برنامج استقصائي يكشف اختراق الإمارات هواتف 36 صحفياً من قناتي الجزيرة والعربي
كشف برنامج استقصائي بثته قناة "الجزيرة" القطرية عن أدلة وتفاصيل حصرية بشأن عمليات اختراق جديدة تقف وراءها الإمارات نشطاء وإعلاميين للتجسس عليهم، من خلال ثغرات اختراق إلكترونية متطورة غير معهودة.
ووفق البرنامج، الذي جاء بعنوان "ما خفي أعظم - شركاء التجسي" فقد اخترقت معرفات تشغيلية مصدرها الإمارات والسعودية، عبر برنامج "بيجاسوس" الذي تنتجه شركة NSO الإسرائيلية هواتف 36 صحفيا وإعلاميا بقناتي "الجزيرة" و "العربي"
وعلى مدى أشهر من التحقيق، تتبع "ما خفي أعظم" عمليات التجسس والاختراق، بالتعاون مع مختبر "سيتزن لاب" التابع لجامعة تورنتو الكندية، على أحد هواتف طاقم البرنامج، بعد تلقي هذا الهاتف رسائل تهديد.
وبعد 7 أشهر من التتبع، تم رصد عمليات اختراق للجهاز، وتحديدا في 19 يوليو/تموز الماضي،، بعد بث تحقيق قناة "الجزيرة" عن هروب المستثمر الهندي شيتي من الإمارات.
وبحسب خبير من "سيتزن لاب"، فإن الاختراق تم بواسطة برنامج "بيجاسوس" وبتقنية "زيرو-كليك"، أي أن المستهدف لم يضغط على أية روابط أو ملفات مرسلة له، ورغم ذلك يتم اختراق هاتفه، وهي تقنية مكلفة للغاية.
وأوضح أن التجسس على عضو فريق البرنامج جاء عقب إجراء اتصالات من الهاتف مع جهات رسمية إماراتية؛ لإعطائها حق الرد على تحقيق سابق.
وتحدث البرنامج عن تسريبات لاتفاقيات جديدة لاستثمار إماراتي كبير في شركات إسرائيلية تنتج تقنيات التجسس.
سياسة
بعد عرض تحقيق الجزيرة.. غارديان تسلط الضوء على استهداف هواتف صحفيين في الشبكة ببرنامج تجسس إسرائيلي
مقرّ مجموعة "إن إس أو" قرب تل أبيب (الفرنسية)
20/12/2020
نشرت صحيفة غارديان (The Guardian) البريطانية تقريرا يستعرض ما كشفته آخر حلقة من البرنامج التحقيقي "ما خفي أعظم" على قناة الجزيرة، مشيرة إلى تورط السعودية والإمارات في اختراق هواتف العشرات من صحفيي الجزيرة في هجوم إلكتروني غير مسبوق.
من جهتها استفسرت صحيفة الغارديان في تقرير لها حول القضية من مجموعة "إن إس أو" (NSO) -وهي شركة تقنية في إسرائيل تنتج برنامج بيغاسوس للتجسس- لكن الشركة نفت مجددا مسؤوليتها عن تلك العمليات، وقالت "لا يمكننا الوصول إلى أي معلومات فيما يتعلق بهويات الأفراد الذين يستخدم نظامنا لإجراء المراقبة عليهم".
وأضافت الشركة الإسرائيلية أنها عندما تتلقى أدلة موثوقة على إساءة استخدام البرنامج، فإنها تتخذ جميع الخطوات اللازمة وفقا لإجراءات التحقيق.
وبما أن البرنامج التجسسي تمكن من اختراق هواتف "آيفون"، فقد قالت شركة آبل -في بيان- إن الهجوم كان موجها بشكل كبير من قبل حكومات ضد أفراد معينين، مضيفة أنها تحث العملاء دائما على تنزيل أحدث إصدار من البرامج لحماية أنفسهم وبياناتهم.
وتعددت تقارير عن استخدام أنظمة قمعية في الشرق الأوسط ومناطق أخرى، أبرزها الإمارات، لبرنامج التجسس الإسرائيلي "بيجاسوس" للوصول إلى هواتف ناشطين وحقوقيين ومعارضن سلميين.
وتسبب هذا الوصول في اعتقال بعضهم، مثل الناشط الإماراتي "أحمد منصور" الذي تم التجسس على هاتفه بواسطة البرنامج، ومقتل آخرين، مثل الصحفي السعودي "جمال خاشقجي"، الذي تم اختراق هاتفه أيضا، حيث أشارت تقارير إلى أن قرار اغتياله جاء بعد إطلاع القيادة السعودية على خططه لتدشين مؤسسات لمواجهة الذباب الإلكتروني.
ووفقا لتقارير صحفية إسرائيلية وأمريكية فقد استخدم "بيجاسوس" منذ 2016 وحتى أكتوبر/تشرين الأول 2018 للتنصت على 175 معارضا وناشطا حقوقيا وصحفيا في العالم العربي وأمريكا اللاتينية وآسيا وأفريقيا ومناطق أخرى.
والاسبوع الماضي قال معارضان إماراتيان إنهما تعرضا لعمليات تجسس واختراق إسرائيلية، عبر حساباتهما على تطبيق "تليجرام".
وأفاد الناشط "إبراهيم آل حرم"، أن رسائل بروابط مصدرها الاحتلال الإسرائيلي وصلت إلى حسابه في "تليجرام" تفيد بأن مستخدمين من جهاز آخر دخلوا إليه.
وأضاف "آل حرم" عبر "تويتر"، قائلا: "يبدو أن الإمارات صارت مستعمرة إسرائيلية وأن المخابرات الإماراتية صارت تتبع الموساد".
في السياق ذاته، قال الناشط الإماراتي، "حميد النعيمي"، إن "من ثمرات التطبيع الإماراتي ولأننا ندافع عن فلسطين، اختراق برنامج التليجرام الخاص بي والاختراق تم من إسرائيل".