خبراء أمميون يتهمون الإمارات باحتجاز 18 يمنياً كانوا معتقلين في "غوانتانامو" الأمريكي
اتهم خبراء أمميون، الإمارات باحتجاز 18 يمنيا كانوا معتقلين سابقا في سجين "غوانتانامو" الأمريكي، مطالبين أبوظبي بالتراجع عن خطط ترحيلهم قسرا لبلادهم.
جاء ذلك في بيان أصدره عدد من الخبراء الأمميين، الخميس، بينهم المقرر الخاص المعني بالتعذيب، "نيلز ميلزر"، والمقررة الخاصة المعنية بالإعدامات خارج نطاق القضاء، "أغنيس كالامار".
ويوجد ضمنهم أيضا، المقرر الخاص لتعزيز وحماية حقوق الإنسان في سياق مكافحة الإرهاب، "مارتين شاينين"، إلى جانب أعضاء مجموعة العمل الأممية المعنية بالاحتجاز التعسفي.
وذكر البيان، أنه جرى نقل السجناء السابقين بمعتقل "غوانتانامو" الـ18 إلى الإمارات خلال الفترة ما بين نوفمبر/تشرين الثاني 2015، ويناير/كانون الثاني 2017، حيث يخضعون للاحتجاز هناك منذ وقتها.
وقال إنه "بدلا من إطلاق سراح المعتقلين، تم إخضاعهم للحجز التعسفي المستمر في موقع غير معلوم، والآن هم في خطر إعادتهم القسرية إلى اليمن في ظل تواصل الصراع المسلح والأزمة الإنسانية".
وأفاد بأن "المحتجزين الـ18، أُجبروا على توقيع وثائق يوافقون فيها على إعادتهم إلى اليمن، وإلا يتواصل احتجازهم في الإمارات إلى أجل غير مسمى".
واعتبر البيان، أن عزم أبوظبي على إعادة المعتقلين اليمنيين إلى بلادهم قسرا، "مخالف لحقوق الإنسان والقانون الدولي".
وأردف: "نشعر بمزيد من القلق لأن المعتقلين وبعد سنوات من الاحتجاز في غوانتانامو بدون توجيه اتهامات لهم أو محاكمتهم، يواجهون فترات أخرى طويلة من الاحتجاز بدون اتهامات أو محاكمات بالإمارات".
وتابع: "وذلك في ظل تواصل محدود للغاية مع أسرهم وبدون تمثيل قانوني، فيما يتعرضون لإساءة المعاملة".
وأنشأت الولايات المتحدة، المعتقل المذكور في خليج "غوانتانامو" جنوب شرقي كوبا، ضمن "الحرب العالمية على الإرهاب"، التي قادتها واشنطن في أفغانستان، عقب هجمات 11 أيلول/ سبتمبر 2001.
ويعتبر المعتقل، سلطة مطلقة بحد ذاتها، كونه يقع خارج الأراضي الأمريكية، كما لا ينطبق عليه أي من قوانين حقوق الإنسان، وكانت السلطات الأمريكية فتحته في 2002 لاحتجاز من تشتبه بتورطهم في أعمال إرهابية.
وخلال شهر يناير الماضي تحدث معتقل أفغاني سابق عن تجربته في السجون الإماراتية التي دامت 3 سنوات، وتجربته قبلها في سجن غوانتنامو الأمريكي لمدة 13 سنة.
المعتقل الأفغاني "حمد الله تره خيل"، قال إنه اعتقل بعد ستة شهور من سقوط إمارة طالبان في 2001، واقتيد إلى قاعدة باغرام، ومنها إلى غوانتنامو.
وأضاف حمد الله تره خيل بعد إفراج الإمارات عنه، إن سنوات السجن الـ13 في غوانتنامو، كانت "أرحم" من الثلاث سنوات التي قضاها في الإمارات.
وأوضح تره خيل أنه كان من الزعماء القبليين الذين ساعدوا الأمريكان عند دخولهم أفغانستان، إلا أن ذلك لم يكن ليشفع له، وبعد 13 سنة تمت تبرئته، وتخييره بأي دولة ينتقل إليها، فقال لهم: "أنا مسلم أفضل أي دولة عربية، كدولة قطر أو عُمان أو الإمارات، المهم أن تكون دولة مسلمة"، وأضاف أن الإمارات أخلت بهذا الاتفاق، وتم إنزاله وآخرين في مدينة العين مشيراً إلى ممارسات التعذيب بحقه.
جدير بالذكر أن سجن الرزين يطلق عليه غوانتنامو الإمارات، لشدة ما يقاسيه الأسرى من تعذيب وانتهاكات بداخله، ما دفع العديد من المنظمات الحقوقية الدولية للمطالبة بإغلاقه فضلا عن مطالبة ممثلين أمميين السلطات الإماراتية بالسماح للأمم المتحدة بزيارة هذه السجون وعلى رأسها الرزين للاطمئنان على حياة المعتقلين.