أوبك تعمل بالصمت لإصلاح الصدع وحل النزاع الإماراتي السعودي حول النفط

أوبك تعمل بالصمت لإصلاح الصدع وحل النزاع الإماراتي السعودي حول النفط

 

قال تقرير في بلومبيرغ إن "أوبك بلس" (+OPEC) تعمل بصمت لإصلاح الصدع في قلب التحالف النفطي، وذلك لحل نزاع بين السعودية والإمارات العربية المتحدة يتمحور حول كمية النفط الخام التي يجب ضخها في العام الجديد.

 

من جهتها، نقلت وكالة رويترز عن مصادر في منظمة أوبك (OPEC) قولها إن السعودية محبطة من الإمارات بسبب رفضها تخفيض إمدادات النفط. وأضافت المصادر أن الإمارات خرجت هذا الأسبوع من تحت جناح النفوذ السعودي في أوبك.

 

وأفادت الوكالة -نقلا عن مصدر- بأنه بسبب هذا الإحباط عرض وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان التنحي عن منصب نائب رئيس لجنة المراقبة الوزارية المشتركة في أوبك.

وعُرض منصب نائب الرئيس على الإمارات، لكنها لم ترغب فيه. وأفاد أحد المصادر بأن الوزير السعودي مستاء للغاية، لكنه لن يخرج عن التوافق.

 

وقال تقرير بلومبيرغ إنه في يوم الاثنين حالت الخلافات بين السعوديين والإماراتيين دون التوصل إلى اتفاق واضح حول ما إذا كان سيتم تأخير زيادة الإنتاج المخطط لها.

وظهر شرخ بين المصدرين الخليجيين، حيث تنتهج أبو ظبي سياسة نفطية أكثر استقلالية.

 

وأمضى المندوبون يوم الثلاثاء في التشاور مع حكوماتهم وتبادل الأفكار عبر الهاتف. وبعد أن كشفت المحادثات الفاشلة عن شرخ خطير في جوهر التحالف، تعمل أوبك وشركاؤها بهدوء على إصلاح الضرر.

ويبذل اللاعبون الرئيسيون في التحالف الذي يضم 23 دولة جهودا دبلوماسية لحل النزاع، وهم بحاجة للتوصل إلى حل وسط قبل اجتماع الوزراء يوم الخميس، المؤجل بسبب هذا المأزق.

 

وأوبك بلس هو تحالف يضم 13 دولة في منظمة أوبك و10 من الدول الرئيسية المصدرة للنفط في العالم من خارج أوبك.

وقال التقرير إن منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وشركاءها عانت هذا العام من ركود غير مسبوق بسوق النفط، مما قلّص الإنتاج مع تراجع الطلب عقب وباء فيروس كورونا. وإذا انهار اتفاقها، ستهبط الأسعار مرة أخرى.

 

وقالت حليمة كروفت -كبيرة إستراتيجيي السلع في بنك كندا الملكي "آر بي سي" (RBC)- "أوبك بلس غالبا ما تولد الدراما، وهذه المرة التوترات تتصاعد"، "لكننا ما زلنا نعتقد أن المجموعة سوف تجد على الأرجح بعض الحلول الوسط لحفظ ماء الوجه، مع تمديد قصير للتخفيضات الحالية لتكون النتيجة الأكثر ترجيحا".

 

فضلت معظم الدول في جلسة يوم الاثنين عبر الإنترنت تأجيل زيادة العرض اليومية البالغة 1.9 مليون برميل والتي من المقرر أن تدخل حيز التنفيذ في يناير/كانون الثاني لمدة 3 أشهر. ومع موجة جديدة من الإصابات بالفيروس تضرب الاقتصاد العالمي، تعتقد أن الطلب لا يزال هشا للغاية لامتصاص الخام الإضافي.

لكن مندوبين قالوا إن الإمارات تراجعت.

 

ودون معارضة علنية للتأجيل، أصر وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي على شروط صارمة -بشكل أساسي التنفيذ السريع للتخفيضات التي يدين بها الأعضاء الآخرون للتعويض عن ضخ الكثير في الأشهر السابقة- والتي تجعل الاتفاق شبه مستحيل.

 

وقال تقرير بلومبيرغ إن هذا النزاع الإجرائي يخفي استياء الإمارات العميق من قيود العرض التي تفرضها أوبك، والتي "لا تبشر بالخير بالنسبة للتماسك الجماعي في عام 2021″، وفقا لما ذكرته كروفت.

 

وكانت السعودية طالبت في اجتماع أوبك الاثنين الماضي الدول الأعضاء بتمديد تخفيضات الإمدادات 3 أشهر.

ونقلت رويترز عن مصادر قولها إن الإمارات ترى ضرورة أن تلتزم الدول ذات الإنتاج الزائد بالتخفيضات المحددة لها، والتعويض عن الإنتاج الزائد من قبل.

ويبلغ حجم التخفيضات الراهنة 7 ملايين و700 ألف برميل يوميا، تمثل نحو 8% من الطلب العالمي.

الكاتب