بدء تأسيس مقرات للشاباك والموساد في الإمارات لحماية مصالح إسرائيل
بدأت أجهزة الأمن الداخلي والمخابرات الإسرائيلية، في تأسيس مقرات لها داخل الإمارات، تمهيداً لوضع خطط وتدريب عناصر محلية على مواجهة أي عمليات إرهابية تستهدف دولة الاحتلال في منطقة الخليج.
وكشفت صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية، أن اتفاقات التطبيع الأخيرة وما لحقها من إلغاء تأشيرات الدخول وتنشيط حركة السياحة، ليست كل شيء، مضيفة أن الأمر "أبعد من ذلك".
ولفتت الصحيفة إلى أن رئيس جهاز "الشاباك" الإسرائيلي "نداف أرغمان"، زار الإمارات، الأسبوع الماضي، لفحص المقرات المطلوبة، وكذلك لبحث مقرات للسفارة الإسرائيلية في أبوظبي والقنصلية العامة لبلاده في دبي، فضلا عن مقر لسفارة إسرائيلية في العاصمة البحرينية المنامة.
وزعمت الصحيفة أنه في أعقاب اغتيال العالم النووي الإيراني "محسن فخري زاده"، فإن إيران ستحاول استهداف المصالح الإسرائيلية في كل من البحرين والإمارات، بهدف تعكير صفو العلاقات الإسرائيلية مع كل من أبوظبي والمنامة.
وأكدت الصحيفة، أن "أرغمان" بحث مع المسؤولين في كل من البحرين والإمارات، مدى تأمين المواطنين الإسرائيليين في كلا البلدين، خاصة مع توالي الرحلات الجوية بين بلاده والبحرين والإمارات، ما يعني ضرورة وجود ترتيبات أمنية لهم في البلدين.
وسبق أن هددت إيران، الحكومة الإماراتية، من منح الإسرائيليين موضع قدم في منطقة الخليج، وقالت إنها سترد على هذا التهديد بكل حسم.
ووفق الصحيفة، فإن هناك توجهاً إماراتياً بحرينياً إسرائيلياً، لتشكيل جبهة موحدة تكون مهمتها الدفع باتجاه تصنيف "حزب الله" اللبناني كمنظمة إرهابية، من قبل الدول التي لم تتخذ هذه الخطوة حتى الآن.
وأشارت الصحيفة إلى أن الهدف النهائي من هذه الخطوة، هو "انتزاع قرار أممي بوضع الحزب على قوائم الإرهاب".
وفي الطريق إلى ذلك، بدأت الأطراف الثلاثة ترتيبات أمنية واستخباراتية عالية المستوى، لمنع أي تهديدات تواجه المصالح الإسرائيلية في منطقة الخليج.
وقالت الصحيفة إن أجهزة الاستخبارات التابعة لدولة الاحتلال، بدأت وضع خطط لمواجهة ما وصفتها بـ"التهديدات الإرهابية" في الخليج.
وأضافت أن جهاز الأمن العام الإسرائيلي "شين بيت"، سينشئ محطة أمنية دائمة في الإمارات لحماية الطائرات الإسرائيلية، ومنع إدخال أي متفجرات أو أسلحة إليها.
وبالتوازي، سيقوم جهاز الموساد بتتبع أي محاولة لتنفيذ عمليات إرهابية ضد الإسرائيليين أو المصالح الإسرائيلية في منطقة الخليج.
وأكدت الصحيفة أن هذه التحركات بدأت فعلياً على الأرض، مشيرة إلى زيارة مدير "شين بيت" مؤخراً للإمارات، بهدف تدريب قوات محلية خليجية على التعامل مع هذه التهديدات.
وخلال الفترة الماضية زار رئيس الموساد "يوسي كوهين"، الإمارات والتقى مسؤولين أمنيين وسياسيين كباراً.
ومنذ توقيع اتفاقات التطبيع منتصف سبتمبر/أيلول الماضي، ارتفعت وتيرة التعاون الإماراتي الإسرائيلي في المجالات كافة، ولا سيما الأمني والتكنولوجي.
ومراراً، أعلن مسؤولون من الطرفين عزمهما تعزيز العلاقات الأمنية لمواجهة المخاطر المشتركة التي تواجههما.
وبحسب الدبلوماسي الهندي السابق "م.ك.بدراكومار" في مقال على موقعه "إنديان بنش لاين" فإن موافقة أبوظبي على قرار السفر بين البلدين دون تأشيرة ليس له معني غير أن الجواسيس الإسرائيليين يمكنهم الآن الدخول والخروج من وإلى الخليج العربي دون أن يلاحظهم أحد، مشيرا إلى أن من بين شروط تمرير صفقة بيع طائرات إف ٣٥ الأمريكية للإمارات موافقة أبو ظبي على فتح مركز عمايات للموساد على أراضيها.
ونوه إلى أن مركز الموساد في الإمارات سيكون ذا أهمية كبيرة لأن إسرائيل مصممة على زعزعة استقرار إيران والإطاحة بالرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"، حيث إن إسرائيل لا يمكن أن تتسامح مع أي قوة إقليمية لديها القدرة على تقزيمها فيما يتعلق بالقدرات الاستراتيجية.