الغارديان: أنصار ناد إسرائيلي يثورون عليه بعد بيع نصف أسهمه للإمارات

الغارديان: أنصار ناد إسرائيلي يثورون عليه بعد بيع نصف أسهمه للإمارات

 

أفادت صحيفة غارديان (The Guardian) البريطانية بأن نادي بيتار القدس، الذي يلعب في الدوري الإسرائيلي الممتاز لكرة القدم، يواجه أزمة عقب اتفاق أُبرم مؤخرا ببيع جزء من أسهمه لأحد أفراد العائلة الحاكمة بدولة الإمارات.

 

وقالت إن مجموعة متعصبة من مشجعي نادي بيتار القدس توعدت بمقاطعة ناديهم واقتحام حصص تدريبية لفريق كرة القدم احتجاجا على شراء أحد أفراد العائلة المالكة في دولة الإمارات 50% من أسهم النادي.

 

وذكرت الصحيفة أن بيتار القدس هو الفريق الإسرائيلي الوحيد الذي لم يضم في صفوفه لاعبا عربيا، مشيرة إلى أن مشجعي النادي "المتعصبين" درجوا على ترديد هتاف "الموت للعرب".

 

وكان نادي بيتار أعلن يوم 7 ديسمبر/كانون الأول توقيعه اتفاقية مع الشيخ حمد بن خليفة آل نهيان (أحد أفراد الأسرة الحاكمة في الإمارات) لشراء 50% من أسهم النادي، واستثمار أكثر من 300 مليون شيكل (92.18 مليون دولار) في النادي خلال السنوات العشر المقبلة.

 

ونقلت غارديان في تقريرها من مدينة القدس عن مشجع يدعى موار إيفراش القول إن صفقة الشراء دفعت العديد من أنصار النادي إلى الانقلاب عليه.

 

ورغم أن إيفراش يؤيد صفقة الشراء أملا في أن تكون حافزا للفريق على النجاح على غرار ما حققه نادي مانشستر سيتي الإنجليزي بعد شرائه من الإمارات، فإنه يشعر بأن مجموعة من مشجعي النادي "المتعصبين" لن يقبلوا بذلك أبدا. وقال إن العنصرية التي يوصم بها مشجعو بيتار القدس "لم تأت من فراغ".

 

وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن مجموعة "متطرفة" من أنصار النادي تُعرف باسم "العائلة" اتُّهموا بكتابة شعارات بذيئة معادية للعرب على الجدران الأسبوع الماضي أثناء أول حصة تدريبية يجريها فريق كرة القدم منذ الإعلان عن صفقة الشراء.  واعتقلت الشرطة 4 منهم.

 

ونسبت الصحيفة إلى أحد أفراد مجموعة "العائلة" -طلب عدم ذكر اسمه أو الإشارة إلى هويته- قوله إن بيع حصة من أسهم النادي للشيخ حمد بن خليفة آل نهيان يهدد "يهودية" مدينة القدس برمتها وليس النادي وحده.

 

وأوضحت غارديان في تقريرها أن الصفقة تعد من أولى ثمار "الاختراق الدبلوماسي" الذي حدث بين إسرائيل ودولة الإمارات، إثر توقيع الدولتين عددا من الاتفاقيات لإقامة علاقات رسمية بينهما.

 

وفي مكالمة هاتفية مع الصحيفة، وصف موني باروش، المدير التنفيذي للنادي، الصفقة بأنها "الوسيلة الصحيحة لنشر السلام"، وتمثل "فرصة طيبة للنادي وكرة القدم الإسرائيلية، وفرصة سانحة لوضع حد لعنصرية أقلية من المشجعين".

 

لكن غارديان ترى في تقريرها أن الصفقة قد لا تكون لها علاقة بالعيش المشترك أو حتى النادي في حد ذاته بقدر ما هو تطلع من الإمارات لكسب رصيد سياسي مع حليفتها الجديدة، إسرائيل، وداعميها في واشنطن.

 

ومن بين أنصار "بيتار القدس" شريحة عريضة من النخبة السياسية الإسرائيلية، من بينهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بينما كان رئيس الدولة رؤوفين ريفلين مديرا للنادي.

 

وفي تصريح لا شك أنه نال استحسان الحكومة الإسرائيلية -حسب تعبير غارديان- أشار الشيخ حمد بن خليفة آل نهيان إلى القدس على أنها عاصمة إسرائيل. ووصفت الصحيفة البريطانية التصريح بأنه "مثير للخلاف"، ذلك لأن وضع المدينة المقسَّمة يعد مسألة جوهرية بنظر الفلسطينيين.

 

ويعرف مشجعو نادي بيتار بأنهم الأكثر عنصرية في إسرائيل، وسبق لهم أن بثوا أغاني تتضمن عبارات مسيئة للرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- وذلك بالتزامن مع أزمة الرسوم المسيئة التي عادت إلى الواجهة من فرنسا خلال الأسابيع الأخيرة.

الكاتب