العدالة والتنمية ينتصر في تركيا، و ردود فعل متباينة بين الفرح والصدمة
بعد الانتهاء من عملية التصويت في الانتخابات العامة المبكرة في تركيا، كشفت النتائج الأولية شبه الرسمية عن انتصار تاريخي لحزب العدالة والتنمية، وذلك بحصوله على الأغلبية البرلمانية.
وتشير النتائج إلى حصول الحزب الذي يقوده رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو على ما يقارب 49.4% من أجمالي الأصوات، في حين حصل حزب الشعب الجمهوري المعارض على 25.4%، وحزب الحركة القومية على 12%، واكتفى حزب الشعوب الديمقراطي الكردي بنسبة 10.7%.
وتعد هذه النتيجة هي الأعلى تاريخياً للعدالة والتنمية منذ دخوله معترك الانتخابات عام 2002، وحقق الحزب تقدماً بنسبة 8.4% عن الانتخابات الماضية التي جرت في يونيو الماضي والتي حصل فيها على 41% من إجمالي المقاعد فقط.
وتتيح هذه النسبة لحزب العدالة والتنمية فرصة تشكيل الحكومة بمفرده بعد حصوله على الأغلبية البرلمانية، وهو الأمر الذي لم يكن ممكناً بعد انتخابات يونيو الماضي.
وألقى رئيس الحزب أحمد داوود أوغلو خطاب الانتصار في ساحة جلال الدين الرومي في ولاية قونيا مسقط رأسه في كلمة مقتضبة قال فيها: "اليوم لا يوجد مهزوم، وإنما يوجد منتصر، هو أمتنا وجمهوريتنا وديمقراطيتنا"، مضيفاً أن من لم يصوت للعدالة والتنمية لا يجب أن يشعر بالهزيمة.
وحظيت الانتخابات التركية هذه المرة بمتابعة عربية وخليجية واسعة، ويرجع المراقبون ذلك إلى الارتباط الكبير بين نتائج هذه الانتخابات وتأثيرها على العديد من القضايا الساخنة في المنطقة، وبعد أن سادت موجة من التوقعات بعدم حصول العدالة والتنمية على نتيجة أفضل منا سابقتها، كانت المفاجأة مدوية لكل الأطراف بحصوله على الأغلبية البرلمانية.
ردود الأفعال الإماراتية والخليجية تباينت بشكل واضح بين فرحة وصدمة، وعبر الناشط الإماراتي "فاهم" الذي بارك للشعب التركي قائلاً: "مبروك لتركيا ومبروك للسعودية وقطر هذا الحليف القوي ، ولا عزاء للإمارات وإسرائيل"، وتابع في تغريدة أخرى:"المنزعجين من فوز حزب العدالة : إيران الإمارات مصر"السيسي" إسرائيل سوريا "بشار" واتباعهم من اللبراليين والجامية والمرتزقة والأبواق الناطقة".
وبدوره بارك الكاتب أحمد الشيبة النعيمي انتصار العدالة والتنمية قائلا: "انتصار حزب العداله والتنميه في تركيا اليوم هو انتصار للهوية الإسلامية التي قاتل العلمانيون قرنا من الزمان لطمسها في هذا البلد العظيم"، في حين عبر حميد النعيمي عن فرحته بالعديد من التغريدات ذكر في إحداها: "قالها أردوغان مؤمناً بها "لا تحزن إن الله معنا"، العدالة والتنمية بعد عثرته..ينتصر من جديد !!".
واستنكر عدد من النشطاء العنوان الذي اختارته قناة "سكاي نيوز عربية" والتي تبث من أبو ظبي، حيث وصفت الانتخابات التركية بأنها "ديمقراطية الدكتاتور" مشيرة لرجب طيب أردوغان الرئيس التركي، ليردوا بأن القناة تبث إشارتها من قلب الحكم الاستبدادي والدكتاتوري في أبو ظبي، حيث تمارس شتى أنواع التعذيب والانتهاكات بحق كل من يعارض النظام.
على الجانب الآخر، ظهرت علامات الصدمة وخيبة الأمل على العديد من المحسوبين على الحكومة الإماراتية، وبعد أن توعد الكثيرون منهم أردوغان وأوغلو وحزبهما بـ"عدم النوم"، جاءت النتائج مغايرة لتوقعاتهم ولينقلب السحر على الساحر.
ضاحي خلفان نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي عبر عن سخطه من هذه النتائج بعدد من التغريدات ذكر في إحداها: "لا ينتظر من حزب أردوغان إلا خراب الوطن العربي"، مضيفاً في تغريدات لاحقة: "من ضمن مشروع تفتيت الوطن العربي فوز أردوغان لاستكمال هجومه على مصر التي أفشلت المخطط في المرة الأولى لتفتيتها".
وشن النشطاء حملة واسعة من الردود على تغريدات خلفان، لكنه سارع في حذف كل هذه الردود مبقياً على تغريداته كما هي، والتي تعكس تخبطاً وإحباطاً كبيرين بعد إفشال العدالة والتنمية لمخططاته.
بدوره أظهر عبد الخالق عبد الله حنقه وغضبه بطريقة أجبرت المغردين بالرد عليه بطرق ساخرة، حيث كتب عبد الخالق في إحدى تغريداته: "حقيقة أشفق على أنصار أردوغان الليلة، ما صدقوا أن حزبه فاز في الانتخابات، مبروكين رغم أن الفوز لتركيا أولاً والديمقراطية ثانياً ثم حزب العدالة".
واتفقت الحالة الإسرائيلية مع حالة الصدمة والسخط على فوز العدالة والتنمية، حيث علق الباحث الصهيوني افرايم عنبر على النتائج التركية بالقول: "صعود أردوغان نسف البيئة الإقليمية والإستراتيجية لإسرائيل بشكل كارثي" ، فيما قال المعلق الصهيوني برئيل: "في عهد أردوغان غزة أصبحت تحاصر (إسرائيل) وليس العكس".
ختاماً وبهذه المناسبة، يسر أسرة "شؤون إماراتية" أن تتقدم بخالص التهاني والتبريكات للشعب التركي الشقيق على نجاح الانتخابات البرلمانية مع التمنيات لهم بمزيد من التقدم والازدهار.