استقصائي للجزيرة: يكشف عن جيوش إلكترونية تمولها الإمارات والسعودية لاستهداف الدول
كشفت شهادات ووثائق بثها برنامج “المسافة صفر” لقناة الجزيرة، أن الإمارات تنطلق من دوافع شخصية في تأجيج أزمتها مع قطر، وتدفع دول الحصار لتسير في فلكها، وشيطنة الدوحة، بتسخير إمكانات مادية معتبرة، لترويج أكاذيب في وسائط التواصل الاجتماعي، مستهدفة عدد من الدول العربية وتركيا.
وجاء في الحلقة الثانية من البرنامج الذي أثار ضجة واسعة في مواقع الإنترنت، أن أبوظبي رمت بكل ثقلها لاستهداف قطر وتركيا والكويت، وبعض الدول الأخرى، واختلاق أزمات وتأجيج الشارع.
وحصل “المسافة صفر” على صور حصرية لمشروع رقمي إماراتي يدعى “عرب إنتلجنس” لاستهداف عدة دول، من بينها إلى جانب قطر وتركيا، وعُمان، كلاً من تركيا والجزائر والأردن، وتلفيق معلومات مغلوطة.
كما تناولت معدة ومقدمة الحلقة تفاصيل حكاية الانقلاب المزعوم في #قطر، فيما عرف بانقلاب “الوكرة”، المرتبط بحسابات وهمية أُطلقت من الرياض وأبوظبي، مع تزوير صور وفيديوهات، ودخول نشطاء من البلدين، للترويج لهذه الإشاعة. وكشف خبراء قدموا شهادات وتحليل مبني على متابعة خوارزميات في موقع “تويتر”، حقائق عن القضية.
والنقطة المثيرة للاهتمام بحسب الخبير أندرياس كريدج المتخصص في الشؤون الاستراتيجية، أن هذه الشائعات تواطئت فيها شخصيات، وبعض المسؤولين من صحيفة “إندبندنت” البريطانية، التي اشترت حقوق طبعتها العربية السعودية، وكان على رأسها رئيس تحريرها، عضوان الأحمري.
واستنتج الباحثون أن السلطات السعودية والإماراتية، تقف خلف تلك الادعاءات، باستخدام حسابات وهمية، تعيد تغريد ما نشرته الحسابات الموثقة المحسوبة على قيادتي البلدين، أي السعودية والإمارات. وصاحب ذلك بروز وسم “تنظيم الحمدين”، وظهرلأول مرة من حساب إماراتي، وغرد عليه أكثر من ٣ ملايين حساب.
وأشار أحد الخبراء والباحثين أن الخوف من “الحمدين”، ناتج من عقدة حكام أبوظبي، من الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الأمير الوالد، والشيخ حمد بن جاسم آل ثاني رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري السابق، لأنهما من الشخصيات المؤثرة، وكان لهما إسهامها المؤثر في المنطقة.
كما تناولت الحلقة تفاصيل عن شركة إماراتية تدير مواقع ومنصات لشن هجوم على قطر، من مصر، إضافة إلى ما قامت به شركة “سماءات” السعودية التي وظفت عاملين في شركة “تويتر”.
الحلقة الثانية من البرنامج تحدثت أيضاً، عن منصات رقمية تنشط منذ 2017، أطلقت حسابات وهمية، مثل “مباشر قطر”، وكانت تدار من مصر.
وكشف البرنامج عن توجيهات رئيس هيئة الطيران المدني الإماراتية، لمسؤولين من دول الحصار، طلب تركيز الإعلام على ربط الطيران المدني القطري بالإرهاب،وفق تسريبات ووثائق من السفارة المصرية في أبوظبي.
وكشفت سلام هنداوي في الفيلم، المزيد من رسائل سيتا المسربة من وزارة الخارجية المصرية، والتي تظهر التنسيق بين دول الحصار لمهاجمة قطر على أكثر من صعيد. كما أبرز الوثائقي، كيف أن القائمين على شركة “دوت دف” الإماراتية، ومنصة “قطريليكس” التي تدار من القاهرة تربطهم علاقات وطيدة مع شخصيات إماراتية بارزة، ومسؤولة بشكل مباشر عن إدارة ملف الحصار.
كما جاء في التحقيق أن الإمارات تستخدم برامج تجسس بعضها إسرائيلية، لاستهداف ليس قطر وتركيا فحسب، بل عواصم أخرى مثل الجزائر والمغرب وعُمان والأردن وموريتانيا والسودان