هآرتس العبرية: اتفاق التطبيع مع الإمارات شامل لكل سبل التعاون المشترك
كشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، أن اتفاق التطبيع بين الإمارات وإسرائيل يتضمن بنوداً تتعلق بالتعاون في مجالات مدنية متنوعة، بينها الصحة، والزراعة، والسياحة، والطاقة، وجودة البيئة، والحداثة.
وفي الوقت نفسه لم يتضمن الاتفاق، وفق الصحيفة، المسائل موضع الخلاف مثل حل الدولتين للمشكلة الفلسطينية، وتعليق الضم، أو حتى اتفاقات بين الولايات المتحدة والإمارات لتوريد أسلحة هجومية متطورة.
إضافة إلى ذلك، ليس في الاتفاق تناول محدد للتحدي الذي تشكله إيران في المنطقة، رغم المصلحة المشتركة بين الطرفين لصد خطواتها لتوسيع نفوذها الإقليمي ومنعها من تحقيق قدرة نووية عسكرية.
وبينت الصحيفة أن إدارة "ترامب"، فضلاً عن مصلحتها الكامنة من وراء الاتفاق، في إنجاز سياسي بارز قبيل الانتخابات الرئاسية القريبة القادمة، فإن لها أيضا مصلحة في غرس مفهوم استراتيجي لإعادة تنظيم ميزان القوى في الشرق الأوسط.
فالإدارة تسعى لإقامة ائتلاف إقليمي للدول العربية السُنية البراجماتية، المقربة من الولايات المتحدة، غايته صد تطلعات إيران وتثبيت نفوذ الصين وروسيا في المنطقة.
وكشفت الصحيفة أنه "في احتفال التوقيع، وعد الرئيس ترامب بأن خمس دول أخرى قريبة جداً من إقامة علاقات مع إسرائيل، ويفترض باستكمال عدة شروط لضمان تحقق هذا الوعد: مصالح مشتركة مع إسرائيل ولا سيما في صد المحور الإيراني، والتقدم في حل النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني وإن لم يكن على رأس سلم الأولويات الإقليمي، ومكاسب اقتصادية وعسكرية من الاتفاق مع إسرائيل، وانعدام التزام قيادي أو ديني لتلك الدول في العالم العربي والإسلامي".
وحسب هذه الشروط، وفق الصحيفة، من الصعب الإشارة إلى الدولة التالية في الطابور، فعُمان تقيم منذ الآن علاقات قريبة، وإن لم تكن رسمية مع إسرائيل، ويبدو في هذه المرحلة أنها ستفضل تأجيل القرار وحفظ مكانتها كوسيطة بين الولايات المتحدة ودول الخليج وبين إيران.
كما أن المغرب أيضاً من المتوقع أن يؤجل قراره كي لا يعرض مكانته كرئيس لجنة القدس في منظمة الدول الإسلامية، للخطر.
وسيؤثر نجاح الاتفاقات على قرار دول أخرى الانضمام إلى دائرة التطبيع، وستفحص المردودات التي ستحصل عليها الإمارات والبحرين من الولايات المتحدة، ومع ذلك، توجد احتمالية عالية في اتخاذ خطوات تطبيع حتى بدون إقامة علاقات رسمية، مثل فتح المجال الجوي السعودي أمام الرحلات الجوية الإسرائيلية إلى الإمارات.
و أطلق نشطاء إماراتيون حملة هي الأولى من نوعها من أجل التنديد بالاتفاق بين أبو ظبي وتل أبيب والتأكيد على رفضهم التطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي وعملية الترويج لإسرائيل التي تتولاها دولة الإمارات حالياً، فيما استطاعت الحملة أن تستقطب أعداداً كبيرة من النشطاء والمستخدمين على شبكات التواصل الاجتماعي.
وجاءت حملة “إماراتيون ضد التطبيع” في أعقاب نجاح الحملة السابقة “خليجيون ضد التطبيع” والتي استقطبت أعداداً كبيرة من المغردين والنشطاء والمستخدمين في كافة دول الخليج العربية وتصدرت الحديث على “فيسبوك” و”تويتر” داخل العالم العربي.
وأطلق النشطاء الوسم “#إماراتيون_ضد_التطبيع” للتعبير عن رفضهم لاتفاق التطبيع الإماراتي الإسرائيلي وتنديدهم بالعلاقات بين أبو ظبي وتل أبيب واستنكار الوفد الإسرائيلي الذي زار الإمارات والطائرة الإسرائيلية التي هبطت على أرض مطار أبو ظبي