التليغراف: مرشح الإمارات لرئاسة الإنتربول متهم بتعذيب مواطنين بريطانيين

التليغراف: مرشح الإمارات لرئاسة الإنتربول متهم بتعذيب مواطنين بريطانيين

كشفت صحيفة تلغراف البريطانية (Telegraph) -نقلا عن وثائق مسربة- أن مرشح الإمارات لتولي رئاسة منظمة الشرطة الجنائية الدولية (إنتربول) متهم بالإشراف على "تعذيب" أكاديمي بريطاني.

 

وذكرت الصحيفة أن اللواء أحمد ناصر الريسي، مفتش عام وزارة الداخلية بالإمارات، متهم بارتكاب انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان في الشرق الأوسط، بما في ذلك انتهاكات ضد مواطنين بريطانيين.

 

وأفادت الصحيفة -في تقرير إخباري نشرته اليوم الخميس- بأن منظمة الإنتربول مهددة بأن تفقد مصداقيتها إذا انتُخب الريسي رئيسا لها.

وأوضحت الصحيفة أنها اطلعت على أوراق الحملة الانتخابية "للواء المبتسم، والتي تظهر قائمة طويلة بإنجازاته المهنية، وألقابه الفخرية ومؤهلاته الأكاديمية، بما فيها دبلوم في الإدارة الشرطية من كامبريدج".

 

غير أن طالب دراسات عليا بريطانيًّا يزعم أن الريسي أعطاه مزيجا من المخدرات عندما كان معتقلا في دبي بتهم تتعلق بالتجسس، في حين يتهمه مشجع كرة قدم تعرض للضرب والطعن والصعق بالكهرباء بالمسؤولية عن تعذيبه. ويقول الرجلان إنه يجب ألا يصبح رئيسا للإنتربول بالمرة.

وكان ماثيو هيدجز، طالب الدكتوراه بجامعة درام، احتُجز في زنزانة انفرادية لمدة 6 شهور تقريبا، بعد أن أُلقي القبض عليه بمطار دبي في مايو/أيار 2018 بشبهة التجسس لصالح المخابرات البريطانية الخارجية (إم آي 6).

 

ويقول هيدجز إن مكالماته الهاتفية كانت مراقبة، وأُجبر على التوقيع على اعتراف كاذب، وأُعطي تشكيلة من الأدوية عالية القوة لمساعدته في مقاومة نوبات الهلع والاكتئاب التي ما يزال يتعافى منها.

وحُكم عليه بالسجن مدى الحياة بعد جلسة استماع لم تستغرق إلا 5 دقائق، رغم أن السلطات البريطانية نفت علنا أنه كان عميلا لمخابراتها، لكن عفوا رئاسيا عنه صدر في وقت لاحق من ذلك العام إثر ضغوط دولية.

 

وبصفته مفتشا عاما لوزارة الداخلية، فإن اللواء أحمد ناصر الريسي مسؤول عن تنظيم وإدارة قوات الأمن والشرطة في الإمارات، كما يعتبره الأكاديمي البريطاني هيدجز مسؤولا في نهاية المطاف عن تعذيبه واعتقاله.

 

ويشاطر علي أحمد -وهو مشجع كرة قدم بريطاني اعتقل لارتدائه قميص المنتخب الوطني القطري في إحدى مباريات بطولة الأمم الآسيوية التي أقيمت بالإمارات- ماثيو هيدجز مخاوفه من تولي الريسي أحد أهم المناصب في منظمة أمنية دولية.

وقضى علي أحمد أكثر من أسبوعين في السجن، مؤكدا أنه تعرض للصعق بالكهرباء وحُرم من الطعام والشراب، وأُرغم على التوقيع على اعتراف، ولم يسمح له بالاستعانة بمحامٍ.

 

وتنقل تلغراف عن هيدجز القول إن رئيس الإنتربول القادم يجب أن يكون على دراية تامة بأعباء القيادة، وأن يحترم حكم القانون.

وأضاف هيدجز أن شرطة الإمارات تحت قيادة الريسي تصرفت من دون خوف من محاسبة إزاء حالته هو وعلي وحالات أخرى كثيرة، مشيرا إلى أنهم لن يسمحوا له برئاسة الإنتربول.

 

وبعث كل من هيدجز وعلي أحمد رسالة إلى الأمين العام للإنتربول يورغين ستوك للتعبير عن قلقهما.

وستعقد الجمعية العامة للإنتربول اجتماعا لانتخاب رئيس جديد للمنظمة في ديسمبر/كانون الأول في الإمارات، عقب تغيير مقر الانعقاد من الأوروغواي.

وحصل الريسي على عضوية اللجنة التنفيذية للإنتربول، إلا أنه لم يترشح من قبل لرئاستها.

 

والعام الماضي أكد هيدجز أن تجربته ومحاكمته في الإمارات لن تمر هكذا دون محاسبة، مشيراً في تصريحات لصحيفة "ميدل إيست آي" إلى أنه طلب من محاميه السعي للحصول على اعتراف الإمارات بكل الإنتهاكات غير الإنسانية التي مورست عليه خلال فترة سجنه في الإمارات، مطالباً  جميع الدول في العالم أن تعيد النظر في علاقتها مع الحكومات الاستبدادية ومن بينها حكومة الإمارات.

 

وكلف هيدجز مكتب محاماة دولي متخصص في القضايا الجنائية في لندن،  لمقاضاة سلطات الإمارات بسبب تعرضه للسجن غير القانوني في دبي لقرابة 6 أشهر، واتهامه بالتجسس، مشيرا أنه يسعى إلى مقاضاة من تسببوا في هذه المحنة له، وتبرئة ساحته  من كافة التهم  التي وجهت إليه من قبل سلطات الإمارات، حيث أفرجت عنه سلطات الإمارات بعد تعرضها لضغوط بريطانية ودولية، ولكن دون تبرئة ساحته من التهم الموجهة إليه.

 

الكاتب