سلطات حضرموت تشن حملة اعتفالات بصفوف معارضين للتواجد الإماراتي السعودي فيها
كشفت مصادر مطلعة أن السلطات الحاكمة في محافظة حضرموت، شرقي اليمن، شنت حملة اعتقالات بصفوف معارضين للتواجد السعودي الإماراتي بالمحافظة.
وشهدت المدينة خلال الأسابيع الماضية، احتجاجات شعبية لا تزال متواصلة، بلغت حدّ العصيان المدني، الذي لبّت الدعوةَ إليه قطاعاتٌ واسعة، في حين فضّلت قطاعات أخرى التريّث في انتظار ما ستؤول إليه المفاوضات مع السلطة المحلية.
ويأتي تصاعد تلك الاحتجاجات على خلفية فشل السلطة في تأمين احتياجات المواطنين، وإعادة التيار الكهربائي، ووقف الانهيار الحادّ للعملة الوطنية، وتوفير فرص عمل للشباب.
وبلغ الصراع في محافظة حضرموت مستوى تَعطّلت معه جميع مناحي الحياة، الأمر الذي صَعّد من حركة الاحتجاجات الشعبية في المحافظة، وتحديداً في مركزها مدينة المكلا، وصولاً إلى العصيان المدني.
ووفق المصادر ذاتها، فإن "هذا التصاعد واجهه محافظ حضرموت، فرج سالمين البحسني، المتّهم بالفساد، عبر استخدام العنف، إلا أنه لمّا استشعر حراجة الموقف، سارع إلى السفر إلى العاصمة السعودية الرياض، علّه يجد هناك مَن يُخرجه مِن ورطته، وسط معلومات عن استياء قيادات نافذة موالية" للرئيس "عبدربه منصور هادي".
المصادر ذاتها التي تحدثت لصحيفة "الأخبار" اللبنانية، كشفت أن القيادات المذكورة تسعى إلى إقناع "هادي" بإقالة المحافظ وتعيين آخر يكون أكثر ولاءً له.
وأوضحت المصادر أن السلطات الحاكمة بالمحافظة عمدت إلى قمع تحرّكات المعارضين "وعسكرة الحياة المدنية في المكلا، فضلاً عن ملاحقة الناشطين، والاستخدام المفرط للقوة ضدّ المواطنين العزّل، واعتقال العشرات منهم، وأبرزهم مسؤول المجلس الثوري للحراك الجنوبي في المدينة علي بن شحنة".
ووفق المصادر، "بلغ الأمر حدّ التنصّت على هواتف الناشطين والتعرّض لكلّ مَن ينتقد الفساد المستشري في المحافظة".
وللعام السادس على التوالي، يشهد اليمن حربا بين القوات الموالية للحكومة ومسلحي الحوثيين المتهمين بتلقي دعم إيراني، والمسيطرين على محافظات، بينها صنعاء منذ سبتمبر/ أيلول 2014.
ومنذ مارس/آذار 2015، يدعم تحالف عسكري عربي، تقوده الجارة السعودية، القوات الحكومية في مواجهة الحوثيين، ما خلف 112 ألف قتيل، بينهم 12 ألف مدني، وفق تقديرات الأمم المتحدة.