المونيتور: الإمارات تشارك فرنسا مناورات "ميدوزا-10" نكاية في تركيا
قال موقع "المونيتور" الأمريكي، إن الإمارات تشارك للمرة الأولى، مع فرنسا، في مناورات "ميدوزا-10" المشتركة التي تجرى بالبحر المتوسط بين القبارصة واليونانيين والمصريين، "نكاية في تركيا".
وتجرى المناورات في الثالث وحتى السادس من ديسمبر/كانون الأول الجاري قبالة ساحل الإسكندرية، شمالي مصر.
وأضاف الموقع أن الوجود الإماراتي يأتي بعد أقل من أسبوعين من عقد اتفاقية شراكة استراتيجية مع اليونان في 18 نوفمبر/تشرين الثاني، التي وصفها أحد أساتذة العلاقات الدولية بأنها "إنجاز كبير من وجهة نظر أثينا".
وتعد هذه هي المرة الأولى التي تبرم فيها أثينا اتفاقية ثنائية بهذا الحجم منذ الحرب العالمية الثانية، وما كانت لتقْدم على مثل هذه الاتفاقية لولا تركيا، فهو ترتيب يهدف إلى احتواء أنقرة وإضفاء المصداقية على الاستراتيجيات الرادعة لكلا البلدين.
وتدعم الإمارات وجهة نظر اليونان تجاه تركيا، وتجلى هذا الدعم عندما أرسلت الدولة الخليجية طائرات مقاتلة إلى جزيرة كريت بعد صدام بين سفن حربية يونانية وتركية في شرق البحر المتوسط.
فيما يبدو أن المشاركة الإماراتية بمثابة توجيه رسالة وحدة قبل قمة الاتحاد الأوروبي في ديسمبر/كانون الأول؛ لمناقشة العقوبات التركية.
كما تعزز الاتفاقية الإطار الثنائي لمزيد من التعاون الدفاعي بين البلدين، وتضفي الطابع المؤسسى لتمركز القوات العسكرية لدولة ما عند أراضي الدولة الأخرى، وهو أمر مهم للأغراض الدفاعية.
ولا نغفل وجود قاعدة تركية في قطر على أعتاب الإمارات، وعن طريق الاتفاقية، ستوسع الإمارات وجودها على أعتاب تركيا.
وتُعد تلك الاتفاقية هي الأولى من نوعها بين الدول التي تؤسس رسمياً آلية لتبادل المعلومات الاستخباراتية السرية.
إذ تتمثل السمة المميزة لهذا الاتفاق في بند الدفاع المشترك الذي تتعهد البلدان فيه بمساندة بعضهما بعضاً، في ضوء أي تهديد لسلامة أراضيهما من أي طرف ثالث.
والشهر الماضي انتقدت الإمارات واليونان، السلوك التركي في شرق البحر الأبيض المتوسط، مؤكدتين بالوقت ذاته على إنشاء شراكة استراتيجية بينهما في مختلف المجالات.
جاء ذلك خلال زيارة لرئيس الوزراء اليوناني، كيرياكوس ميتسوتاكيس، برفقة وزير الخارجية نيكوس دندياس، إلى الإمارات حيث استقبله ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد.
وتشمل الشراكة الاستراتيجية مجالات مختلفة، منها السياسة والدفاع والتجارة والاستثمار والسياحة والثقافة والطاقة والخدمات الرقمية والحكومية والغذاء والزراعة.
وأكد مكتب رئيس وزراء اليونان، أن ميتسوتاكيس، بحث مع ابن زايد السلوك التركي في شرق المتوسط والمنطقة.
ومع تزايد خضم التوترات السياسية بين تركيا واليونان، سارعت أبوظبي لتقوية علاقاتها مع أثينا لتشكيل تحالف جديد مع هذه الدولة الأوروبية، للبحث عن دور إقليمي لها في هذه المنطقة.
وتوترت العلاقات بين اليونان وتركيا بشكل حاد بعد قرار أنقرة إجراء مسوحات شرقي البحر المتوسط، في منطقة تعتبرها أثينا منطقتها الاقتصادية الخالصة.
ويقول مراقبون إن التقارب الإماراتي اليوناني، يأتي ضمن محاولات أبوظبي التضييق على تركيا، وإزعاجها.
وقبل أسابيع، أرسل "بن زايد" مقاتلات "إف-16" للمشاركة في مناورة مع اليونان وسط تزايد التوتر مع تركيا.
وآنذاك نقلت "فاينانشيال تايمز" عن الأكاديمي الإماراتي "عبدالخالق عبدالله" تعليقه على مغزى تلك المناورات متفاخرا: "كانت الإمارات بحاجة لرسالة: نحن هنا أحببت (يا رئيس تركيا) أم كرهت ولم نتخل عن ليبيا"، في إشارة إلى الدعم التركي لحكومة الوفاق الليبية المعترف بها دوليا.