ميدل إيست سوكر: كيف تتلاقى مصالح الإمارات مع سياسة المستوطنين في القدس

ميدل إيست سوكر: كيف تتلاقى مصالح الإمارات مع سياسة المستوطنين في القدس

بعد الضعف الذي أصاب موقفه بانتصار "جو بايدن" على "دونالد ترامب" في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، يجد رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" نفسه بين المطرقة والسندان، حيث يتنافس كل من الأردن والسلطة الفلسطينية والإمارات للسيطرة على الحرم الشريف، ثالث أقدس الأماكن في الإسلام.

 

ويأتي التنافس للسيطرة على أكثر الأماكن حساسية وتنازعا واحتمالية للانفجار في القدس بالتزامن مع التنافس على خلافة الرئيس الفلسطيني "محمود عباس" البالغ من العمر 84 عاما. ويُدار الحرم الشريف منذ أن احتلت (إسرائيل) القدس الشرقية في حرب عام 1967 من قبل المجلس الأعلى الإسلامي الذي يسيطر عليه الفلسطينيون والأردنيون.

 

وبحسب تقرير لصحيفة "ميدل إيست سوكر " ينطوي التنافس على السيطرة الدينية على المسجد الأقصى على مخاطر متعددة لـ"نتنياهو"، فقد يتسبب انحيازه إلى محاولات الإمارات والسعودية لشق طريقها إلى إدارة الحرم الشريف في تعقيد العلاقات مع الأردن، وكذلك توسيع الخلافات مع السلطة الفلسطينية.

وعززت الإمارات قدرتها على المناورة من خلال إقامة علاقات دبلوماسية رسمية مع (إسرائيل) والاندفاع لإقامة علاقات أوثق مع النخب السياسية والأمنية والاقتصادية في البلاد.

 

وفي إحدى المفارقات، وجدت الإمارات أرضية مشتركة مع حركة الاستيطان الإسرائيلية واليمين اليهودي المتطرف في رغبتهما في إضعاف السيطرة الأردنية الفلسطينية على الحرم الشريف ومواجهة الجهود التركية لإذكاء المشاعر القومية والدينية الفلسطينية؛ حيث يطالب المستوطنون واليمين المتطرف بتدويل إدارة الحرم الشريف، وهو ما يصب في مصلحة الإمارات.

 

ويقول "جوشيا روتنبرج"، عضو مجلس محافظي منتدى الشرق الأوسط، وهي مؤسسة فكرية يمينية مقرها فيلادلفيا: "من المفارقات، أن الدعوات إلى مثل هذا الترتيب قد تأتي من المسلمين في البلدان التي قامت بتطبيع علاقاتها مع (إسرائيل) ووجدوا أنه من المهين أن تحاول مجموعة صغيرة من الفلسطينيين منعهم من زيارة أحد أهم مقدساتهم".

 

وأدى اعتراف الإمارات بـ (إسرائيل) واستعدادها للتعامل ليس فقط مع الشركات الموجودة على حدود (إسرائيل) قبل عام 1967 ولكن أيضا مع تلك التي توجد مقارها في المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، والاستثمار في حديقة تكنولوجية في القدس الشرقية، إلى إشعال حرب كلامية مع الفلسطينيين. وأثار ذلك حوادث مع الزائرين الإماراتيين للحرم الشريف.

 

وقال زعيم المستوطنات "يوسي دجان"، بعد أن ترأس وفد المستوطنين في زيارة إلى دبي لمناقشة الفرص التجارية: "يواصل معظم مواطني (إسرائيل)، بمن فيهم أنا، مطالبة رئيس الوزراء نتنياهو بتطبيق السيادة الكاملة على يهودا والسامرة (الضفة الغربية)".

وعززت الزيارة التأكيدات الفلسطينية على أن إقامة علاقات دبلوماسية بين (إسرائيل) والدول العربية قبل حل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي من شأنه أن يعزز الاحتلال الإسرائيلي بدلا من فتح الباب أمام إقامة دولة فلسطينية إلى جانب (إسرائيل).

 

وقال الوزير الفلسطيني الأسبق لشؤون القدس "خالد أبو عرفة" إن "الصفقة الإسرائيلية الإماراتية تثير القلق والخوف داخل الأوقاف الأردنية وبين الفلسطينيين، لأنها تهدف إلى إعطاء الإمارات دورا جديدا داخل الأقصى".

