مطبع اماراتي يتبارك بطقوس دينية يهودية في المسجد الأقصى
أثار مطبع إماراتي جدلا جديدا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بعد زيارة أجراها إلى موقع حائط البراق بالحرم القدسي، والذي يسميه اليهود بـ"حائط المبكى" ويقيمون بجواره طقوسا تلمودية، حيث دخل الإماراتي إلى المكان ووثق تلك الطقوس.
وتداول ناشطو مواقع التواصل مقطع فيديو صوره المطبع الإماراتي خلال زيارته إلى الحرم القدسي، حيث دخل إلى منطقة اليهود المخصصة لإقامة شعائرهم التلمودية على حائط البراق، أو المبكى كما يسمونه.
وقال المطبع الإماراتي إنه أراد أن ينقل الطقوس اليهودية كجزء من ثقافة الاطلاع على شعائر الأديان الأخرى، حيث تحدث مع حاخام يهودي بود بالغ، ورحب الأخير به عندما علم بجنسيته الإماراتية.
وانتقد متابعون ما فعله المطبع الإماراتي، معتبرين أنه شارك اليهود في طقوسهم الدينية في مكان محتل، مشيرين إلى استمرار التنازلات الإماراتية والتودد إلى إسرائيل واليهود، منذ إعلان أبوظبي عن تطبيع العلاقات مع تل أبيب.
وقال فلسطينيون إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تمنع دخول الفلسطينيين إلى حائط البراق، رغم كونه أثرا إسلاميا، لكنها تسمح للإماراتيين بدخوله بعد التطبيع.
وفتحت إسرائيل الزيارة للإماراتيين إلى مدينة القدس المحتلة، دون تأشيرات، تنفيذا لاتفاق مع أبوظبي، قبل أيام، يقضي بالإلغاء المتبادل للتأشيرات.
وقبل ساعات، احتضنت الإمارات حفل زفاف لإسرائيليين تضمن ممارسة طقوس يهودية، وأثار استنكار ناشطين أيضا.
ووقع عشرات الإماراتيين، من بينهم شخصيات أكاديمية ونشطاء معروفون على بيان يندد باتفاق التطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، كما تم تداول البيان على نطاق واسع عبر شبكات التواصل الاجتماعي.
وأكد الموقعون على بيان الرفض أن “هذه الاتفاقية تتنكر لتاريخ مؤسسي الدولة ودعمهم للقضية الفلسطينية و تتنكر لمظالم الشعب الفلسطيني المستمرة وتضحياته المتواصلة وتفرط بحقوقه التاريخية في أرضه وحق تقرير مصيره، وتُكافئ دولة الاحتلال والعنصرية، بإقرار سيطرتها الكاملة على أرض فلسطين واعترافها بالقدس كعاصمة للدولة اليهودية وللعملية التي تمهد للمساس بالمسجد الاقصى وتهويده”.
كما أكدوا على أن “الشعوب الخليجية والعربية والحرة أجمعت على رفض هذه الاتفاقية لما فيها من تضييع للحق الفلسطيني. وإن ما تسوق له وسائل الإعلام الرسمية الإماراتية من أن الاتفاقية ستمنع إسرائيل من التمدد وأنها ستتيح الفرصة للمسلمين للصلاة في المسجد الأقصى، ليس إلا تسويغا لحجج واهية، وما التطبيع في حقيقته إلا اعتراف بحق إسرائيل في الأرض، وهو إقرار لا يحق للحكومة الإماراتية منحه لدولة الاحتلال”.
ورأى البيان أن “التطبيع هو اختراق للأمة في ثقافتها وقيمها واقتصادها وإعطاء العدو غطاء رسميا، وهو ما يدفع للتساؤل: ما هي المكاسب التي حصلت أو ستحصل عليها القضية الفلسطينية والإمارات في المقابل من هذه الاتفاقية؟”.
كما أكد البيان أن “سكوت الشعب الإماراتي لا يعني قبوله بهذه الاتفاقية وإقراره بها، فكما هو معلوم للجميع بأنه لا يوجد في الإمارات أي هامش للحرية للتعبير عن الرأي، وكل من يعارض سياسة الدولة فإنه عرضة للتنكيل والسجن وتلفيق التهم الباطلة التي تصل عقوبتها للسجن عشر سنوات وغرامات مالية تصل إلى نصف مليون درهم. ويوم أن كان الشعب الإماراتي الكريم يملك هامشا من الحرية لم يتردد في الخروج في مسيرات منددة بالعدوان الصهيوني على غزة وجمع التبرعات نصرة لأهله في فلسطين”.
وأكد الموقعون على البيان أن “شعب الإمارات سيبقى سنداً وداعماً للقضية الفلسطينية وللشعب الفلسطيني الشقيق الذي انتهكت حقوقه واغتصبت أرضه من قبل دولة الإرهاب الصهيوني”.
كما أعلن ناشطون إماراتيون إنطلاق “الرابطة الإماراتية لمقاومة التطبيع مع الكيان الصهيوني” تأكيداً على رفض المجتمع الإماراتي للاتفاقية.