ميدل ايست آي البريطانية: مرشح الإمارات لرئاسة الانتربول متهم بجرائم تعذيب وفوزه بمثابة كارثة
قالت صحيفة "ميدل إيست آي" البريطانية، إن الوصول الوشيك لمسؤول شرطة إماراتي إلى رئاسة الشرطة الدولية "الإنتربول" يعد "كارثيا".
وأوضحت الصحيفة في مقال لبيتر أوبرون، أن مسؤول الشرطة ناصر أحمد الريسي بات أقرب المرشحين لتولي هذا المنصب، رغم سجله الفظيع في الانتهاكات.
وأوضح أوبرون أن الإنتربول بات يساعد المجرمين ويمكنهم، فالرئيس السابق لهذه المنظمة، جاكي سيليبي، أدين باستلام رشاوى من أحد مهربي المخدرات في عام 2010.
أما مينغ هونغوي، الرئيس السابق الآخر للمنظمة، فقد اختفى فجأة في أيلول/ سبتمبر من عام 2018 ليعود ويظهر في موطنه الأصلي الصين، حيث انتهى به المطاف وقد حكم عليه بالسجن ثلاثة عشر عاماً بتهمة قبول الرشاوى، علماً بأن بعض النقاد يقولون إن التهم التي وجهت لهونغوي كانت بدوافع سياسية.
وحذر أوبرون من خطورة توجه "الإنتربول" لمساعدة الأنظمة القمعية ضد معارضيها، مضيفا أن الروايات "تواترت حول نماذج مروعة من الاستخدام السيئ لنظام المذكرة الحمراء. ومن ذلك ما أورده موقع ميدل إيست آي في العام الماضي حول القضية الفظيعة لثلاثة من المعارضين السابقين للنظام في مصر الذين صدرت بحقهم مذكرات حمر بعد هروبهم من البلاد على أثر الانقلاب العسكري الذي قاده الرئيس عبدالفتاح السيسي".
ومن ذلك أيضاً حكاية لاعب كرة القدم البحريني حكيم العريبي الذي اعتقل بناء على واحدة من هذه المذكرات الحمر في تايلند في العام الماضي، وذلك على الرغم من منحه حق اللجوء في أستراليا. وكذلك حكاية دولقون عيسى، الناشط السياسي البارز الإيغوري، الذي لم تسحب المذكرة الحمراء التي أصدرتها الصين بحقه إلا في عام 2018.
ومن نماذج سوء الاستخدام الخطير لهذه المذكرات "حكاية صديقي محمد علي حراث، الرئيس التنفيذي لقناة "إسلام تشانيل"، رجل الأعمال الذي يقيم الآن في لندن، والذي ظل لسنوات يناضل ضد نظام الحكم المستبد الذي كان يترأسه بن علي في تونس، والذي رد على ذلك بأن أصدر بحقه مذكرة حمراء لمطاردته وتوقيفه من قبل الإنتربول، متهماً إياه زوراً بمجموعة من "الجرائم التي تتعلق باستخدام الأسلحة والمتفجرات وبممارسة الإرهاب".
يقول أوبرون إن الريسي، الذي يحتل مقعداً في اللجنة التنفيذية للإنتربول، اتهم بالإشراف بنفسه على تعذيب مواطنين بريطانيين بحسب تقرير نشرته صحيفة التلغراف.
وضع ماثيو هيدجيز، طالب الدراسات العليا في جامعة درهام، رهن الحبس الانفرادي داخل الإمارات العربية المتحدة لشهور بعد أن ألقي القبض عليه في شهر أيار/ مايو من عام 2018 بتهمة التجسس. يقول هيدجيز إنه تعرض خلال تلك الفترة للتعذيب النفسي وأرغم على تناول خلطة من العقاقير لمعالجة نوبات الهلع التي كان يصاب بها.
وقال هيدجيز في تصريح لصحيفة التلغراف إن الريسي، بصفته المفتش العام في وزارة الداخلية الإماراتية والمسؤول عن إدارة قوات الأمن في البلاد، "يتحمل المسؤولية عن تعذيبي واعتقالي".
أما علي أحمد فيقول إنه سجن لعدة أسابيع في العام الماضي بسبب ارتدائه قميصاً يحمل اسم فريق كرة قدم ترعاه دولة قطر. كما يقول أحمد إنه تعرض للطعن والضرب والحرمان من النوم والطعام والماء لعدة أيام.
وفي تصريح لصيحفة التلغراف، يقول علي أحمد: "لا أكاد أصدق أنني بحاجة لأن أطالب منظمة شرطية عالمية مثل الإنتربول بألا تختار رئيساً لها شخصاً {يتحمل في نهاية المطاف} المسؤولية عن تعذيبي". تقول الصحيفة إنها تواصلت مع الريسي لأخذ تعليق منه على الأمر ولكنه لم يرد.
الحقيقة المحزنة بحسب "أوبرون" هي أن الإنتربول لم تكن أبداً منظمة مرضياً عنها كما قد يبدو في بعض الأوقات من الصورة التي تظهر بها أمام العامة. ففي الفترة من منتصف الثلاثينيات إلى منتصف الأربعينيات من القرن الماضي خضعت المنظمة لهيمنة أدولف هتلر، وظلت لعقود عديدة بعد ذلك، كما يقال، ترفض المساعدة في تعقب مجرمي الحرب من النازيين بحجة أنها لا تتورط في الجرائم "السياسية".