وبعد استقالته من مجلس أمناء "منتدى تعزيز السلم" (مقره أبوظبي وتأسس لإبراز الإمارات كمنارة لـ"الإسلام المعتدل") فور إعلان تطبيع العلاقات الإماراتية الإسرائيلية، حرّم مفتي القدس "محمد حسين" الإماراتيين من زيارة المسجد الأقصى والصلاة فيه.

 

وتعرض وفد أعمال إماراتي زار (إسرائيل) الشهر الماضي للاعتداء اللفظي، وطلب منهم المصلون الفلسطينيون العودة إلى منازلهم عندما ذهبوا للصلاة في المسجد. ووبخ رئيس الوزراء الفلسطيني "محمد اشتية" الإماراتيين قائلا: "على المرء أن يدخل بوابات المسجد الأقصى المبارك عن طريق أصحابه، وليس عبر أبواب الاحتلال".

 

ورد "ليث العوضي"، وهو مواطن إماراتي، قائلا: "سنزور الأقصى لأنه ليس ملك لكم، فهو ملك لجميع المسلمين". ورأى المحامي والكاتب السعودي "عبد الرحمن اللاحم" أنه "من المهم للغاية بالنسبة للإماراتيين والبحرينيين أن يناقشوا مع (إسرائيل) سبل تحرير المسجد الأقصى من (البلطجية) الفلسطينيين لحماية زواره من البلطجة".

 

وتراجع "عباس" عن المصالحة بين "فتح" و"حماس" أملا في سياسة أكثر تعاطفا من قبل إدارة "بايدن" القادمة. وكان "عباس" قد قطع العلاقات مع الولايات المتحدة بعد أن قدم "ترامب" خطة سلام إسرائيلية فلسطينية أيدت الضم واعترفت بالقدس عاصمة لـ (إسرائيل) وقطع التمويل عن الفلسطينيين.

 

وتساور المسؤولون الفلسطينيون شكوك في أن الإمارات، بدعم من (إسرائيل)، تضع "محمد دحلان" المقيم في أبوظبي وله علاقات وثيقة مع ولي العهد "محمد بن زايد" وكذلك المسؤولين الأمريكيين، كخليفة محتمل لـ "عباس".

وقد يُصاب "عباس" بخيبة أمل من مدى تغيير إدارة "بايدن" لسياسة "ترامب"، حين يجد أنها قد لا تعارض توسيع إدارة الحرم الشريف.

 

وفي مقابلة مع "تايمز أوف إسرائيل"، أشار "أنطوني بلينكن"، كبير مستشاري السياسة الخارجية لـ "بايدن"، والمسؤول الكبير السابق في عهد الرئيس "باراك أوباما"، إلى أن "بايدن"، على عكس "ترامب"، سيعارض الجهود الإسرائيلية لضم أجزاء من الضفة الغربية، وأنه يمكن أن يتبنى موقفا أكثر انتقادا تجاه توسيع المستوطنات الإسرائيلية القائمة.

 

ومن المرجح أن تؤيد الإمارات هذا الموقف بالرغم من تعامل الإمارات مع المستوطنين.

وأصر "بلينكن" على أن حل الدولتين للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني هو "السبيل الوحيد لضمان مستقبل (إسرائيل) كدولة يهودية وديمقراطية وأيضا لتحقيق حق الفلسطينيين في دولة خاصة بهم".

 

وقال "بلينكن" إن إدارة "بايدن" ستسعى إلى ضمان أن "لا يتخذ أي من الطرفين خطوات أحادية إضافية تجعل احتمالية الدولتين أكثر بعدا أو تقضي عليها تماما".

ولكن يمكن لإدارة "بايدن" أن ترى توسيع نطاق إدارة الحرم الشريف باعتبارها طريقة لتحقيق هذا الهدف.

تسارع بلدية الاحتلال الإسرائيلي في مدينة القدس المحتلة، الخطى لتحويل أحد الأحياء العربية إلى مركز تكنولوجي وصناعي وتجاري لتغدو شبيهة بالمنطقة الصناعية في خليج سان فرانسيسكو في كاليفورنيا الأمريكية، والتي تعرف بـ"سيليكون فالي"، فيما كشفت بلدية الاحتلال استعداد الشركات الإماراتية للمساهمة في المشروع.

 

وقالت صحيفة "الأخبار" اللبنانية، إن نائبة رئيس البلدية التابعة للاحتلال في القدس المحتلة، فلر ناحوم، كشفت أن شركات إماراتية أبدت استعدادها للاستثمار في مشروع "وادي السيليكون".

