رئيس مجلس الأمة في الجزائر ينتقد الإمارات ويتهمها باستهداف المواقف العربية الثورية
انتقد رئيس مجلس الأمة في الجزائر بالإنابة، صالح قوجيل، وهو الرجل الثاني في الدولة، خطوة الإمارات في الصحراء الغربية بفتحها قنصلية في مدينة العيون، وتساءل عن الجدوى من ذلك، وعلاقتها بالتطبيع، وحذّر من حرب إعلامية تستهدف الجزائر، التي تستغل وفقا لأقواله فرصة مرض الرئيس الذي قال بشأنه إنه سيعود قريبا لمواصلة مهامه.
وفي معرض حديثه في جلسة خصصت للمصادقة على قانونيْ المالية وتجريم اختطاف الأطفال، قال رئيس مجلس الأمة بأن “محيط الجزائر يشهد تقلبات سياسية”. وتساءل في هذا السياق عن “من المقصود من الهرولة للاعتراف بالكيان الصهيوني؟ ليس المقصود الشعب الفلسطيني فقط وإن كان هو الأساس في الحقيقة، لكن المقصود، هي المواقف العربية الحقيقية الثورية، هذا هو المقصود”، وفي ربطه بين التطبيع وفتح قنصلية في العيون، عاد ليتساءل مجددا: “ما الذي أتى بالإمارات لفتح قنصلية بمدينة العيون؟ يجب أن نطرح تساؤلات، ما وراء ذلك يجب الأخذ ذلك بعين الاعتبار” على حسب تعبيره.
وكانت الإمارات أول دولة عربية تفتح قنصلية في مدينة العيون، كبرى مدن الصحراء الغربية، وخلفت الخطوة انتقادات كبيرة من سياسيين وشخصيات جزائرية، واعتبرتها خطوة للرد على الجزائر بسبب انتقادها التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي.
وآخر التصريحات جاءت على لسان الدبلوماسي الجزائري والوزير السابق عبد العزيز رحابي في تصريحات صحفية حول خطوة الإمارات في العيون: “كل بلد سواء كان عربيا أو غير عربي لديه موقف معاد للمصالح الأساسية للجزائر، أعتبره موقفا عدوانيا إزاء الجزائر”، وأضاف بأن “الجزائر لا تضبط العلاقات بين المغرب وحلفائها، لكن هناك بعض المواقف تأخذها بعض الدول لضرب مصالح الجزائر، مثلا التسليح الحربي تتكفل به دول ثانية هذا ليس موقفا سياسيا، بل لديه تداعيات على أمن وسلامة الحدود الجزائرية”.
وتوقف صالح قوجيل في كلمته عن مرض الرئيس عبد المجيد تبون وما خلفه من جدل وشائعات خلال الأيام، حيث أشار إلى أن الرئيس سيعود قريبا “لمواصلة مهامه النبيلة والتاريخية لبناء الجمهورية الجديدة”، وانتقد ما اعتبرها حملة ضد الجزائر تدار من الخارج وتستغل مرض الرئيس “وللأسف، هناك أبواق وخاصة من الخارج يشنون حملة ضد الجزائر ويستغلون مرض الرئيس، والتأويلات حول مرض الرئيس، وما الذي سيحدث بعد الرئيس وكيف ستكون الجزائر، هذه حرب إعلامية ضد الجزائر يجب مواجهتها”.
وكان قد نشر موقع سينغالي باللغة الفرنسية خبرا بوفاة الرئيس عبد المجيد تبون، غير أن الرئاسة نفت ما وصفه مصدر من الرئاسة الجزائرية في اتصال مع قناة “الجزيرة” بالشائعات “المغرضة التي تبث عن صحة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون”.
وأكد أن “تبون في فترة نقاهة بمستشفى ألماني بعد تماثله للشفاء إثر إصابته بفيروس كورونا” وأن “بعض المواقع الإلكترونية الناطقة بالفرنسية ووسائل التواصل الاجتماعي يجانب الحقيقة”، و”الطاقم الطبي المرافق لرئيس الجمهورية بصدد تحضير التقرير الطبي النهائي الذي يسمح بعودة الرئيس إلى أرض الوطن”.
ويتواجد الرئيس الجزائري منذ 28 تشرين الأول/ أكتوبر في ألمانيا بعد أن خضع للعلاج من مضاعفات فيروس كورونا وهو الآن في فترة نقاهة بعد انتهى من البروتوكول العلاجي حسب بيان سابق للرئاسة الجزائرية.