فورين بوليسي: بصمات الإمارات حاضرة في حرب إثيوبيا على تيجراي

فورين بوليسي: بصمات الإمارات حاضرة في حرب إثيوبيا على تيجراي

جاء اتهام الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي الإثيوبية لحكومة آبي أحمد باستخدام طائرات إماراتية مسيرة  في عملياتها العسكرية ضد المدنيين بالإقليم ، ليسلط الضوء على التدخل الإماراتي في العمليات العسكرية التي تشهدها أثيوبيا.

 

وكان المتحدث باسم الجبهة لغيتاشيو رضا، أشار في تصريح له على صفحة مكتب إعلام إقليم تيغراي عبر "فيسبوك"، إلى أن "رئيس وزراء إثيوبيا يعتمد الآن على دعم الطائرات من دون طيار الإماراتية المتمركزة في (مدينة) عصب الإريترية في حربه المدمرة ضد شعب تيغراي" ما يجعل أبوظبي حاضرة وبقوة في الحرب التي قد تحدث فوضى في الشرق الأفريقي.

 

هكذا تحدثت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، في تقرير لها، قال إن ذات القاعدة تستخدمها الإمارات في حربها باليمن؛ ما جعل بصمات رئيس إريتريا "أسياس أفورقي"، منتشرة في جميع الحروب المختلفة.

 

وكانت جبهة تحرير تيجراي، اتهمت في وقت سابق، الإمارات بدعم الحكومة الإثيوبية في الحرب الجارية، بالطائرات المسيرة، مؤكدة أن هذه الطائرات تنطلق من القاعدة الإماراتية العسكرية في عصب بإرتيريا.

 

ونقلت المجلة، توقع المدير التنفيذي لمؤسسة السلام العالمي "أليكس دي وال"، أن يستمر الصراع العسكري في إثيوبيا ليهدد استقرار هذه الدولة، ويحدث فوضى بشرق أفريقيا، كما سيدمر مؤسسات الاتحاد الأفريقي الهشة من أجل السلام والأمن، إذا لم تسارع واشنطن لوقفه.

 

وقال تقرير المجلة، إن الخلاف بين الأطراف المتصارعة في إثيوبيا من الصعب حله؛ لأنه يبدأ بتكذيب الحكومة الفدرالية برئاسة "آبي أحمد علي"، وجبهة تحرير شعب تيجراي، كل منهما الآخر بشأن من بدأ الطلقة الأولى.

 

ويمتد الخلاف إلى التفسير الدقيق للدستور والسلطات التي يمنحها للحكومة المركزية وللمناطق، وإلى التدخلات الخارجية من قبل إريتريا والإمارات حاليا.

 

ولا تستبعد المجلة، تدخل المزيد من دول الجوار والدول الأخرى في هذا الصراع، إذا لم يتم وقفه في وقت مبكر.

 

ويقول التقرير، إنه مع كل يوم يمر وكل مذبحة للمدنيين وكل هجوم جوي أو بري على بلدات إقليم تيجراي ومدنه وكل صاروخ يطلقه الإقليم على مدينة أخرى في إثيوبيا أو في إريتريا المجاورة، تتراكم المظالم، ومخاطر الفوضى العنيفة في جميع أنحاء البلاد والدول المجاورة.

 

وقال "دي وال"، إن هناك درسا بسيطا للإدارة الأمريكية، وهو أنه من السهل أن تبدأ الحروب في إثيوبيا، لكن من الصعب وقفها، ولذلك من الأفضل وقف العمليات العسكرية قبل أن تتصاعد وتنتشر.

 

والواضح أيضا، حسب "دي وال"، أنه مع المعارك الضارية والغارات الجوية والهجمات الصاروخية وهجمات المشاة الحاشدة ومذابح المدنيين، أن هذه الحرب حرب كبرى لن تنتهي باستيلاء الجيش الإثيوبي على مدن تيجراي وإعلان النصر.

 

وقال إن حرب إثيوبيا ستتحول إلى حرب عصابات يتحول فيها "آبي أحمد" إلى الخطاب القومي، وتنغمس وسائل الإعلام الإثيوبية في خطاب الكراهية المناهض لتيجراي؛ الأمر الذي لن يؤدي إلا إلى تعميق انقسامات المجتمع.

 

وأضاف أن التاريخ يجب أن يكون هو المرشد، فحروب إثيوبيا تقتل عشرات الآلاف إن لم يكن الملايين، وتفتح الباب للمجاعات، والنصر فيها مجرد أوهام، وهناك سياسة واحدة منطقية للتعامل معها، وهي وقفها باكرا بحظر الأسلحة والعقوبات وحظر السفر وكل ما يمكن عمله في هذا الاتجاه، محذرا من أن الأسابيع القليلة المقبلة حاسمة.

 

وبدأت في 4 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، مواجهات مسلحة بين الجيش الإثيوبي و"الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي" في الإقليم.

 

وهيمنت الجبهة الشعبية على الحياة السياسية في إثيوبيا لنحو 3 عقود، قبل أن يصل "آبي أحمد" إلى السلطة، ليصبح أول رئيس وزراء من عرقية "أورومو".

 

غير أن الجبهة التي تشكو من تهميش انفصلت عن الائتلاف الحاكم، وتحدت "آبي أحمد"، بإجراء انتخابات إقليمية في سبتمبر/ أيلول الماضي، وصفتها الحكومة بأنها "غير قانونية"، في ظل قرار فيدرالي بتأجيل الانتخابات خلال فترة جائحة كورونا.

 

و"أورومو" أكبر عرقية في إثيوبيا بنسبة 34.9% من السكان، البالغ عددهم نحو 108 ملايين نسمة، فيما تعد "تيجراي" ثالث أكبر عرقية بــ7.3%.

الكاتب