وسيم يوسف يقتبس من الإنجيل دعماً لمسار التطبيع
من جديد عاد الداعية الإماراتي من أصل أردني "وسيم يوسف"، ليثير الجدل بين متابعيه بتغريدات، اقتبس خلالها من الإنجيل دعما للتطبيع، وروج لما يسمى "البيت الإبراهيمي" الذي يبنى في أبوظبي، وقال إنه سيكون مصدر النور، فيما اعتبر مغردون أنه يدعو لـ"دين جديد".
وكتب "يوسف" على صفحته في "تويتر": "اقترب تحقيق التعايش بين الأديان، واقترب الهلال من الصليب من نجمة داوُد على أرض السلام أبوظبي.. سيصبح البيت الإبراهيمي نوراً يبدأ من أرض التسامح أبوظبي إلى العالم بأسره.. ويعانق الهلال الصليب ونجمة داوود".
والبيت الإبراهيمي هو بيت قررت الإمارات بناءه في سبتمبر/أيلول الماضي، تنفيذاً لإحدى المبادرات الأولى التي دعت إليها "وثيقة الأخوة الإنسانية"، التي وقع عليها بابا الفاتيكان "فرنسيس"، بابا الكنيسة الكاثوليكية، وشيخ الأزهر "أحمد الطيب" في أبوظبي، في فبراير/شباط 2019.
ونشر "يوسف" عدة تغريدات مقتبساً من الإنجيل، وقال في إحداها: "قال يسوع عليه السلام إِنْ جَاعَ عَدُوُّكَ فَأَطْعِمْهُ خُبْزاً، وَإِنْ عَطِشَ فَاسْقِهِ مَاءً، 22 فَإِنَّكَ تَجْمَعُ جَمْراً عَلَى رَأْسِهِ، وَالرَّبُّ يُجَازِيكَ".
وفي تغريدة مماثلة قال فيها: "قال آية الله اليسوع المسيح عليه السلام.. لِلرَّبِّ إِلهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ"، (إنجيل لوقا 4: 8)".
كما نشر "يوسف" مرتين صورة للقرآن والإنجيل والتوراة، وعلق في إحداها بآية قرآنية: "وَإِلَـهُكُمْ إِلَـهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ"، وفي الأخرى: "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير".
وأثارت تغريدات "يوسف" جدلا وسخطاً واسعاً في "تويتر"، فقد علق مغرد يحمل اسم "طالب علم"، قائلاً: "قريباً: دين جديد يتم فيه التوفيق بين من يقول إن الله ثلاثة ومن يقول إنه واحد، ومن يقول إن يد الله مغلولة ومن يقول إنها مبسوطة، ومن يقول إن المسيح ابن الله ومن يقول إنه نبي، ومن يكذّب محمداً صلى الله عليه وسلم ومن يصدّقه".
وأضاف: "غالباً سيكون له 3 أنبياء وكتابه مكس توراة وإنجيل وقرآن -آيات مكية فقط".
وهاجمت ناشطة في "تويتر" ما يقوم به الداعية الإماراتي، وقالت: "اللي ما يعرف وسيم يوسف على حقيقته يشوف هالفيديو والفيديوهات اللي تحته وبيتأكد إن هذا مدسوس بيننا عشان يهدم الإسلام من الداخل".
واعتبر البعض ما يكتبه يوسف كفراً بالدين، وعلق أحدهم بقوله: "ينزل عيسى عليه السلام في آخر الزمان حاكماً بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم، ويكسر الصليب، ولا يقبل الجزية، فإما أن يتبع الناس شريعة محمد صلى الله عليه وسلم وإما يقتلهم، وهذا ثابت بنص الوحي، أما هذا الضال وسيم يوسف فتغريدته هذه من نواقض الإسلام، فمن لم يُكفّر المشركين أو أهل الكتاب أو توقف في كفرهم أو صحح مذهبهم فهو كافر".
واعتبر البعض أن ما يقوم به "وسيم يوسف": "وفق الاتفاق الإبراهيمي الذي أعلن عنه ترامب، يتم الآن بناء البيت الإبراهيمي في أبوظبي، ويكتمل في عام 2022، ليكون محجاً لأتباع الديانات السماوية، ونموذجاً تريد الإمارات تطبيقه على الأقصى، والشيخ وسيم يوسف تم تكليفه الترويج لكتابة جديد "دين" يجمع بين تعاليم القرآن والإنجيل والتوراة".
وسبق أن أثار وسيم يوسف الجدل منذ إعلان التطبيع الإماراتي الإسرائيلي؛ كان آخرها نشره عبر قناته على "يوتيوب" مقطعاً قال فيه: إن "إسرائيل لم تفجر المساجد، ولم تصنع الفتنة بين السنة والشيعة، ولم تحرق كنائس العرب، وكل من فعل هذا هو نحن".
كما سبق أن هاجم الفلسطينيين، وقال إن اليهود أشرف منهم؛ في تعليقه على مقطع فيديو متداول لمتظاهرين غاضبين في القدس المحتلة يدوسون بأقدامهم صورة لولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، عقب تطبيع بلاده مع "إسرائيل".
وقال "يوسف" في تغريدة له: "أنتم لا تستحقون القدس الحقيقة، إنكم بلا أخلاق، اليهود أشرف منكم".