الفدرالية الدولية تدين منع الإمارات الكاتبة الإماراتية ظبية المهيري من السفر

الفدرالية الدولية تدين منع الإمارات الكاتبة الإماراتية ظبية المهيري من السفر

أدانت الفدرالية الدولية للحقوق والتنمية منع السلطات الإماراتية كاتبة إماراتية من السفر على خلفية آرائها العلنية الرافضة للتطبيع، وأكدت أن ذلك يشكل انتهاكا جسيما لحقوق الإنسان.

 

وتابعت الفدرالية الدولية إعلان الكاتبة والشاعرة الإماراتية ظبية خميس المهيري (62 عاما) منع سلطات بلادها لها من السفر، على خلفية معارضتها اتفاق السلام وإقامة العلاقات بين الإمارات وإسرائيل قبل نحو أسبوعين.

ويأتي منع المهيري من حقها في السفر ضمن سلسلة إجراءات لقمع الحريات في الإمارات على خلفية معارضة اتفاق السلام بين أبو ظبي وإسرائيل، إذ تم رصد عمليات قمع وإجراءات ترهيب واعتقال تعسفي نفذها جهاز أمن الدولة الإماراتي.

 

وقالت الشاعرة والكاتبة القصصية ظبية خميس، عبر حسابيها على فيسبوك وتويتر إنه تم منعها السبت من السفر عبر مطار دبي في رحلة للقاهرة، بقرار صادر من أبو ظبي، من دون إبداء أسباب ذلك.

وأضافت أن سبب المنع يرجع "على الأغلب لمواقفي المعلنة ضد الصهيونية والتطبيع"، وقالت إنها تخشى على حرياتها وحياتها "من التهديد والاعتقال".

 

وطالبت الأديبة العربية البارزة الجميع بإيصال رسالتها إلى منظمات حقوق الإنسان في أي مكان، محملة حكومة الإمارات كامل المسؤولية عن أي قمع أو اعتقال أو اغتيال أو تصفية تتعرض لها.

وتطالب الفدرالية الدولية للحقوق والتنمية (إفرد) السلطات الإماراتية بالتراجع عن قرارها منع سفر المهيري، ووقف ما تفرضه من قيود على الحريات العامة وإجراءات ترهيب ضد المعارضين.

 

وتؤكد الفدرالية الدولية أن حرية التنقل إحدى حقوق الإنسان المكفولة بموجب المواثيق والاتفاقيات الدولية، إذ تنص المادة 13 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان أن "لكل فرد حرية التنقل واختيار محل إقامته داخل حدود كل دولة"، كما و"يحق لكل فرد أن يغادر أية بلاد بما في ذلك بلده، كما يحق له العودة إليها".

 

في حين تنص المادة 12 من العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية على أنه "لكل فرد حرية التنقل واختيار مكان سكنه في أي مكان في نطاق الدولة التي يتواجد فيها بشكل شرعي"، كما "يحق لأي فرد أن يغادر أية دولة بحرية بما في ذلك دولته هو".

 

وتشدد الفدرالية الدولية على وجوب التزام السلطات الإماراتية باحترام وضمان الحق في حرية الرأي والتعبير بما ينسجم مع المواثيق والاتفاقيات الدولية، ومع ما تروج له بشأن تبنيها شعار التسامح في الدولة.

وتداول نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي نبأ منع الكاتبة ظبية خميس من السفر بشكل واسع، كما أعلن عدد من الكتاب والشعراء التضامن معها ودعمها.

 

وقال الحقوقي الإماراتي عبد الله الطويل عبر تويتر "منعت السفيرة السابقة والشاعرة ظبية خميس من السفر بقرار أمني لموقفها الرافض للتطبيع. هذه دولة السعادة التي تدار بغطاء أمني وقمع للحريات ومصادرة الحقوق وتجريم حرية الرأي".

 

في حين قال الكاتب القطري هاني الخراز في تغريدة له إن "الكاتبة الإماراتية ظبية خميس تكاد تكون الإماراتية الوحيدة التي عبرت عن رفضها وإدانتها صراحة لاتفاقية التطبيع مع الكيان الصهيوني من داخل الإمارات. اليوم تتعرض للمضايقة والمنع من السفر".

 

من جانبه، غرد الكاتب العراقي جمال المظفر، عبر حسابه في تويتر، قائلا "نتضامن مع الكاتبة الإماراتية ظبية خميس، ونحمل السلطات مسؤولية حمايتها".

وظبية خميس شاعرة وكاتبة قصصية إماراتية، درست العلوم السياسية في جامعة إنديانا عام 1980، وأتمّت الدراسات العليا في جامعتي إكستر ولندن، ثم في الجامعة الأميركية بالقاهرة.

وعملت نائبة مدير التخطيط في مدينة أبو ظبي، ثم مشرفة على البرامج الثقافية في تلفزيون دبي، كما عملت دبلوماسية باحثة بجامعة الدول العربية منذ 1992 حتى 2010، وهي أول سفيرة إماراتية مثلت جامعة الدول العربية في الهند.

 

وعقب إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاتفاق بين الإمارات وإسرائيل لتطبيع علاقاتهما في 13 أغسطس/آب الماضي، كتبت الشاعرة ظبية خميس عبر تويتر: "يوم حزين وكارثي، لا للتطبيع بين إسرائيل والإمارات ودول الخليج العربي". وأضافت "إسرائيل هي عدو الأمة العربية بأسرها".

 

وفي 15 سبتمبر/أيلول الجاري، وقعت الإمارات والبحرين في واشنطن اتفاقيتين لتطبيع علاقاتهما مع إسرائيل، وسط رفض شعبي عربي واسع، واتهامات بخيانة القضية الفلسطينية، في ظل استمرار الاحتلال الإسرائيلي لأرض عربية.

الكاتب