 

وأشارت إلى أنه لم يبد ذلك مستغربا في ظل مسارعة أبو ظبي إلى التطبيع في شتى المجالات، من تلزيم حجّ الفلسطينيين لـ»شركة موانئ دبي»، وفتح الخطّ البحري للشحن إلى ميناء حيفا المحتلة، إلى تسويق النبيذ الإسرائيلي المصنّع في مستوطنات الجولان السوري المحتل، وليس انتهاءً بتسويق البطاطس الإسرائيلية في محال الخضار.

 

ووفق ناحوم، التي تحدثت إلى صحيفة «ماكور ريشون» الإسرائيلية، فإن "رجال أعمال وشركات إماراتية أبدوا حماستهم الشديدة للاستثمار والمساعدة، وخاصة أن من مصلحتنا توفير فرص عمل لسكّان هذه الأحياء".

 

ولفتت إلى أن ما حرّك الإماراتيين للاستثمار في القدس المحتلة "بحجة تحسين الوضع الاقتصادي للمقدسيين"، هو قطع الذراع التركية؛ إذ إنها قدّمت لهم "معلومات عن النفوذ التركي في أوساط المقدسيين... ولمست تخوّفاتهم من تحرّكات الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، (عبر الجمعيات) هناك".

 

وقال "خليل تفكجي"، خبير الخرائط السياسية في القدس، إنه يعتقد أن النهج الإماراتي تجاه القدس سبقته خطة سعودية للتواصل مع شخصيات في القدس لإيجاد موطئ قدم في المدينة، لكن الفلسطينيين رفضوا مبادراتهم.

وإذا وصل المصلون الإماراتيون للصلاة في المسجد الأقصى، فإنهم سيؤدون الصلاة فقط في الأماكن المغلقة خوفا من رد الفعل الفلسطيني.

 

وإلى جانب هدف جلب مليوني مسلم إلى الأقصى، فقد أعلن وزير شؤون القدس الإسرائيلي "رافي بيرتس"، عن خطة لجلب آلاف السائحين من الإمارات إلى القدس للصلاة والإقامة في فنادقها، ويتم كل هذا في محاولة لترسيخ مكانة القدس كعاصمة لإسرائيل.

 

ويعتقد بعض المحللين الفلسطينيين أن خطة الإمارات لجلب المصلين إلى المسجد قد لا تنجح، مشيرين إلى أن الإماراتيين قد لا يتوافدون بأعداد كبيرة، حيث سيزور معظمهم تل أبيب بغرض السياحة والترفيه.

كما أثار النهج الإسرائيلي - الإماراتي مخاوف لدى سلطات الوقف التي تدير المسجد الأقصى والتي تخشى من تهميش الأدوار الأردنية والفلسطينية.

 

وتزعم آلة الدعاية الإماراتية، في سياق تسويق التطبيع مع إسرائيل، أن الاتفاقية تزيد من حرية وصول المسلمين لزيارة المسجد الأقصى، وكأن هذه الزيارات تعني التحرر من الاحتلال الإسرائيلي.

توصلت الإمارات بالفعل إلى اتفاق مع بلدية القدس لبناء منطقة صناعية تكنولوجية في حي وادي الجوز بالقدس الشرقية المحتلة، بتكلفة تقدر بملياري شيكل، أي حوالي 600 مليون دولار.

وقال "جمال عمرو"، الخبير في شؤون القدس إن "هناك فلسطينيين مقدسيين مشاركين في المشروع، ويعتبرون أنفسهم مبعوثين للإمارات في الساحة الفلسطينية، لقد قاموا بعملية غسيل مخ  لبعض المقدسيين لإقناعهم بالمشاركة في هذه المشاريع".

 

والشهر الماضي أصدر مجلس الإفتاء الأعلى في فلسطين، بيانا، أدان فيه تلك الزيارات التي تقوم بها جماعات من المطبعين مع سلطات الاحتلال للمسجد، والصلاة فيه، تحت حماية شرطة الاحتلال، وبمرافقة موظفين من الخارجية الإسرائيلية.

 

واعتبر المجلس في بيان أصدره، عقب جلسة برئاسة المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، رئيس مجلس الإفتاء الأعلى، الشيخ محمد حسين، أن هذه “الزيارات التطبيعية” لا تختلف عن الاقتحامات المتكررة لجنود الاحتلال ومستوطنيه، الذين يدنسون ساحات المسجد الأقصى تحت حماية جنود الاحتلال.

