرص شركته في الاستحواذ على جزء من الملكية في ميناء حيفا، قدم طلب المشاركة في المناقصة بالتعاون مع شركة "دوفرتاور" الإسرائيلية.
و"دوفرتاور" مملوكة لرجل الأعمال الإسرائيلي، شلومي فوجيل، وهو من مالكي شركة "إسرائيل شيبياردز" وميناء إيلات.
وكانت الشركتان الإماراتية والإسرائيلية قد أعلنتا بالفعل في 16 سبتمبر/أيلول الجاري، أنهما تدرسان التقدم بعرض مشترك لميناء حيفا، وفق ما نقل الموقع الإلكتروني لفضائية "العربية" السعودية، التي تبث من دبي.
وذكرت "موانئ دبي" و"دوفرتاور"، الأربعاء الماضي، أنهما وقعتا عدة اتفاقيات للتعاون في أنشطة الشحن والموانئ، لتنضم بذلك الشركة الإماراتية إلى طابور من المؤسسات الاقتصادية في الدولة الخليجية، التي سارعت إلى إبرام اتفاقيات وشراكات مع كيانات في دولة الاحتلال الإسرائيلي في مختلف القطاعات، بعد توقيع اتفاق التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي في 15 سبتمبر/أيلول برعاية أميركية في واشنطن، بجانب اتفاق مماثل بين البحرين وتل أبيب.
وحول سبب رغبته في الاستثمار في ميناء حيفا، قال رئيس شركة موانئ دبي، إن الميناء يمتاز بموقعه الإستراتيجي الذي يزيد من أهميته، بحيث يمكنه أن يربط بين الكثير من الدول.
وأشار إلى ن هذا الميناء يمكن أن يوظف على نطاق واسع في نقل البضائع إلى العراق والعكس، مشيرا إلى أن المسافة بين حيفا وبغداد تبلغ نحو 900 كيلومتر، في حين أن المسافة بين بغداد والبصرة تبلغ 600 كيلومتراً.
ولتبرير مخططه، أعاد بن سليم للأذهان حقيقة أن بريطانيا عندما كانت تحتل فلسطين، كانت تقوم بتوظيف ميناء حيفا في الربط بين العراق وفلسطين والغرب، حيث كان يتم نقل النفط من شمال العراق عبر أنبوب يصل ميناء حيفا ومنها إلى أوروبا.
وكشف عن أن سفن إسرائيلية تستخدم منذ سنين الموانئ الإماراتية، مشيراً بشكل خاص إلى السفن التابعة لشركتي "تسيم" و"رويال كربيان"، المملوكتين لعائلة "عوفر".
وقال إن الفرصة في التعاون في مجال النقل البحري بعد التوقيع على اتفاق التطبيع كبيرة، لافتا إلى أن الإبحار المباشر بين الموانئ الإسرائيلية والإماراتية سيقصر وقت الشحن ويعزز من حركة التبادل التجاري، معتبرا أن الإمكانيات اللوجستية التي تمتاز بها الموانئ الإسرائيلية يعزز من دوافع التعامل معها.
وذكر بن سليم، أنه "زار (إسرائيل) ومكث فيها ثلاثة أشهر بين يوليو/تموز وأكتوبر/تشرين الأول 2018، في رحلة لعلاج ابنته التي تعاني من مشكلة نادرة في المخ"، مشيراً إلى أنه استغل مكوثه هناك في التعرف على الصناعات الإسرائيلية "التي نالت إعجابه كثيرا".
ولفت رئيس شركة موانئ دبي، إلى أنه التقى خلال زيارته بإسرائيل بحامي بيريس، نجل الرئيس الإسرائيلي السابق شمعون بيريس، والذي يدير مؤسسة تقدم استشارات حول الفرص الاستثمارية في (إسرائيل).
ووفق الصحيفة فإن نجل بن سليم، الذي يدير المنطقة الصناعية الكبيرة في دبي، وقع على اتفاق للتعاون مع "بورصة الألماس" في (إسرائيل).
ونقلت الصحيفة عن مصادر إماراتية قولها إن بن سليم، لعب دوراً من وراء الكواليس في الدفع نحو التوقيع على اتفاق التطبيع، لافتة إلى دوره في اقناع نظام الحكم في الرياض بالموافقة على تحليق الطائرات الإسرائيلية المتجهة إلى الإمارات.
وتقلق التحركات الإماراتية لإبرام شراكات واسعة مع (إسرائيل) مسؤولين مصريين، وفق مصادر مصرية مطلعة، تحدثت سابقاً مع "العربي الجديد".
وتعمل "موانئ دبي العالمية" في 31 دولة، منها مصر، حيث تعمل في ميناء السخنة على ساحل البحر الأحمر شرقي مصر، في موقع قريب من المدخل الجنوبي لقناة السويس، مما يجعل من هذا الموقع ميزة استراتيجية للتعامل مع البضائع العابرة خلال أكثر الممرات المائية التجارية ازدحاماً في العالم، وفق الموقع الإلكتروني لشركة "موانئ دبي السخنة".
وفي 6 سبتمبر/ أيلول الجاري، كشفت مصادر مطلعة في مصر، عن أنّ مسؤولين في "موانئ دبي العالمية"، عقدوا اجتماعاً مع رئيس المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، زكي حسين، وتم بحث توسيع الاستثمارات التابعة للشركة الإماراتية في المنطقة الاقتصادية للقناة، والاتفاق على عدد من المشروعات المشتركة.