الإخبار اللبنانية: وثائق اماراتية مسربة تصف محمد بن سلمان بالمتهور والفاشل

الإخبار اللبنانية: وثائق اماراتية مسربة تصف محمد بن سلمان بالمتهور والفاشل

 

كشفت صحيفة “الأخبار” اللبنانية، الثلاثاء، عن وثائق إماراتية مسربة تتضمن إحداها تقييما لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، يصفه بـ”المتهور والفاشل والسلطوي”، كما تكشف الوثائق أن الرياض ستستمر في مقاطعة طويلة الأمد لقطر وضرب المشاريع القطرية في الإقليم ومحاربة حلفائها.

 

وذكرت الصحيفة أن الوثيقة التي تبدأ بعبارة “سرّي للغاية” صدرت بتاريخ 9 آب/ أغسطس 2019، وتتضمن تقريرا بشأن “حصاد عامين من عهد الأمير محمد بن سلمان في المملكة العربية السعودية”، شاركت في إعداده وحدة في وزارة الخارجية تحمل اسم “وحدة الدراسات الخليجية”.

 

وأوضحت الصحيفة أن التقرير يظهر أن أجهزة الإمارات “تعمل بما يرقى إلى مستوى التجسّس على بن سلمان، وتبدو أحيانا منزعجة من أدائه المتهور والمُضعِف للسياسة السعودية الخارجية”.

 

وجاء في الوثيقة أن ملامح شخصية بن سلمان العنيفة على السلوك السياسي السعودي الخارجي ظهرت قبل وصوله إلى ولاية العهد، لكن ظل وجود الأمير محمد بن نايف كولي للعهد وقوة الحرس القديم، بأطيافه الدبلوماسية والعسكرية والدينية داخل الدولة، عامل ضبط، حتى تقلد بن سلمان ولاية العهد فأصبحت السياسة الخارجية السعودية “أكثر حيوية واندفاعاً وتهوراً في الآن نفسه”.

 

وأوضحت الوثيقة أن ملامح التغيير كانت في عدة أمور، منها التقارب مع البيت الأبيض وتحسن العلاقات السعودية – الأمريكية بعد عقد من التوتر الكامن، إذ مثّلت زيارة بن سلمان إلى البيت الأبيض قبل توليه ولاية العهد بأشهر قليلة بدء أساس التحالف بين صهر ترامب، جاريد كوشنر، وبن سلمان.

 

وأشارت إلى أنه رغم هذه القراءة الرسمية المتفائلة لهذا التقارب، يحذّر مراقبون سعوديون من أن التغيّر في المزاج الأمريكي تجاه إيران في عهد ترامب هو تغيّر تكتيكي يهدف إلى محاولة ابتزاز السعودية بطلب المزيد من الأموال مقابل الحماية. ويرد فريق بن سلمان بأنه مهما حصل فإن ترامب قدّم خدمات كبيرة إلى ولي العهد، أهمّها استئناف مبيعات القنابل الموجهة بدقة، وتملّصه من إدانة السعودية في حربها على اليمن، بالإضافة إلى الموافقة المبدئية بنقل التقنية النووية واستخدام حق النقض ضد سحب القوات الأمريكية من دعم التحالف بقيادة السعودية، وموقف ترامب القوي والراسخ بشأن مقتل جمال خاشقجي.

 

أما التغير الآخر فهو استمرار مقاطعة قطر وتحمّل المزيد من الآثار السياسية والإعلامية، باتفاق خبراء السياسة السعوديين لم يرقَ الأداء السياسي والدبلوماسي السعودي إلى تحقيق هدف إثناء الدوحة عن سلوكها السياسي بشكل قد أدى إلى تحول موقف المملكة والدول المقاطعة من الهجوم إلى الدفاع في الأسابيع الأولى للأزمة، مع ذلك فإن التقدير السعودي لا يزال قائماً على أن الرياض ستستمر في مقاطعة طويلة الأمد لقطر والاستمرار في ضرب جميع المشاريع القطرية في الإقليم، وإضعاف حلفاء قطر.

 

وتشير الوثيقة إلى أن نتائج مقاطعة قطر المضرة بالمملكة، وتوتر العلاقات مع النظام التركي، وغموض الموقف الأمريكي من إيران، وظهور بوادر اختلاف في السياسات مع الإمارات، جعل السياسة السعودية الخارجية أضعف خلال العامين الماضيين.

 

وتلفت إلى اتضاح الموقف السعودي من جماعة الإخوان المسلمين واعتبارهم مصدراً للإرهاب، إذ وبشكل علني واضح، قطع ولي العهد السعودي الشك بالبقين تجاه الإخوان، واتهمهم صراحة باختراق التعليم والإعلام السعوديين، ووعد بالقضاء تماماً عليهم، وتحدث بوضوح عن “مثلث الشر”: “لعثمانيين وإيران والجماعات الإرهابية”، وبأن الإخوان هم حاضنو الإرهابيين.

 

توثيق العلاقات مع الأصوليين الإنجيليين البروتستانت وتبدل الموقف من إسرائيل هو تغير آخر. إذ بعد تسلّم ولي العهد منصبه، كان من الواضح أن تعريف العدو لم يعد ينطبق على إسرائيل كما كان قبل سنوات، إنما أصبح النظام الإيراني، وحصل تقارب ملحوظ في الرؤى بين الرياض وتل أبيب في ما يخص تعريف التهديد المشترك المتأتي من إيران، وهذا دفع إلى اتخاذ خطوات علنية وتدريجية على طريق إقامة علاقة استراتيجية مع إسرائيل.

 

وبحسب تقييم سعودي غير معلن فقد ظهرت فائدة العلاقة مع قوى الأصوليين الإنجيليين البروتستانت بعد حادثة مقتل خاشقجي، فبعد ضغط الكونغرس الأمريكي على الرئيس ترامب بالتخلي عن ولي العهد السعودي تحركت قوى الأصولية الإنجيلية عبر أذرعها القوية ونفوذها وتأثيرها في القرار والإعلام الأمريكيين. وتحذر المدرسة التقليدية في السياسة السعودية من خطر مثل هذا التقارب على صورة المملكة ومكانتها ورصيدها في العالمين العربي والإسلامي.

 

اعتبر التقييم الإماراتي لبن سلمان أن “سلطويته” عامل ضعف كبير جداً له وللمملكة، فحيث أصبح ولي العهد المتهم السعودي الأول في الغرب بتبني سياسات سلطوية، وهي تهمة كانت توجه إلى النظام الحاكم ككل وللأسرة الحاكمة بدون تمييز طوال عقود… وبالتالي فإن الغرب بدأ يرى أن موقف ولي العهد ضعيف، وأنه ملزم تقديم تنازلات حتى يغيروا رأيهم فيه (وهو أمر صعب الحصول عليه) بينما فقد الأمير الشاب القدرة على المناورة السياسية، والظهور في موقع المانح والمانع أمام الخارج، وفقاً لمتطلبات ورؤية مؤسسة الحكم

الكاتب