مشروع استيطاني في أحد أحياء القدس بدعم إمارتي تحت مسمى "وادي السليكون"
تسارع بلدية الاحتلال الإسرائيلي في مدينة القدس المحتلة، الخطى لتحويل أحد الأحياء العربية إلى مركز تكنولوجي وصناعي وتجاري لتغدو شبيهة بالمنطقة الصناعية في خليج سان فرانسيسكو في كاليفورنيا الأمريكية، والتي تعرف بـ"سيليكون فالي"، فيما كشفت بلدية الاحتلال استعداد الشركات الإماراتية للمساهمة في المشروع.
وقالت صحيفة "الأخبار" اللبنانية، إن نائبة رئيس البلدية التابعة للاحتلال في القدس المحتلة، فلر ناحوم، كشفت أن شركات إماراتية أبدت استعدادها للاستثمار في مشروع "وادي السيليكون".
وأشارت إلى أنه لم يبد ذلك مستغربا في ظل مسارعة أبو ظبي إلى التطبيع في شتى المجالات، من تلزيم حجّ الفلسطينيين لـ»شركة موانئ دبي»، وفتح الخطّ البحري للشحن إلى ميناء حيفا المحتلة، إلى تسويق النبيذ الإسرائيلي المصنّع في مستوطنات الجولان السوري المحتل، وليس انتهاءً بتسويق البطاطس الإسرائيلية في محال الخضار.
ووفق ناحوم، التي تحدثت إلى صحيفة «ماكور ريشون» الإسرائيلية، فإن "رجال أعمال وشركات إماراتية أبدوا حماستهم الشديدة للاستثمار والمساعدة، وخاصة أن من مصلحتنا توفير فرص عمل لسكّان هذه الأحياء".
ولفتت إلى أن ما حرّك الإماراتيين للاستثمار في القدس المحتلة "بحجة تحسين الوضع الاقتصادي للمقدسيين"، هو قطع الذراع التركية؛ إذ إنها قدّمت لهم "معلومات عن النفوذ التركي في أوساط المقدسيين... ولمست تخوّفاتهم من تحرّكات الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، (عبر الجمعيات) هناك".
وقبل أشهر أعلنت بلدية القدس التابعة للاحتلال الإسرائيلي، عن إطلاق ما زعمت أنها "خطة تاريخية جديدة" خاصة بشرق مدينة القدس.
وبحسب ما أوردته هيئة البث الإسرائيلية "كان"، فإن "الخطة تشمل مشروعا ضخما لإنشاء وادي السيليكون (السيليكون فالي)، وهو عبارة عن خطة استراتيجية ضخمة، بموجبها سيتم توسيع مساحات قطاع المال والأعمال والمحال التجارية والغرف الفندقية بحجم كبير في الشطر الشرقي من القدس".
وفي إطار هذه الخطة، "سيتم خلال سنوات قليلة معدودة، بناء 200 ألف متر مربع للمصالح التجارية ومراكز تشغيل في الصناعات التقنية الراقية "هايتيك"، إضافة إلى 50 ألف متر مربع لمحلات تجارية إلى جانب 50 ألف متر مربع للفنادق".
الخطّة المطروحة، التي تحمل اسم «وادي سيليكون»، تتركّز، بحسب الشريط الترويجي الذي نشرته البلدية، في حيّ وادي الجوز، وهو جزء من الخطة الخمسية الحكومية «لتطوير القدس وتقليص الفجوات بين غربها وشرقها» بتكلفة إجمالية تصل إلى نحو 700 مليون دولار.
وقال المحامي مهند جبارة، لصحيفة "الأخبار"، إن هناك بلبلة نتيجة "التباس الأمر ربما على وسائل الإعلام، إذ خلط بعضها بين وادي سيليكون ومشروع تنظيم البنى التحتية والشوارع في مركز مدينة القدس المحتلة".
وأوضح أنه "قبل أيام فقط، أودعت البلدية مخططا ضخما يحدد سياسات التنظيم الإسرائيلية في مركز المدينة للقدس الشرقية".
ويتبين أن من شأن المخطط أن يبدل معالم الشوارع العربية، جاعلا بعضها شوارع أرصفة ضمن الرؤية الإسرائيلية التي ستعتمدها البلدية لتنظيم العقارات والمباني والمساحات الفارغة في مركز المدينة شرق القدس المحتلة.
ويحرم المشروع الفلسطينيين، من أيّ مشاركة في تحديد الوضعية التنظيمية للأحياء والأماكن التي يسكنونها، كما أنه يؤثر في حياة أكثر من 300 ألف فلسطيني، ويعيق إمكانية التمدد الديمغرافي، بحسب جبارة، ويطلق على المخطط المذكور أعلاه اسم "مشروع مركز المدينة شرق".
أما مشروع وادي سيليكون، فهدفه وصل شطري المدينة المحتلة في إطار ما يُعرف بـ«القدس الموحدة أو الكبرى عاصمة لإسرائيل»، وطرد المقدسيين من أراضيهم عبر ضرب صلب معيشتهم وأرزاقهم.