بعد الضعف الذي أصاب موقفه بانتصار "جو بايدن" على "دونالد ترامب" في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، يجد رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" نفسه بين المطرقة والسندان، حيث يتنافس كل من الأردن والسلطة الفلسطينية والإمارات للسيطرة على الحرم الشريف، ثالث أقدس الأماكن في الإسلام.

 

ويأتي التنافس للسيطرة على أكثر الأماكن حساسية وتنازعا واحتمالية للانفجار في القدس بالتزامن مع التنافس على خلافة الرئيس الفلسطيني "محمود عباس" البالغ من العمر 84 عاما. ويُدار الحرم الشريف منذ أن احتلت (إسرائيل) القدس الشرقية في حرب عام 1967 من قبل المجلس الأعلى الإسلامي الذي يسيطر عليه الفلسطينيون والأردنيون.

 

وبحسب تقرير لصحيفة "ميدل إيست سوكر " ينطوي التنافس على السيطرة الدينية على المسجد الأقصى على مخاطر متعددة لـ"نتنياهو"، فقد يتسبب انحيازه إلى محاولات الإمارات والسعودية لشق طريقها إلى إدارة الحرم الشريف في تعقيد العلاقات مع الأردن، وكذلك توسيع الخلافات مع السلطة الفلسطينية.

وعززت الإمارات قدرتها على المناورة من خلال إقامة علاقات دبلوماسية رسمية مع (إسرائيل) والاندفاع لإقامة علاقات أوثق مع النخب السياسية والأمنية والاقتصادية في البلاد.

 

وفي إحدى المفارقات، وجدت الإمارات أرضية مشتركة مع حركة الاستيطان الإسرائيلية واليمين اليهودي المتطرف في رغبتهما في إضعاف السيطرة الأردنية الفلسطينية على الحرم الشريف ومواجهة الجهود التركية لإذكاء المشاعر القومية والدينية الفلسطينية؛ حيث يطالب المستوطنون واليمين المتطرف بتدويل إدارة الحرم الشريف، وهو ما يصب في مصلحة الإمارات.

 

ويقول "جوشيا روتنبرج"، عضو مجلس محافظي منتدى الشرق الأوسط، وهي مؤسسة فكرية يمينية مقرها فيلادلفيا: "من المفارقات، أن الدعوات إلى مثل هذا الترتيب قد تأتي من المسلمين في البلدان التي قامت بتطبيع علاقاتها مع (إسرائيل) ووجدوا أنه من المهين أن تحاول مجموعة صغيرة من الفلسطينيين منعهم من زيارة أحد أهم مقدساتهم".

 

وأدى اعتراف الإمارات بـ (إسرائيل) واستعدادها للتعامل ليس فقط مع الشركات الموجودة على حدود (إسرائيل) قبل عام 1967 ولكن أيضا مع تلك التي توجد مقارها في المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، والاستثمار في حديقة تكنولوجية في القدس الشرقية، إلى إشعال حرب كلامية مع الفلسطينيين. وأثار ذلك حوادث مع الزائرين الإماراتيين للحرم الشريف.

 

وقال زعيم المستوطنات "يوسي دجان"، بعد أن ترأس وفد المستوطنين في زيارة إلى دبي لمناقشة الفرص التجارية: "يواصل معظم مواطني (إسرائيل)، بمن فيهم أنا، مطالبة رئيس الوزراء نتنياهو بتطبيق السيادة الكاملة على يهودا والسامرة (الضفة الغربية)".

وعززت الزيارة التأكيدات الفلسطينية على أن إقامة علاقات دبلوماسية بين (إسرائيل) والدول العربية قبل حل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي من شأنه أن يعزز الاحتلال الإسرائيلي بدلا من فتح الباب أمام إقامة دولة فلسطينية إلى جانب (إسرائيل).

 

وقال الوزير الفلسطيني الأسبق لشؤون القدس "خالد أبو عرفة" إن "الصفقة الإسرائيلية الإماراتية تثير القلق والخوف داخل الأوقاف الأردنية وبين الفلسطينيين، لأنها تهدف إلى إعطاء الإمارات دورا جديدا داخل الأقصى".

