صحيفة فايننشال تايمز: خيارات أبوظبي محدودة تجاه تركيا

صحيفة فايننشال تايمز: خيارات أبوظبي محدودة  تجاه تركيا

اعتبرت صحيفة "فايننشال تايمز" خيارات ولي عهد أبوظبي "محمد بن زايد" في عدائه الصارخ ضد تركيا محدودة وغير ناجحة على الأرجح.

ونقلت الصحيفة البريطانية عن مسؤول غربي سابق (لم تسمه) قوله: "هناك القليل مما يمكن للإمارات عمله باستثناء دفتر الشيكات ومبيعات السلاح".

 

وأضاف أن مدى طموحات ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد يتصادم بعقبات حقيقية، "فهو يحاول البحث عن حلفاء لمواجهة تركيا بمن فيهم الأمريكيون، ولهذا جاء تصنيف تركيا مع إيران ولا أعتقد أنه سينجح" حسب قوله.

 

وبحسب تقدير المسؤول الغربي فإن التأثير الإماراتي بلغ بالفعل مداه الأعلى في المنطقة، و"ما حدث في ليبيا هو مثال جيد عليه"، مشيرا إلى أن سياسات أبوظبي ليست تنافسا إقليميا مع أنقرة بقدر ما هي استهداف لتركيا باعتبار أن الإمارات هي "عقل المواجهة ضد التحالف الإسلامي (في المنطقة)".

 

وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن العلاقة مع إسرائيل واليونان ضمن الأوراق  التي يستخدمها "بن زايد"  لتوطيد تحالفه ضد تركيا في المنطقة وأبعد منها.

 

 وبعد أسابيع من توقيع الإمارات اتفاق التطبيع مع (إسرائيل)، أرسل "محمد بن زايد" مقاتلات "إف-16" للمشاركة في مناورة مع اليونان وسط تزايد التوتر مع تركيا.

 

ونقلت "فايننشال تايمز" عن مستشار "محمد بن زايد" السابق، الأكاديمي الإماراتي "عبدالخالق عبدالله" تعليقه على مغزى تلك المناورات متفاخرا: "كانت الإمارات بحاحة لرسالة: نحن هنا أحببت (يا رئيس تركيا) أم كرهت ولم نتخل عن ليبيا".

 

وتحدث "عبدالله" بصراحة عن أهمية التحالف مع مصر والسعودية بالنسبة لبلاده، لكنه استدرك: "نوسع من شبكة أصدقائنا الدوليين- إسرائيل تنضم واليونان موجودة".

 

وأضاف: "بعد الاستماع للتهديدات من المسؤولين الأتراك.. فيساعد بالطبع أن يكون لديك حلف مع إسرائيل"، مشيرا إلى أن بلاده "تشترك بالمعلومات الأمنية وتكون جزءا من تحالف كبير" مع الدولة العبرية.

 

وفي الوقت الذي تقلل فيه تركيا من أهمية الإمارات كبلد صغير، لكن المسؤولين يعون ما يمكن أن تعمله من تأثير في العواصم الغربية.

 

وفي هذا السياق، قال مدير البحث في السياسة الخارجية بمركز سيتا، "محيي الدين أتمان": "لا تخاف تركيا من الإمارات ولكنها تخشى من استخدام الإمارات تأثيرها في الغرب ضدها.. لقد أنفق (محمد بن زايد) مليارات الدولارات على جماعات اللوبي ضد تركيا".

 

وأشار "أتمان" إلى أن "محمد بن زايد" وحليفه ولي عهد السعودية "محمد بن سلمان" حسما أمرهما باتباع سياسة "صفرية" في العلاقة مع تركيا.

 

لم يحدث أن التقى الشيخ محمد والسيد أردوغان معاً منذ 2012، إلا أن ولي العهد استضاف رئيس الوزراء اليوناني كرياكوس ميتسوتاكيس في فبراير / شباط وأجرى معه ما لا يقل عن ثلاث مكالمات هاتفية منذ أن وطد البلدان العلاقات فيما بينهما.
 
وضمنت الصفقة مع إسرائيل للإمارات العربية المتحدة القبول لدى الفرقاء السياسيين في واشنطن – ولعل هذا هو ما كانت ترنو إليه بشكل رئيسي أبوظبي عندما وقعت الاتفاقية. كما أن الشيخ محمد يجد في الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حليفاً راغباً، وهو الذي قدم الدعم السياسي للجنرال حفتر في ليبيا، ويشترك مع الإماراتيين في الهواجس تجاه الحركات الإسلامية، وما فتئ يزداد انتقاداً لسياسة أردوغان الخارجية.
 
ومع أن المسؤولين الأتراك يقللون من أهمية خصمهم الصغير، إلا أن أنقرة تدرك جيداً مدى ما يتمتع به الشيخ محمد من نفوذ في العواصم الغربية.
 
ويقول محيي الدين أتامان، رئيس أبحاث السياسة الخارجية في سيتا، مركز البحث والتفكير الذي يتخذ من أنقرة مقراً له والقريب من حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا: "لا تخشى تركيا من الإمارات العربية المتحدة، ولكنها تخشى من أن تستخدم الإمارات الغرب ضدها ... فمحمد بن زايد ينفق ملايين الدولارات على نشاطات اللوبي ضد تركيا." ويضيف أن الشيخ محمد وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان كلاهما ينهجان سياسة تحول دون تحسين العلاقات مع تركيا.

الكاتب