مصادر دبلوماسية تكشف عن اتصالات إماراتية مع إيران لتجنب أي رد انتقامي
كشفت مصادر دبلوماسية أن الإمارات أجرت اتصالات سرية مع طهران، في الأيام القليلة الماضية، أكدت خلالها عدم تورطها في أي من العمليات والأحداث التي شهدتها إيران أخيراً، والتي كان آخرها اغتيال فخري زادة.
وأوضحت المصادر وهي ذات طبيعة دبلوماسية، تعمل في القاهرة بحسب تقرير لصحيفة "العربي الجديد" اللندنية أن الاتصالات التي اتخذت من الحديث بشأن أمن الملاحة في الخليج ومضيق هرمز، مدخلاً، تضمنت تأكيدات واضحة من الجانب الإماراتي بشأن عدم مشاركتها بأي شكل من الأشكال في حادثة اغتيال فخري زادة.
وأشارت المصادر إلى أن هناك مخاوف كبيرة لدى إمارة دبي، من أي ضربات انتقامية إيرانية، "حتى لو كانت بسيطة"، مؤكدة أن اقتصاد دبي بالكامل قائم على معدلات الأمان المتوفرة، متابعة أن أي عمل إرهابي أو انتقامي داخل الإمارات سيضرب الاقتصاد القائم على السياحة والتجارة.
وبحسب المصادر، فإن الإمارات من جهة أخرى تسعى لتأمين موقفها في ظل عدم ارتياحها إلى تحركات الرئيس الأميركي الخاسر دونالد ترامب الأخيرة، وتشك في أنه يصطنع أزمات دولية كبرى لتصديرها لخليفته في البيت الأبيض جو بايدن، قبل تسلمه الرئاسة رسمياً في العشرين من يناير/كانون الثاني الحالي.
وأضافت المصادر: "كان هناك تفهم إيراني لعدم جر المنطقة في الوقت الحالي إلى أزمات كبرى يصعب السيطرة عليها، لتفويت الفرصة على ترامب، إلى حين وصول القيادة الأميركية الجديدة، واستطلاع موقفها تجاه طهران، وإن كانت طهران لم تُبد موقفاً واضحاً بشأن المطلب الإماراتي الرئيسي من الاتصالات الأخيرة".
يُذكر أن محسن فخري زادة اغتيل في 27 نوفمبر الماضي، بمساعدة أداة إلكترونية متطورة تسترشد بجهاز متصل بالأقمار الصناعية، وذلك أثناء توجهه من مدينة "رستمكلاي" في محافظة مازندران، إلى مدينة "ابسرد" بمنطقة دماوند، بحسب ما كشفه المتحدث باسم الحرس الثوري العميد رمضان شريف. وقال وقتها إن "الصهاينة يعرفون جيداً أن أفعالهم لن تمر دون رد. في السنوات الماضية ثبت أن أفعالهم لن تمر دون رد".
وكانت الإمارات قد دانت اغتيال فخري زادة، مُعتبرة أنها تقود إلى حالة من تأجيج الصراع في المنطقة. وأكدت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية، في بيان رسمي وقتها، أن "ما تمر به منطقتنا من حالة عدم الاستقرار وما تواجهه من تحديات أمنية يدفعنا جميعاً للعمل على تجنب الأعمال التي من شأنها التصعيد مما يهدد استقرار المنطقة برمتها".
وأضاف البيان أنه "نظراً لما تمر به المنطقة فإن الإمارات تدعو جميع الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس لتجنب انجراف المنطقة إلى مستويات جديدة من عدم الاستقرار وتهديد السلم".
وكان القائد العام للحرس الثوري الإيراني، الجنرال حسين سلامي، نفقد السبت القوات الإيرانية في جزيرة أبو موسى الإماراتية بالخليج، والتي تحتلها إيران لتقييم مدى استعدادات هذه القوات وجاهزيتها، في وقت تتزايد فيه احتمالات وقوع مواجهة عسكرية في المنطقة بين طهران وواشنطن.
وفي تصريحات له من الخليج، قال سلامي، وفق ما أورده التلفزيون الإيراني، إنّ "الجزر الثلاث الإيرانية تشكل الواجهة الدفاعية للبلاد في مواجهة الأعداء"، وهي جزر أبو موسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى الإماراتية ، التي تحتلها إيران.
وهدد سلامي بأنّ "أي اعتداء من قبل العدو علينا سنردّ عليه بعمل مماثل وحازم"، مضيفاً: "إننا أثبتنا مرات عدة أنه لن نترك أي تهديد أو اعتداء من قبل الأعداء من دون رد".