هل تتجه الإمارات لتشكيل جبهة معارضة للسيسي ؟!

هل تتجه الإمارات لتشكيل جبهة معارضة للسيسي ؟!

لم يكن يخطر على بال أعظم محلل، أو خبير سياسى، أن تكون الإمارات التي تعتبر من أكثر الدول التي تقدم مساعدات لنظام الرئيس عبدالفتاح السيسى، معقلاً يجمع مناهضيه وخطرًا قد يؤدى لإسقاطه، لاسيما بعد سفر المستشار أحمد الزند المفاجئ للإمارات، بعد ساعات من قرار إقالته أثر تصريحاته المسيئة لمقام النبى صل الله عليه وسلم والتى فجرت غضب المصريين.

وكشفت تقارير إعلامية، عن لقاء جمع الزند والمرشح الرئاسي السابق أحمد شفيق بالإمارات، وذلك بعد دعوة الأخير للوزير المقال، وقد وجه له منصبًا في حزبه الحركة الوطنية بعد استقالة نائبي الحزب المستشار يحيى قدري وصفوت النحاس.

  وقال الدكتور سعيد صادق أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية، إن معارضة الخارج لا تكون غالبًا قوية، منوهًا إلى أن مصيرها الفشل.

 وفى الوقت ذاته اعترض صادق، على وصف المقيمين بالإمارات على أنها معارضة، مؤكدًا أنهم لم يصدروا أي أفعال أو تصريحات تثبت أنهم معارضة نشطة أو معارضة هدفها قلب النظام، وذلك باستثناء تصريحات شفيق بين الحين والآخر التي تظهر الخلاف.  

ورأى أستاذ علم الاجتماع السياسي، في تصريح لـصحيفة"المصريون" المصرية، أن فكرة تعريف الموجودين في الإمارات بالمعارضة، ليست حقيقة، حيث إن تلك الشخصيات من قلب النظام، مشيرًا إلى أن أحمد شفيق كان رئيسًا لمجلس الوزراء وهو محسوب على نظام مبارك، أما الزند فإنه يعتبر أحد أقطاب 30 يونيو، وذلك على عكس الموجودين في اسطنبول الذين يوجهون وسائل إعلام تابعة لهم لمعارضة النظام.

وأرجع صادق، اختيار المخالفين للنظام للإمارات دون غيرها، لعدد من الأسباب، منها أن الإمارات من أكثر البلاد الداعمة للنظام الحالي مما سيرفع عن تلك الشخصيات أي حرج كونهم في بلاد صديقة، مشيرًا إلى أنه على الجانب الرسمي فإن النظام على يقين، بأن الإمارات تستطيع السيطرة والتحكم ولن تستطيع تلك الشخصيات بموجبها ارتكاب أي فعل معاد للنظام.

 وتابع، "كما أنه يمكن أن تكون الإمارات بالنسبة لهم جراج أو مخزن إذا احتاج النظام لتلك الشخصيات في حالة خلو كرسي الرئاسة لظروف طارئة، فإنهم من الممكن أن يطرحوا أنفسهم من جديد كبديل، كأن يتقدم شفيق على أنه البديل باعتبار أنه يملك شعبية وكان مرشحًا لرئاسة الجمهورية، وشخصية لها باع داخل الدولة العميقة ولدى بعض قطاعات المجتمع، فبدلاً من إحراقه في الداخل تقرر إقامته هناك إلى حين.

وقال عمار على حسن الكاتب وأستاذ العلوم السياسية، إن دولة الإمارات، لديها سياسية قديمة في استضافة الشخصيات السياسية، مشيرًا إلى أن الفريق أحمد شفيق لا يستطيع الخروج عن مقتضيات هذه الضيافة وكذلك الأمر بالنسبة لوزير العدل السابق أحمد الزند.

وأضاف الباحث السياسي في تصريحات لـ "المصريون"، أن من حق الزند وشفيق معارضة السلطة الحالية كأي مواطن مصري، بعد خلافهما مع النظام وذلك من خلال القنوات الشرعية، مشيرًا إلى أنه لا يعتقد أن هناك تآمر من جانبهما تجاه الرئيس السيسي باعتبار أن أغلب جماهير الزند وشفيق داعمين بشكل قوى للنظام الحالي. وأوضح عمار، أن مصر لها خصوصية معينة وهى أن الرئيس يدين له الجميع بالولاء ويتحكم هو في جميع مقاليد الأمور، أما ما يدور داخل الغرفة المغلقة لم نطلع عليه حتى نعلق عليه.

وأشار أستاذ العلوم السياسية، إلى أن الأخبار التي تداولت بشأن عرض شفيق، على الزند بأن يتولى منصبًا سياسيًا في حزبه الحركة الوطنية تفيد بأن شفيق رأى في الزند شخصية لها ثقلها من وجهة نظره وستستطيع أن تتعاون معه في مشواره السياسي خاصة بعد توحدهما في الخارج بعد ترك مصر.

الكاتب