خبير إسرائيلي: الإمارات مشروع ناجح للتعاون الاقتصادي مع تل أبيب
قال إيتان ليسري، الرئيس التنفيذي لشركة Challenge، والمستشار السابق لرؤساء الوزراء الإسرائيليين، وهو مستشار اقتصادي لعدد من دول الخليج العربي، بمقاله على موقع "نيوز ون" إن "الإسرائيليين يعتبرون الإمارات العربية المتحدة مشروعا ناجحا للتعاون الاقتصادي".
وأكد أن "سوق الطاقة يمثل أول نموذج للتعاون الاسرائيلي الإماراتي، يتجاوز قدرة إسرائيل على شراء النفط من أبوظبي، لتنويع مصادر طاقتها، لأن الاستراتيجية الإسرائيلية تعتمد على منفذها إلى البحرين الأحمر والمتوسط، إضافة لخط أنابيب النفط الذي يربط هذين البحرين عبر ميناءي إيلات وعسقلان، تحت ضغط من منتجي النفط العرب، وبالتالي فإن عمالقة الطاقة الآخرين يمكنهم الحفر في المياه الاقتصادية لإسرائيل".
وأشار إلى أن "مجال التعاون الثاني بين إسرائيل والإمارات هو التكنولوجيا والتقنيات المالية، ومن المتوقع أن تدرس عمليات نقل العديد من الشركات التكنولوجية الإسرائيلية التي تركز على التقنيات بعض أنشطتها إلى الإمارات، كمقر إقليمي إضافي للأعمال".
وأوضح أن "مجال التعاون الثالث يتمثل في سوق العقارات، لأن مستثمرين عقاريين إسرائيليين بدأوا بالبحث عن صفقات في الجزر الاصطناعية في الخليج العربي، خاصة في قطاعي الفنادق والإسكان، وقد أجرى وزير البنى التحتية الإسرائيلي يوفال شتاينتس حديثًا مع نظيره الإماراتي لبحث التعاون في ربط شبكات الكهرباء، بزعم أن ذلك سيغذي اتفاقيات السلام، ويرسخ أمن الطاقة، وإمداداتها، لدعم اقتصاد الطاقة الإسرائيلي والإقليمي".
وكشف أن "اتصالات أجريت مع ممثلي قطاع الأعمال الإماراتيين من خلال زيارات مشتركة لدول المنطقة، للتعارف العميق والوثيق قبل مناقشة المسائل التجارية للاستثمار والتعاون في الزراعة والتكنولوجيا والهاتف المحمول والتمويل".
وقال: "عدت مؤخرًا من زيارة ناجحة إلى دبي استغرقت 10 أيام، والتقيت خلالها بممثلين عن الإمارة، وممثلين عن قطاع المال والتكنولوجيا، بجانب ممثلي الاستثمار والعقارات، وما شهدته من توقيع اتفاقيتي تعاون تجاري، وحضرت أول مؤتمر أعمال رسمي بين الدولتين، والتقيت مع رئيس مجموعة DP World -HE سلطان أحمد بن سليم الذي يدير أكثر من 60 ميناء حول العالم".
وأوضح أن "ابن سليم أبدى اهتمامًا كبيرًا بالتعاون التجاري مع الموانئ الإسرائيلية، والتقيت بالشيخة عبد الله النعيمي وفريقها لمناقشة اتفاقية تعاون، وتوقيعها لتوظيف شركات التكنولوجيا والتجارة والخدمات من إسرائيل لفتح نشاط تجاري في الخليج مع شركة منطقة التجارة الحرة في عجمان، حيث تعمل كمديرة أولى بجانب ميناء بحري مجاور".
وأشار إلى أن "اتفاقيات التجارة الحرة غالبيتها قطاعية، مع اتفاقيات التجارة الحرة ذات الأهمية الخاصة، مثل خلق فرصة للشركات الإسرائيلية لاختراق الأسواق العالمية مثل الصين والهند وشرق أفريقيا. ومع وجود صندوق استثماري يبلغ 1.3 مليار دولار في مجالات الطاقة والعقارات والسيارات، تم الترويج لحل تكنولوجي لإنشاء منصة للتجارة والتسويق، وإدارة وتشغيل أساطيل المركبات من جميع أنحاء العالم إلى دول الخليج".
وأوضح أن "فتح الأبواب والترحيب الحار الذي تلقاه الإسرائيليون خلال زيارتهم إلى دبي دليل على رغبتها القوية بتعزيز العلاقات التجارية والتكنولوجية معهم، ويتوقع أن تلهم مشاركة دول أخرى في المنطقة للتعلم من التجربة الإسرائيلية، والاستراتيجية الرقمية الجديدة لممثلي الإمارة هي اعتراف بنجاح عمل إسرائيل الجاد لتعزيز هذه الروابط، وتقدم مستقبلًا واعدًا للتعاون التكنولوجي الذي ينتظر الإسرائيليين في المستقبل القريب والبعيد".