وبعد استقالته من مجلس أمناء "منتدى تعزيز السلم" (مقره أبوظبي وتأسس لإبراز الإمارات كمنارة لـ"الإسلام المعتدل") فور إعلان تطبيع العلاقات الإماراتية الإسرائيلية، حرّم مفتي القدس "محمد حسين" الإماراتيين من زيارة المسجد الأقصى والصلاة فيه.

 

وتعرض وفد أعمال إماراتي زار (إسرائيل) الشهر الماضي للاعتداء اللفظي، وطلب منهم المصلون الفلسطينيون العودة إلى منازلهم عندما ذهبوا للصلاة في المسجد. ووبخ رئيس الوزراء الفلسطيني "محمد اشتية" الإماراتيين قائلا: "على المرء أن يدخل بوابات المسجد الأقصى المبارك عن طريق أصحابه، وليس عبر أبواب الاحتلال".

 

ورد "ليث العوضي"، وهو مواطن إماراتي، قائلا: "سنزور الأقصى لأنه ليس ملك لكم، فهو ملك لجميع المسلمين". ورأى المحامي والكاتب السعودي "عبد الرحمن اللاحم" أنه "من المهم للغاية بالنسبة للإماراتيين والبحرينيين أن يناقشوا مع (إسرائيل) سبل تحرير المسجد الأقصى من (البلطجية) الفلسطينيين لحماية زواره من البلطجة".

 

وتراجع "عباس" عن المصالحة بين "فتح" و"حماس" أملا في سياسة أكثر تعاطفا من قبل إدارة "بايدن" القادمة. وكان "عباس" قد قطع العلاقات مع الولايات المتحدة بعد أن قدم "ترامب" خطة سلام إسرائيلية فلسطينية أيدت الضم واعترفت بالقدس عاصمة لـ (إسرائيل) وقطع التمويل عن الفلسطينيين.

 

وتساور المسؤولون الفلسطينيون شكوك في أن الإمارات، بدعم من (إسرائيل)، تضع "محمد دحلان" المقيم في أبوظبي وله علاقات وثيقة مع ولي العهد "محمد بن زايد" وكذلك المسؤولين الأمريكيين، كخليفة محتمل لـ "عباس".

وقد يُصاب "عباس" بخيبة أمل من مدى تغيير إدارة "بايدن" لسياسة "ترامب"، حين يجد أنها قد لا تعارض توسيع إدارة الحرم الشريف.

 

وفي مقابلة مع "تايمز أوف إسرائيل"، أشار "أنطوني بلينكن"، كبير مستشاري السياسة الخارجية لـ "بايدن"، والمسؤول الكبير السابق في عهد الرئيس "باراك أوباما"، إلى أن "بايدن"، على عكس "ترامب"، سيعارض الجهود الإسرائيلية لضم أجزاء من الضفة الغربية، وأنه يمكن أن يتبنى موقفا أكثر انتقادا تجاه توسيع المستوطنات الإسرائيلية القائمة.

 

ومن المرجح أن تؤيد الإمارات هذا الموقف بالرغم من تعامل الإمارات مع المستوطنين.

وأصر "بلينكن" على أن حل الدولتين للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني هو "السبيل الوحيد لضمان مستقبل (إسرائيل) كدولة يهودية وديمقراطية وأيضا لتحقيق حق الفلسطينيين في دولة خاصة بهم".

 

وقال "بلينكن" إن إدارة "بايدن" ستسعى إلى ضمان أن "لا يتخذ أي من الطرفين خطوات أحادية إضافية تجعل احتمالية الدولتين أكثر بعدا أو تقضي عليها تماما".

ولكن يمكن لإدارة "بايدن" أن ترى توسيع نطاق إدارة الحرم الشريف باعتبارها طريقة لتحقيق هذا الهدف.

تسارع بلدية الاحتلال الإسرائيلي في مدينة القدس المحتلة، الخطى لتحويل أحد الأحياء العربية إلى مركز تكنولوجي وصناعي وتجاري لتغدو شبيهة بالمنطقة الصناعية في خليج سان فرانسيسكو في كاليفورنيا الأمريكية، والتي تعرف بـ"سيليكون فالي"، فيما كشفت بلدية الاحتلال استعداد الشركات الإماراتية للمساهمة في المشروع.

 

وقالت صحيفة "الأخبار" اللبنانية، إن نائبة رئيس البلدية التابعة للاحتلال في القدس المحتلة، فلر ناحوم، كشفت أن شركات إماراتية أبدت استعدادها للاستثمار في مشروع "وادي السيليكون".

 

وأشارت إلى أنه لم يبد ذلك مستغربا في ظل مسارعة أبو ظبي إلى التطبيع في شتى المجالات، من تلزيم حجّ الفلسطينيين لـ»شركة موانئ دبي»، وفتح الخطّ البحري للشحن إلى ميناء حيفا المحتلة، إلى تسويق النبيذ الإسرائيلي المصنّع في مستوطنات الجولان السوري المحتل، وليس انتهاءً بتسويق البطاطس الإسرائيلية في محال الخضار.

 

ووفق ناحوم، التي تحدثت إلى صحيفة «ماكور ريشون» الإسرائيلية، فإن "رجال أعمال وشركات إماراتية أبدوا حماستهم الشديدة للاستثمار والمساعدة، وخاصة أن من مصلحتنا توفير فرص عمل لسكّان هذه الأحياء".

 

ولفتت إلى أن ما حرّك الإماراتيين للاستثمار في القدس المحتلة "بحجة تحسين الوضع الاقتصادي للمقدسيين"، هو قطع الذراع التركية؛ إذ إنها قدّمت لهم "معلومات عن النفوذ التركي في أوساط المقدسيين... ولمست تخوّفاتهم من تحرّكات الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، (عبر الجمعيات) هناك".

 

وقال "خليل تفكجي"، خبير الخرائط السياسية في القدس، إنه يعتقد أن النهج الإماراتي تجاه القدس سبقته خطة سعودية للتواصل مع شخصيات في القدس لإيجاد موطئ قدم في المدينة، لكن الفلسطينيين رفضوا مبادراتهم.

وإذا وصل المصلون الإماراتيون للصلاة في المسجد الأقصى، فإنهم سيؤدون الصلاة فقط في الأماكن المغلقة خوفا من رد الفعل الفلسطيني.

 

وإلى جانب هدف جلب مليوني مسلم إلى الأقصى، فقد أعلن وزير شؤون القدس الإسرائيلي "رافي بيرتس"، عن خطة لجلب آلاف السائحين من الإمارات إلى القدس للصلاة والإقامة في فنادقها، ويتم كل هذا في محاولة لترسيخ مكانة القدس كعاصمة لإسرائيل.

 

ويعتقد بعض المحللين الفلسطينيين أن خطة الإمارات لجلب المصلين إلى المسجد قد لا تنجح، مشيرين إلى أن الإماراتيين قد لا يتوافدون بأعداد كبيرة، حيث سيزور معظمهم تل أبيب بغرض السياحة والترفيه.

كما أثار النهج الإسرائيلي - الإماراتي مخاوف لدى سلطات الوقف التي تدير المسجد الأقصى والتي تخشى من تهميش الأدوار الأردنية والفلسطينية.

 

وتزعم آلة الدعاية الإماراتية، في سياق تسويق التطبيع مع إسرائيل، أن الاتفاقية تزيد من حرية وصول المسلمين لزيارة المسجد الأقصى، وكأن هذه الزيارات تعني التحرر من الاحتلال الإسرائيلي.

توصلت الإمارات بالفعل إلى اتفاق مع بلدية القدس لبناء منطقة صناعية تكنولوجية في حي وادي الجوز بالقدس الشرقية المحتلة، بتكلفة تقدر بملياري شيكل، أي حوالي 600 مليون دولار.

وقال "جمال عمرو"، الخبير في شؤون القدس إن "هناك فلسطينيين مقدسيين مشاركين في المشروع، ويعتبرون أنفسهم مبعوثين للإمارات في الساحة الفلسطينية، لقد قاموا بعملية غسيل مخ  لبعض المقدسيين لإقناعهم بالمشاركة في هذه المشاريع".

 

والشهر الماضي أصدر مجلس الإفتاء الأعلى في فلسطين، بيانا، أدان فيه تلك الزيارات التي تقوم بها جماعات من المطبعين مع سلطات الاحتلال للمسجد، والصلاة فيه، تحت حماية شرطة الاحتلال، وبمرافقة موظفين من الخارجية الإسرائيلية.

 

واعتبر المجلس في بيان أصدره، عقب جلسة برئاسة المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، رئيس مجلس الإفتاء الأعلى، الشيخ محمد حسين، أن هذه “الزيارات التطبيعية” لا تختلف عن الاقتحامات المتكررة لجنود الاحتلال ومستوطنيه، الذين يدنسون ساحات المسجد الأقصى تحت حماية جنود الاحتلال.

الكاتب